أسباب تجعل أسطورة ممارسة التمرينات قبل الأفطار ليس لها أساس من الصحة

لقد سمعنا من قبل عن نظرية أداء تمرينات الأيروبيك على معدة فارغة بعد فترة امتناع عن الطعام طيلة الليل والذي يجعل عملية حرق الدهون تتم بشكل أسرع. للأسف ليتها كانت حقيقة.

في عام 1999، نشر بيل فيليبس كتابه الأعلى مبيعاً: Body -For-Life والذي يَعد فيه القُراء بالحصول على شكل مميز للجسم في غضون 12 أسبوعًا. في فصل الأيروبيك الموجود بالكتاب، أثار فيلببس نظرية أن أداء التمرينات كأول شئ في الصباح على معدة فارغة يزيد من التخلص من الدهون.

وكانت الحجة كالتالي: إن الامتناع عن الطعام لفترات طويلة يخفض مستوى سكر الدم مما يتسبب في انخفاض معدل النشويات المخزنة في الجسم والمعروفة بالجليكوجين. وبالتالي لا يكون للجسم أي اختيار سوى الاعتماد على الدهون أكثر من السكريات للحصول على الطاقة اللازمة للتمرينات.

وعلاوة على ذلك، فإن انخفاض مستويات الأنسولين المرتبطة بالامتناع عن الطعام تؤدي إلى إنهيار مستوى الدهون، وزيادة توافر الأحماض الدهنية لاستخدامها كمصدر للطاقة خلال التمرين.

يؤكد فيليبس أن ممارسة تمرينات (الأيروبيك) في الصباح الباكر وقبل تناول أي طعام هو خطأ كبير.

وإليكم الأسباب:

  • قياس تمرينات الصباح والأيض:

أولًا وقبل كل شئ، يعتبر النظر فقط إلى عدد السعرات الدهنية التي تم حرقها أثناء جلسة التمرينات نوعًا من قصر النظر. إن عملية الأيض أو الاستقلاب لا تحدث داخل الفراغ بل بداخل الجسم. يستمر الجسم بشكل متواصل في تعديل استخدامه للدهون المخزنة بداخله وكذلك النشويات للطاقة اعتمادًا على عدة عوامل. كقاعدة عامة، إذا قمت بحرق نشويات أكثر أثناء التمرين، فإنك في النهاية ستحرق دهون أكثر في فترة ما بعد التمرين والعكس صحيح.

مما يثير السؤال التالي: “من يهتم إذا قمت بحرق بعض السعرات الإضافية من الدهون أثناء التمرين، إذا كانت النسبة ستتحول بعدها بساعة إلى استهلاك أكبر للنشويات”. في النهاية، ليس هناك أي فرق. عليك بقياس حرق الدهون على أساس الأيام- وليس على أساس من ساعة إلى أخرى- لاكتساب رؤية أشمل بالنسبة لتأثير ما تفعله على تكوين جسمك. إذا كنت مرتابًا، وتفضل أن تحرق المزيد من الدهون -الآن- أكثر من لاحقًا عملًا بالمثل الشائع: عصفور في اليد، خير من عشرة على الشجرة، حسنًا ليس في هذه الحالة.

وهذه حقيقة، حيث لم تثبت الأبحاث أن تمرينات الأيروبيك بدون طعام بإمكانها أن تزيد من حرق الدهون أثناء التمرين مقارنة بأداءها في حالة أن تناولك للطعام قبلها. فيما عدا أن هذا يحدث فقط في حالة وجود تدريبات غير مكثفة بالمرة.

خلال مستويات الكثافة التي تتدرج ما بين المتوسطة إلى العالية، يستمر الجسم في تكسير الدهون بشكل ملحوظ أكثر خلال الصيام مقارنة بحالتك بعد الأكل. ولسوء الحظ، فإن معدل القضاء على الدهون يُزيد من قدرة جسمك على استخدام الأحماض الدهنية الإضافية التي تطفو في الدم والتي لا تستطيع العضلات العاملة استخدامها.

في نهاية المطاف، يتم إعادة تعبئة هذه الأحماض الدهنية إلى دهون ثلاثية بعد التمرين، ليتم تكديسها مرة أخرى داخل الخلايا الدهنية. ليذهب كل ما فعلته أدراج الرياح.

تمرينات الأيروبيك بدون طعام لا تعني نتائج سريعة.

حسنًا، ربما تظن أن بإمكانك أنك تؤدي بعض التمرينات منخفضة الشدة دون أي طعام لحرق هذه السعرات الدهنية الإضافية. إنها محاولة جيدة. أرأيت إن وضع التمرينات أيضًا له تأثير على استراتيجية الأيروبيك بدون طعام.

إذا كنت تمارس التمرينات بشكل دوري ومنتظم، فإن مزايا الأيروبيك بدون طعام فيما يتعلق باستهلاك الدهون تعتبر لا قيمة لها حتى مع مستويات منخفضة من الكثافة.

وجد العالم هورويتز وزملائه أن الأشخاص الممارسين للتمرينات الرياضية والذين وصلت نسبة أدائهم لـ 50% من أعلى معدل للقلب وهي الشدة التي تعادل رياضة المشي البطئ، لم يكن هناك أي اختلاف في كمية حرق الدهون – بغض النظر عما إذا كان هؤلاء الأشخاص قد أكلوا أم لا.

هذه النتائج تعتبر صحيحة بالنسبة لأول 90 دقيقة من التمرين؛ بعد هذه المدة يبدأ الأيروبيكس بدون طعام في إنتاج التحول المفضل في كمية حرق الدهون.

مالم تكن تنوي- ولديك القدرة – على العمل جاهدًا على المشاية لمدة ساعتين أو أكثر، فإن ممارسة الأيروبيك بدون طعام لن يمنحك أي مزايا إضافية لحرق الدهون بغض النظر عن كثافة تلك التمرينات.

إن ممارسة تمرينات الأيروبيك بدون طعام تبدو أقل منطقية إذا أخذنا في الاعتبار تأثير استهلاك الأكسجين الزائد فيما بعد التمرين ويطلق عليه اختصارًا EPOC ويشار إليه “بمابعد الحرق” وهو الذي يمثل عدد السعرات الحرارية التي استهلكها اللاعب بعد التمرين وتخيل أيضًا.. أن تناول الطعام قبل التمرينات يحفز الزيادات الأساسية في “مرحلة مابعد الحرق”.

رسالة تحتفظ بها:

المزيد من EPOC يعني حرق أكثر للدهون. وهذا يؤيد فكرة تناول الطعام قبل أداء تمرينات الأيروبيك. كما يجب وضع عنصر شدة أو حدة التمرينات في الاعتبار. تشير الأبحاث إلى أن التدريب المتواتر عالي الكثافة يعتبر أكثر فعالية من الأيروبيك الثابت لخسارة الدهون (يفضلبيل فيليبس هذا النوع من التمرينات والمعروف اختصارًا بـ HIIT  كأفضل نوع من تمرينات الأيروبيكس)

المصدر : bodybuilding.com

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.