نعم، الجلوس لفترات طويلة قد يتسبب في وفاتك حتى لو كنت رياضي

كشفت دراسة حديثة أن الجلوس لفترات طويلة بشكل مبالغ فيه يمثل عامل خطورة على صحة الإنسان وقد يؤدي إلى الوفاة المبكرة. لذا ينصح الخبراء بضرورة التحرك كل 30 دقيقة ليس أكثر.

يقول الباحثون أن هناك علاقة مباشرة بين الوقت الذي تمضيه في الجلوس ومخاطر الوفاة المبكرة لأي سبب كان. بنيت هذه النتيجة على دراسة أجريت على 8000 شخص بالغ. بينما تقول الأخبار الطيبة أن الأشخاص الذي يجلسون بشكل متواصل لفترات تقل عن 30 دقيقة في المرة الواحدة تقل لديهم مخاطر الوفاة المبكرة. وجدير بالذكر أن الآثار السلبية للجلوس لفترات مطولة لا تقل وفقًا للنوع أوالعرق أو حتى التمرينات الرياضية.

“اجلس أقل، تحرك أكثر” هذا هو الشعار الذي ترفعه جمعية القلب الأمريكية لتشجع الأفراد على الحركة وعدم الثبات على المقاعد لفترة طويلة. ولكن كيث دياز مؤلف الدراسة الحديثة والباحث العلمي المشارك في جامعة كولومبيا أن هذه المقولة ناقصة وتشبه كمن يقول لأحدهم يجب أن تتمرن دون أن تريه كيف يفعل ذلك.

يؤكد دياز أن إرشادات التمرينات الرياضية دقيقة ومتقنة، فمثلًا تنصح المراكز الأمريكية لمراقبة ومنع الأمراض- تنصح البالغين بالقيام بتمرينات إيروبيك متوسطة الكثافة لمدة ساعتين ونصف كل أسبوع بالإضافة إلى تمرينات لإطالة العضلات مرتين إلى ثلاث يوميًا.

خطط صحية لمساحات المكاتب:

يقول دياز أننا بحاجة لخطوط إرشادية متماثلة للجلوس. “نعتقد أن الإرشادات المحددة قد تكون كالتالي: لكل 30 دقيقة من الجلوس المتواصل، ينبغي عليك الوقوف والتحرك أو المشي لمدة خمس دقائق بخطوات سريعة لتقليل خطورة الإصابات الصحية الناجمة عن الجلوس لفترات طويلة.” يؤكد دياز أن التفصيل مطلوب لشرح كيفية القيام بالتمرينات ولكن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للبرهنة على صحة النتائج.

التقدم في العمر يعني جلوس أكثر:

لفهم العلاقة بين طول الجلوس والموت المبكر، قام دياز وزملائه بدراسة أسباب الاختلافات الجغرافية والعرقية في مشروع REGAREDS المتعلق “بالسكتة الدماغية” وهي دراسة تمت تحت رعاية المعهد الوطني للصحة.

يقول دياز أنه تم تصميم مشروع REGAREDS في الأساس لمعرفة لماذا تزداد نسبة الخطورة للإصابة بالسكتة الدماغية لدى السود على وجه الخصوص في أمريكا الجنوبية أكثر من البيض. لذلك قام دياز والباحثين المساعدين له بتتبع لعدد 7985 من المشاركين السود والبيض البالغين لما يقرب من سبع سنوات، في المرحلة العمرية التي تتجاوز 45 عامًا والذين سجلوا مشاركتهم في مشروع REGAREDS

لقياس الجلوس المطول لدى هؤلاء البالغين، قام الفريق البحثي باستخدام أجهزة لقياس التسارع مثبتة على الأرداف. خلال فترة الدراسة، رصد فريق البحث 340 حالة وفاة مرتبطة بالجلوس المستمر بعض النظر عن الأسباب التي تعددت بالفعل.

بعد تحليل البيانات، وجد فريق الدراسة أن السلوك الخامل سجل ما يقرب من 12 ساعة من متوسط 16 ساعة من اليوم. يقول دياز أننا عندما نتقدم في العمر، فإن وظائف أجسامنا العضوية والعقلية تتراجع ونصبح أكثر ميلًا للجلوس لفترات طويلة. ولتوثيق النتائج بالأرقام يضيف دياز أن الذين جلسوا لفترات تزيد عن 13 ساعة يوميًا وصلت نسبة الخطورة لديهم (أي الموت المبكر) إلى 200 %مقارنة بأولئك الذين كانت فترات جلوسهم أقل من 11 ساعة يوميًا.

يقول البروفيسور ديفيد ألتر وهو أستاذ بجامعة تورنتو أن تأثير السلوك الخامل على الصحة بشكل سلبي غير واضح ومركب إلى حد كبير. يقول ألتر الذي لم يشارك في دراسة دياز، أن بعض العلماء يؤكدون أن الجلوس الطويل المتواصل يؤدي إلى انخفاض في مستوى الإنسولين، بينما يعتقد البعض الآخر بأن صافي السعرات الحرارية المُستهلَكة ينخفض كلما زادت فترات الجلوس.

يقول دياز أن المكتب المستخدم للوقوف من الممكن أن يكون مفيدًا لأصحاب الوظائف المكتبية ويضيف أنه يوجد دلائل محدودة لاقتراح أن يكون الوقوف هو البديل الأكثر صحة للجلوس. لذا يشير دياز أنه إذا اضطرتك ظروف العمل أو نمط الحياة للجلوس لفترات طويلة، فمن الأفضل أن تقوم ببعض الخطوات على سبيل تغيير الوضع كل نصف ساعة فهذا التصرف وفقًا لدياز يمكنه أن يقلل من خطورة الوفاة المفاجئة المبكرة.

المصدر : http://edition.cnn.com

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.