كل ما عليكي فعله حتى يصبح ابنك قائداً مستقبلياً

اصنع طفلك بنفسك

“تحريك الناس نحو الهدف”، هكذا عرف الدكتور طارق سويدان معنى القيادة، كما وضح مميزات الطفل القائد قائلًا: الرؤية المرشدة، الثقة، الفضول، الجرأة، الاستقامة، التربية، زرع العقيدة، زرع القيم، زرع فن بناء العلاقات، الأدب، فن اتخاذ القرار، القيادة، القدوات، فن الاستماع، التدريبات الجسدية والعقلية والعاطفية والروحية، الشجاعة في العلاقات، الاعتراف بالخطأ، نصح من حوله، المرح، سعة أفق التفكير.

فهذا الإعداد لا يقتصر على الجانب الديني والوازع الإيماني فقط، بل هي عملية بناء متكامل وجهد شاق من والديه والقائمين علي تربيته

طالع ايضا: كيف تؤهلين ابنائك لتقبل الزواج الثاني؟

كيف أجعل من ابني قائدًا؟

“ليست هناك جينات لتطوير الشخصية وتعزيز تقدير الذات واحترام الآخرين، فليس هناك ابن مولود بشخصية مسئولة وآخر بشخصية متسيبة. لكن أطفالنا اكتسبوا شخصياتهم وتقديرهم لذاتهم من خلال التجارب المتكررة في ماضيهم”..

لا بد أن نعلم أن السمات الشخصية -مثل سمة تحمل المسؤولية- مكتسبة، وبالتالي فالسمات الشخصية قابلة للتغيير. وإذا كانت السمات الشخصية مكتسبة، فإننا بشكل طبيعي نستطيع تعليمها وتغييرها. وبالتالي لابد أن يوقن المربي ذلك حتى لا يتكون بينه وبين الابن الحبيب حاجز نفسي أثناء التربية والتغيير في السمات الشخصية. فالمربون قادرون على تهيئة الظروف الملائمة لتعزيز التغيير وجعل الابن مسئولًا مقدرًا.

وأشار إلى أن المعلم والمربي قادران على إحداث التغيير في السمات الشخصية لأحبابنا بواسطة مواقفهم الذهنية، ومحتوى مناهجهم التعليمية، والجو العام الذي يهيئونه.

ان هناك أفعالا ووسائل متنوعة ومختلفة يمكن إدراجها بحكمة بأحد الخطوات السابقة، مثل: –

• خطط له مقابلةَ الآخرين، مثل للذهاب لمنتزه، وزيارة طفل مريض، وزيارة صالة رياضية (خلق فرص متنوعة لينخرط الطفل بالمجتمع بمسؤولية).

• اجعله يتحدث في المحمول والتليفون.

• اجعله يتحمل المسؤولية الخفيفة، مثل محاسبة البائع، والشراء، ومساعدة الأخرين

• قم بتهيئة الطفل مسبقًا لأي شيء يحدث، والتي تزيد من الشعور بالأمان والطمأنينة (مثلًا ستقابل في المدرسة معلمًا، وسيسألك عن عمل أبيك وعن سكنك).

• قم بتقمص الدور مع طفلك، بتمثيل بعض المواقف الاجتماعية التي تحمل المسؤولية، حتى تساعده على التواصل بمسؤولية مع المجتمع، مثلًا (دور الطبيب والمريض، الطفل المشاغب والطفل الهادئ).

• قم بتذكير طفلك بالنجاحات التي حققها سابقًا في حياته الاجتماعية: (هل تذكر كيف قضيت وقتًا ممتعًا مع ابن عمك يوم السبت بالنادي؟ وهكذا).

• انتقِ كلماتك بعناية، وتجنب وصف طفلك بأنه طفل غير مسئول، لأن مثل هذا الوصف منك قد يصبح جزءًا من صورة الطفل عن نفسه، ويترسخ هذا المفهوم في اللاشعور، ويترجم لواقع يصعب تعديله.

• أثنِ على طفلك حتى لو شارك مع الآخرين مشاركة مسؤولية صغيرة.

• افعل أمامه أعمالًا اجتماعية وتواصلية مع الآخرين، وادفعه بهدوء للمشاركة وتحمل نتائج المشاركة بجناحيها الإيجابي والسلبي.

• “حدوتة” قبل النوم وقصة المسؤولية والدردشة حول مفهوم محدد ( كالصداقة ، الامانه ، احترام الاخر، حب الخير ، التعاون والمشاركة )

• أي سلوك يستطيع الطفل أن يؤديه؛ اجعله يقوم به ويتقنه، فقط أفسح له المجال حتى يستطيع أن ينجزه معتمدًا على نفسه.

بناء شخصية القائد

هناك محاور هامة لبناء الشخصية السوية في الأبناء:

١- صُغ معه هدفه: ودعه يعِش الحلم في تحقيق هدفه.

٢- دعه يختَر قدوته: وهو أن يختار أي رمز حقق ما يريد أن يحققه من أهداف.

٣ – اهتم بعلاقاته: فالشلة هي التي تؤثر في شخصية الأبناء واختياراتهم.

مهارات وفنون الأهل في التربيه :

المهارة الأولى: اكسر سياج الآبائية، فلا تمارس نفس أساليب التعامل التقليدية؛ ونفس طرق التربية القديمة مع أبنائك. وهي تلك الأساليب نفسها؛ التي كانوا يعاملونك بها؛ فهي نفسها؛ تلك الطرق التي كنت تنبذها، وتنتقدها على والديك؛ حتى وإن كان انتقادًا سريًا!.

احترم مشاعره وقدرته على الرفض، فهو مثلك ربما لا يتقبل هذا الأمر أو ذاك في وقت معين بينما يتقبله في وقت آخر، وقد يرفض من أجل إثبات ذاته واختبار قدرتك على فهم موقفه.

المهارة الثانية: مارس فنون الحوار الودي: وتحرر من هذه الحوارات المرضية؛ مثل:

1-الحوارات الباردة: وهي الحوارات التي تتم بطريقة رسمية باردة جافة، وتغيِّب عن البيوت روح المجالسة الودية!؟.

2-حوارات الدِيَكَةْ: فيكون الجو العام للحوار؛ هو الصراخ، وانعدام الاستماع والإنصات!؟.

3-حوارات الطرشان: فينشغل الأب بقراءة جريدته، أو مشاهدة برنامجه المفضل في التلفاز او الموبيل بينما ابنه يتحدث إليه في امر هام من وجهه نظر الطفل

المهارة الثالثة: حاول الهروب من ظاهرة الانغلاق الاجتماعي؛ فأعط طفلك مساحه من الحريه تتناسب مع سنه وتحت رقابتك بشكل غير مباشر ونقصد به أن لا يمارس الوالدان عادة الحماية الزائدة مع الأبناء!.

المهارة الرابعة: احذر خطر الانفلات والمقصود حالة الضعف الرقابي الأسري؛ فيسود العائلة حالة من الانفلات والتسيب العائلي

المهارة الخامسة: احترام وجهة نظرة و رغبته في المحاوله قدم لطفلك اختيارات عدة، يأخذ منها ما يناسبه فيشعر بأنه حر ومسئول عن اختياره، بدلا من التهديد وفرض الواقع . إذ يحاول الوالدان أن يفرضا سيطرتهم على الأبناء في ابسط الامور بدافع الخوف او القلق او التقاليد

من أهم عوامل البناء الاجتماعي عند الأبناء؛ أن نعودهم حضور المجالس العامة، وتشجيعهم على الحوار وإبداء الرأي ومن ثم يتم توجيهم فيما بعد .

المهارة السادسة: اعدل بينهم: فتجنب دومًا أن تقع في فخ عدم التسوية؛ والتي حذرك منها الحبيب صلى الله عليه وسلم: قال: “اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم”. [البخاري].

وهذا الخطأ له صور حياتية يومية عديدة ومتنوعة.

وقد تكون بعض الصور من البساطة؛ بحيث لا يلاحظها الوالدان، ولا يلاحظان أثرها النفسي المدمر. وقد تكون من الكثرة؛ لدرجة أننا جميعًا ـ وبلا استثناء ـ نقع يوميًا في بعضها، ودون أن ندري، ودون أن نستشعر خطرها على نفسيات الأحباب.

ويتمثل عدم العدل وغياب التسوية بين الأبناء في:

1-العطايا والحقوق المادية: مثل (الهدايا ـ الملابس ـ المجالسة، وتقريبه والتفسح له ـ السفر معًا – وأخيرا والاهم التفرقه بينهم في الميراث).

2-العطايا والحقوق المعنوية والنفسية:مثل (النظرة ـ اللمسة ـ البسمة ـ القبلة ـ الربتة ـ التشجيع- القبلات والحضن بين الأخوات قد يتسبب في غيرتهم من بعض ويفتح باب للكره والشجار

• واخيراً كن حريصا على كونك نموذجا إيجابيا يحتذي به، فأطفالنا يتعلمون بالملاحظة والتقليد، وليس بالتوجيه والأوامر وحدهما، وليس من السوي نفسيا أن تنهيه عن أمر وأنت فاعله، فيحدث لديه اضطراب في المفاهيم والقيم.

• ساعده على اتخاذ القرار في أمور بسيطة، تتصاعد بالتدريج، واثني عليه إذا وفق في قراره وشجعه على إعادة النظر إذا لم يوفق، واسأله عن رأيه في شئون المنزل وفق مرحلته العمرية حتى يعتاد تحمل المسئولية.

• شجعه دوما وامدحه أمام الآخرين واذكر محاسنه ومميزاته وقدراته، واجعل نقدك له في أضيق الحدود وبينك وبينه وليس على الملأ.. فنحن نستمد ثقتنا في أنفسنا من الآخرين وتقبلهم لنا وشعورهم بأننا ذوي فائدة في أسرتنا ومجتمعنا.

• لا تصطدم معه كثيرا، خصوصا في مراحل عمرية هي في حد ذاتها مهمة في تشكيله النفسي والعاطفي وتتسم بالعناد والاستفزاز للآخر، مثل سن من 3-5 سنوات، والمراهقة المبكرة.. لأنك غالبا ما تكون الخاسر، كن مرنا ومرر الأمر كأنك لم تنتبه، أو تغاضيت عنه، خصوصا في أشياء ليست جوهرية تربويا. أترك له فرصة للتعبير عن هويته.

• اسمح له بأن يخطأ، فنحن نتعلم من الخطأ أكثر ما نتعلم من الصواب.. فالتجربة خير برهان وأفضل وسيلة للتعلم بعمق، وحين يخطأ امنحه فرصة أخرى لتغيير قراره أو سلوكه، ولا تضعه في موقف الملوم دائما أو أنه كان يجب أن يسمع كلامك منذ البداية.. فهذا يضعف من شخصيته وينتابه شعورا مرضيا بالذنب وعدم قدرته على اتخاذ قرار فيما بعد.
• دافع عنه دائما، وكن سندا وعونا له وقيمة يستمد منها الحماية والمؤازرة والحب قبل ان تبدأ باللوم والهجوم عليه.

طالع ايضا: اخصائية التغذية د .مها حافظ تكتب لمجلة حرة

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.