هرمون الدوبامين والسعادة وطرق تعزيزه بالجسم

السعادة هي ما يبحث عنه كل إنسان بالحياة، والتي قد يحصل عليها أو يلتمسها بسهولة في أبسط أموره اليومية، أو قد تستعصى عليه فلا يجد إليها سبيلًا، وتبدأ رحلته للبحث عنها، فهم مدى ارتباط هرمون الدوبامين والسعادة، وكيفية تعزيزه لسعادة أكثر… تابعوا معنا لفهم المزيد عن الدوبامين وأهميته.

هرمون الدوبامين والسعادة

ترتبط السعادة بمواد كيميائية تعرف باسم الهرمونات، والسعادة ليست مقترنة بهرمون واحد فحسب، بل نطلق هرمونات السعادة على كل من: الدوبامين، الإندروفين، السيروتونين، والأوكسيتوسين. تابعوا معنا لمعرفة المزيد عن كل هرمون على حدة.

قد يهمك أيضا: هرمون السعاده عند النساء وطرق هامة لتحفيزه

الدوبامين

يرتبط الدوبامين بِمواد الإدمان والتي منها: الكوكايين، والميثامفيتامين، وهي مواد تزيد من مستوى أو منسوب الدوبامين بالدماغ والجسم عند تناولهم، كما يرتبط منسوب الهرمون بالطبيعة الشخصية للإنسان، فقد أثبتت الدراسات زيادة منسوب الدوبامين لدى أصحاب الشخصيات الاجتماعية المنفتحة مقارنةً بالشّخصيات الانطوائية المغلقة.

يعرف الدوبامين باسم هرمون النجاح، التحفيز، والمكافأة، وذلك لدوره في تحفيز الأشخاص للقيام بالأفعال التي تتطلب شجاعة وجرأة، وذلك لقدرته على زيادة الإحساس بالحماس.

الدوبامين من الهرمونات التي تشتق من التيروزين، يرتبط بالغذاء، ويزداد عند التعرض للثناء أو المدح، وهو من محفزات البحث عن المتعة.

الإندروفين

أحد إفرازات الغدة النخامية، يشتهر كمضاد ألم، يتم تحفيزه وإنتاجه عند ممارسة نشاط بدني شاق والشعور بالنشوة، إلى جانب الشعور بالانتشاء عقب الانتهاء من عملية الجماع، وهو ما يفسر صورة الانتظام بالعملية الجنسية. يلاحظ ارتفاع مستوى هذا الهرمون عقب الركض لبعْض من الوقت أو التعرض للوخز بالإبر.

أحد مسكنات الآلام الطبيعية الذي يتم إفرازه واستجابة لأي انزعاج أو توتر، ويلاحظ ارتفاع منسوبه عن الاندماج مع الأفعال التي تشعرنا باللذة والرضا عن ذواتنا.

يزداد الإندروفين مع ممارسة تمارين الأوعية الدموية والقلب.

 السيروتونين

يزداد شعور الإنسان بالثقة عند إفراز هذا الهرمون، وهو أشهر مضادات الاكتئاب الذي يشخص لمرضى الوسواس القهري، الهلع، واضطرابات الطعام.

يقوم السيروتونين بتنظيم الهضم، الشهية، النوم، الذاكرة، قدرات التعلم، والحالة المزاجية وهو من أحاديات الأمين المشتقة من الأحماض الأمينية.

يتم إنتاجه في الأمعاء وليس الدماغ كما قد يتخيل البعض، يُظهر حساسية كبيرة تجاه الرياضة، حيث أثبتت الدراسات دور الرياضة في تحفيز إفرازه ولو لدقائق بسيطة يوميًا.

الأوكسيتوسين

يعرف الأوكسيتوسين بِهرمون الحب، ويزيد العناق وأي تواصل آخر جسدي حميمي من هذا الهرمون.

من الهرمونات الهامة للسيدات الحوامل، يعزز من ترابط الأم بالصغير بوجه خاص والأبوين بالصغير بوجه عام. ذو تأثير خاص لدى السيدات ويتربط بالرضا عن الذات والحياة بصورة مباشرة.

قد يهمك أيضا: تأثير افراز هرمون السعادة على الجسم

هرمون الدوبامين والسعادة

آلية زيادة منسوب هرمونات السعادة

يمكن تعزيز هرمون السعادة بالجسم عبر القيام بما يلي:

  • قضاء وقت لطيف مع الأسرة والأصدقاء.
  • الحصول على تواصل جسدي حميمي آمن والذي من صوره العناق.
  • وضع خطط شخصية، والحرص على الالتزام بها، وتنفيذها، فَالإحساس بالإنجاز يزيد من إفراز هرمون الدوبامين، والذي سبق وذكرنا لكم أنه يعرف بهرمون المكافأة.
  • استخدام العطور لتعزيز نشاط الحواس المختلفة وزيادة منسوب الإندروفين بالجسم.
  • الضحك كنشاط حتى لو لم تكن تمتلك الرغبة، فالضحك يصحبه الشعور بالسعادة والذي يرتفع معه منسوب الإندروفين، وإذا لم تقدر على الضحك بإمكانك الاكتفاء بالابتسام فحسب والحرص على تقليل الشعور بالتوتر، مواجهة أمور الحياة ومشاكلها بصدر أكثر سعة ورحابة، فالالتزام بذلك يزيد من شعور الإندروفين والسيرتونين المرتبطين بالسعادة.
  • استخدام القليل من الطعام الحار الذي يساهم بدوره أي زيادة منسوب الإندروفين.
  • التقليل من التوتر والقلق، وذلك لارتفاع منسوب الكورتيزول معهم، وهو ما يشعر الإنسان بالإجهاد، ويمكن مقاومته عبر التأمل، الاستمتاع، واليوجا.
  • اتباع نظام غذائي سليم ومتزن يوفر للجسم عناصره الهامة المختلفة.
  • التعرض للشمس لبضع دقائق يوميًا لزيادة منسوب السيروتونين الذي يقلل من الشعور بالاكتئاب، على أن تكون فترة التعرض إما بالصباح الباكر، أو بالعصر “ولا ينصح أبدًا بالتعرض للشمس خلال ساعات الذروة والتي تتفاوت بين فصول العام” لأن ذلك يعزز كمية ڤتيامين دي بالجسم، والذي يمكن الحصول عليه من مصادر أخرى منها: صفار البيض، الأسماك بوجه عام والكبد الخاص بها بوجه خاص. والجدير بالذكر أن ڤيتامين دي هام للغاية في تعزيز صحة الجهاز المناعي والعظام.
  • الإستماع إلى الموسيقى المفضلة.
  • اتبع نظام رياضي لزيادة الإندروفين لديك
    والجدير بالذكر أن الرياضة لا تعزز من إفراز الإندروفين أو هرمونات السعادة فحسب.
    بل تعزز من حالة الجسم بوجه عام، تقيه من التدهورات الصحية المختلفة، أمراض الضمور وما إلى ذلك.
    تعزز إفرازات الهرمونات اللازمة للنمو والتئام الجروح، وتحسين جميع الوظائف الحيوية.
  • تناول الشوكولاتة الداكنة
    فزيادة الشعور بالسعادة عقب تناولها ليس صدفةً أبدًا، فالشوكولا الداكنة غنية بالكاكاو المسؤول عن تعزيز إنتاج الإندروفين المسبب للمتعة. وقد أثبتت الدراسات أن تناول 50: 100 جم من 1:2 مرة أسبوعيًا يقلل من مخاطر الوفاة المبكرة؛ والتي تنتج عن مشكلات القلب المختلفة.

الشوكولا

من الأغذية أو المقبلات الغنية بالعناصر الأساسية الهامة للدورة الدموية.

والتي تعمل بدورها على تعزيز قوة الشرايين التاجية بالقلب.

وتعد الشوكولا المرة التي يدخل في تصنيعها 70: 85% من الكاكاو هي الأنسب لهذا الأمر.

وبسبب محتوى الشوكولا من السكريات والحليب لا ينصح بالإفراط في تناولها.

الجدير بالذكر أن الأطعمة الغنية بالتربتوفان هي أحد الأنواع الغذائية الهامة عند الرغبة في زيادة منسوب هرمون السعادة، والتروبتوفان هو أحد الأحماض الأمينية الأساسية التي يعجز الجسم عن إنتاجها بصورة مفردة، يمكن استخراجه من: لحوم الديك الرومي، الجبن، الموز، ثمار التمر المجففة، اللوز، الفول السوداني، الأسماك، اللحوم، صفار البيض، الزبد… وغير ذلك من مصادر البروتين الأخرى.

يقوم الجسم باستغلال هذا الحمض الأميني لتخليق السيرتونين.

إلى جانب استغلاله في العمليات العصبية المختلفة التي تساهم في زيادة الشعور بالسعادة

إلى جانب دور التربتوفان الهام بمساعدة الحديد وحمض الفوليك في إنتاج كريات دم حمراء جديدة.

أخيرًا، إن هرمونات السعادة لا تؤثر على درجة سعادة البشر فحسب، بل تؤثر على كثير من الوظائف الحيوية والبيولوجية المختلفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.