غادة حامد تكتب : بلاش تبقى عايش و مش عايش

عارف لما المنبه يرن عشان تقوم تروح شغلك و تفتح عينك الصبح و يبقي نفسك تكمل نوم و مش فارق معاك الشغل، و تقعد تفكر لمدة دقيقة أو أكتر تفكر اذا كان لازم تروح شغلك النهاردة و لا تقدر تاخد اجازة عارضة؟

عارف لما تقوم تلبس وتنزل بتجر رجلك جر للشغل، ومش طايق حد يكلمك؟

عارف لما تبقي قاعد على مكتبك و كل شوية تبص في الساعة عشان عايز تروح؟

عارف لما الاحساس دة يبقي بيتكرر كل يوم مش مرة و لا اتنين؟

ساعتها لازم تعيد التفكير في شغلك، أكيد في حاجة غلط: يا اما فيك يا اما في الشغل!

لازم تفكر ازاي اتنقل لك شعور موظفين الحكومة دة ، ازاي بعد ما كنت هتموت علشان تشتغل، تحولت لموظف روتيني كدة ؟ ازاي بعد ما قعدت أول كام سنة في الشغل بتحاول تطور الشغل و تبدع وعمال تحط خطط يمين وشمال و تقدمها للمديرين عشان تطور الشغل، و بتشتغل كل ساعات العمل بنشاط و كمان بتكمل شغل في البيت ! ازاي بعد كل دة اتحولت لموظف بارد مش فارق معاه اي حاجة خالص غير أنه ما يترفدش عشان يفضل يقبض أول كل شهر.

خلاص .. العلاقة بينك و بين الشغل بقت كدة! وصلت للمرحلة دي!

ساعتها لازم تقعد مع نفسك تفكر ازاي الوضع بينكم اتطور لكدة!

ارجع كدة بذاكرتك لورا و افتكر:

شوية بشوية بطلت تحلم ، بطلت تقدم خطط ، و اقتراحات، بطلت تهتم بتفاصيل الشغل ، بقيت عارف ازاي ممكن تعمل الشغل بسرعة و من غير تعب. بس زهقت. مفيش حاجة تحفزك تبدع في الشغل أو حتي تحبه! مفيش جديد غير عكننة مديرك و زمايلك !

و بدأ الملل يتسلل لقبلك , و الروتين يسيطر على جو الشغل فبدأت تطفش منه ! يا تري كدة العيب في مين : في الادارة و لا فيك ! بص هي مش فارقة كتير النتيجة واحدة ان العلاقة بينك و بين الشغل بدأت تتحول لعلاقة مادية بحتة, و ماتت العلاقة الروحية , مات الحب بينكم و بقت علاقتكم تقليدية روتينة.

لو كانت حالتك بقت مستعصية كدة يبقي لازم فورا تدور علي شغل جديد، لانك بتقضي في الشغل ٨ ساعات متواصلة علي الاقل، و غالبا اكتر من الوقت اللي بتقضيه مع عيلتك، فلو سيبت الملل و الروتين و اليأس يسيطر عليك في الشغل ، يبقي انت بتقضي علي نفسك و بتقضي علي طموحك و قدراتك واحدة واحدة.

طبعا هتقولي ، أسيب الشغل ازاي، هو حد لاقي شغل ؟ هارد عليك و اقولك ، قدم في كل حتة ممكنة و دور علي مكان تحبه و حاول تدور على شغل فيه يستوعب امكانيتك و طاقاتك و يقدر قدراتك

لو ما لقيتش شغل تاني، يبقي لازم تمارس أي هواية ، تعمل اي حاجة بتحبها ولو لمدة كام ساعة في الأسبوع لان دة هيجدد روحك بدل ما تدبل جواك .

صدقني الروح اللي جواك محتاجة انك تراعيها و تجددها من وقت للتاني والا هتبقي زي عمرو دياب، عايش و مش عايش. انت من غير روحك جسد بيتحرك : يبياكل و يشرب و ينام وبس، انت اهم من كدة بكتير و روحك هي اللي بتخليك تشوف الدنيا حلوة او وحشة . روحك هي اللي بتدي طعم لحياتك، كل انجاز بتعمله في شغلك بيروي روحك و يخليها تنتعش .

ما تخليش شغلك يتحول بس لاكل عيش، خليه دايما يبقي المتعه المتعبة ، متعب بس بتحبه و بتنجح فيه و مش عايز تسيبه.! متعب بس بتلاقي روحك فيه و بتفتخر بنفسك وانت بتعمله حتى لو كان دورك بسيط في المكان اللي بتشتغل فيه.

القيمة الحقيقية لشغلك مش بس في الفلوس اللي بتقبضها بعد تعب الشهر ، لا القيمة الحقيقية هي انك بتأدي دورك في الحياة باستمتاع و احترام و تقدير لذاتك. حب نفسك و متعها ، ما تذلهاش و تشغلها في السخرة، ربنا ما خلقش روحك عشان تهينها . ربنا قال انك لازم تتقن عملك، و عمرك ما هتتقن حاجة وانت كارهها. صدقني بلاش تبقي عايش و مش عايش، وحاول تعيش الدنيا بحلوها و مرها، يعني بدل ما روحك تشيخ و تموت جواك و يفضل الشبح اللي بياكل و يشرب و ينام و يروح الشغل هو اللي معشش فيها ، لازم تعيش و تحس، و تشتغل وتتعب و تحب شغلك و تفتخر بنفسك . و افتكر دايما أن كل نملة ليها مكان في مجتمع النمل و من غيرها باقي النمل ما يمشيش في الطابور مظبوط. و فكر هي ممكن النملة تكون بتحب شغلها و بتعمله بالتزام و انت لا ؟؟

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.