الأطفال ومشاهد ذبح الأضحية في العيد

متي يجب أن يحضر طفلي عملية الذبح ؟ و كيف أهيئه لحضور هذا الموقف  ؟؟

ذبح الأضحية طبعا من الشعائر الدينية العظيمة ، ولكن يصعب علي بعض الأهالي توصيل الموضوع بشكل صحيح للأطفال 

ويرسخ في خيال الطفل إنها قتل وعنف ضد الحيوان ، بسبب روية هذا الحيوان الجميل مذبوحاً تسيل منه الدماء وقد تصل درجة الكره الي ان يرفض الطفل اكل اللحوم بشكل عام 

هذا يحدث عندما يٌجبر الطفل على مشاهدة هذا المنظر،  او يتم وصفه بالجبان والخواف .. فأولا يجب عدم اجبار طفلك على مشاهده منظر ذبح الأضحية ، وعدم لومه نهائيا على رغبته في عدم المشاركة او اعتباره مادة للسخرية امام اشقائه وأقاربه بل يجب التعامل مع الامر بشكل هادئ وطبيعي واحترام قدرته النفسيه و العمريه في مشاهدة الذبح .. 

فيجب التمهيد لطفلك الامر بالتدريج  ، حتى يصبح مستعد نفسيا له بقراءة القصص عن الحيوانات عموما  ، ثم التمهيد  له فكره ان كل اللحوم التي يأكلها هى من الحيوانات مثل البقر والخرفان والطيور … الخ التي سخرها الله لنا لإطعامنا واحضري صورا لها . .بل وفرقي بينها وبين اللحوم التى حرم اكلها ، مثل لحم الخنزير ولماذا حرمت وهكذا …

اما عن قصة سيدنا ابراهيم وذبح ابنه اسماعيل ، فيفضل عدم سردها كلية وخصوصا مشهد وضع سيدنا ابراهيم السكين على رقبة سيدنا اسماعيل  ، ويفضل لما بعد سن 10 سنين لان أحيانا إدراك الطفل يمكن ان يصور له شيء أخر ، مثل ان الأب قد يذبح الابن وهكذا فيرجى التركيز على النقاط الاخري للقصة  ، مثل ماء زمزم وظهورها ومساعدة وطاعة سيدنا إسماعيل لأبيه…

. وأخيرااااا بعد احساسك ان طفلك قد لا يختلط عليه الأمر، تكون قصة الذبح والتضحية وظهور الخروف ، ليفدي الله به سيدنا إسماعيل مكافأة له على تضحيته بنفسه طاعة لأمر الله عز وجل ثم حدثيه بالأخص عن الأضحية ، و عن أن الله خلقه مسخرا للذبح ، وانه حتى فى طريقه ذبحه رحمة له….وان الحيوان يكون سعيدا لتكليف الله …..وأيضا ستسعد العديد من العائلة والفقراء والمحتاجين ..

وقد اختلفت الدراسات في السن الأفضل والأنسب لحضور الذبح فمنهم من شجع على سن 7  ، وهو سن تلقى أمر الصلاة  ، ودراسات اخرى ترى انه في سن ال 10  سنوات وما فوقها هو الأفضل و الانسب لحضور ذبح الأضحية نظرا لحساسية بعض الأطفال ،  وعشقهم ولعبهم مع الحيوانات .. و ربما يريد بعض الأطفال أن يشاهدوا المنظر، أو يشاركون بملء إرادتهم ، و لن يظهروا مشاعرهم الحقيقية  ، فيعتقد الآباء أنهم متقبلين أو متكيفين مع هذا المشهد. 

ولكنه يظهر لاحقا فى صور اخري من الرفض مثل عدم تناول اللحوم ، او الانطواء ، او حاله من الخوف الزائد تجاه تكوينه علاقة مع اى حيوان خوفا من فقدانه… والخوف من رؤية اى دماء…( بالرغم انه يختلف أحيانا من طبيعة طفل إلى الآخر وفي نوع التربية الموجهة).

لذلك لا نغفل ان الامر أيضاً يرجع الي البيئة المحيطة وتأثيرها علي مدي شجاعة وقدرة الطفل علي تقبل مشهد ذبح الحيوانات 

وقد أوضحت احدي الدراسات النفسيه التي نٌشرت في صحيفة الشرق في السعودية 

انه يجب مراعاة نفسية الأطفال وعدم إجبارهم على رؤية الذبح لما قد يتركه من آثار جانبية كالامتناع عن تناول اللحوم فيما بعد ولكن مع التأكيد علي العقيدة بأن رؤية ذبح الأضاحي سُنة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، ملقياً على الآباء مسؤولية خوف أبنائهم، حيث يجب على الأب التدرج في ذلك، كأن يأخذ طفله معه للمجزرة كي يختار معه الأضحية، وأن يبين له الحكمة من الذبح، مشيراً إلى أن أطفال الجيل الجديد يختلفون عن السابق، ويمتازون برهافة الحس.

كما ان تخويف الأباء لاطفالهم من الدم هو ما يُشعره بالخوف من رؤية الذبح، وذلك بسبب حرص الأب الزائد وإبعاد الطفل عن مكان الذبح، هو ما يزرع في نفس الطفل شعوراً بالرهبة.

وأخيراً نقول : ان تهيئة عقول ونفسية أطفالكم و احترام قدراتهم وأعمارهم هي المفتاح السحري لتفادي الكثير من المشكلات 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.