نيفين كامل تكتب لمجلة حرة: “النفس المكسورة”

كتبته : نيفين كامل – المدربة الدولية المعتمدة – في مجال التنمية البشرية

 كثير كنت باسمع كلمة “نفسها مكسورة”وماكنتش بافهم يعني إيه واحدة تكون “نفسها مكسورة” وهي الست بس اللي نفسها بتتكسر؟

لما فكرت في الموضوع لقيت إن كسرة النفس مالوش علاقة بالنوع (ست ولا رجل)، ده له علاقة بينا كبني آدمين وإزاي بنعامل بعض، وإزاي بنتلقى مصائب الحياة.

بس خلينا الأول نفهم يعني إيه “كسرة نفس”!

هل هو الحزن؟ ولا اليأس و الإحباط؟ولا قلة الحيلة؟
الحقيقة ممكن يكون كل ده مع بعض أو إحساس واحد منهم، بس إيه اللي ممكن يسبب إحساس أي شخص بكسرة النفس؟

حابدأ بالرجالة الأول علشان ما يزعلوش مني ?

من واقع خبرتي وحديثي مع ناس كثير لقيت إن ما فيش حاجة ممكن تكسر الرجل زي إحساسه بالعجز أو عدم القدرة:

* لما تكون إمكانياته المادية محدودة ومش عارف يكفي بيته، وأولاده بيحس بكسرة النفس.

* لما يسيب شغله فجأة أو تنهى خدماته بيحس بكسرة النفس.

* لما يرقد ويمرض بيشعر بكسرة النفس.

* لما ضغوط الحياة المادية والمعنوية تكثر عليه ويلاقي نفسه زي المربوط في ساقية وأحلامه وطموحاته بتختفي قدام عينيه، برضه بيحس بكسرة النفس. 

وده جزء من كل…

أما الست بقى فلأنها مخلوق عاطفي بطبعه فإحساسها بكسرة النفس مصادره متنوعة حبتين:

* لما بتفقد أبوها أو أخوها أو زوجها بتحس بكسرة النفس وكسرة الظهر كمان.

* لما تحس إن ولادها اللي تعبت وشقيت علشانهم ادوها ظهرهم، بتحس بكسرة النفس.

* لما يبقى نفسها تسمع كلمة تشجيع أوحب من اللي بتحبهم وما تلاقيهاش بتحس بكسرة النفس.

للأسف الأمثلة كثيرة والقصص لا تنتهي لكن أهم حاجة نعرف إزاي نتعامل مع الكسرة دي؟!

أولا: لازم نعرف إن إننا بني آدمين وطبيعي نحزن ونتكسر علشان نحس بقيمة “الجبر” لما ربنا يجبر بخاطرنا “ولسوف يعطيك ربك فترضى”

ثانياً: نتقبل أن دوام الحال من المحال وإن ما فيش حاجة حتفضل على حالها. 

ثالثاً: نفهم دايماً إن فيه حاجات بتحصل رغم إرادتنا وما فيش سبيل للخروج منها إلا باللجوء إلى الله.

رابعاً: ندرك إن كل واحد فينا ممكن يكون سبب في كسرة نفس بني آدم من غير ما يحس! كلمة واحدة حلوة منك لإنسان بيحبك ممكن ترفعه سابع سماء، وكلمة واحدة وحشة ممكن تنزله سابع أرض.. 

الإحساس بكسرة النفس صعب وساعات بيكون قاتل علشان كده لازم نتعلق بالله وما نفتحش الباب للشيطان إنه يزود حزننا وإحساسنا بالكسرة لأنها أحياناً بتكون اختبار من ربنا علشان يشوفنا حنعمل إيه وحنصبر ونستحمل ولا لأ؟!  

ولا أجد كوصية أخيرة أبلغ من قول الله تعالى: 

“الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب” (سورة الرعد – 28)

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.