احذر المشروبات الكحولية تدمر مخك

قد يسبب تناول جرعات قليلة من المشروبات الكحولية حالة من الاسترخاء، وفي بعض الأحيان نوع من النشوة والسعادة القصوى. ولكن على الرغم من ذلك، فإن هذه المشاعر الكاذبة لا تدوم مخلفة وراءها صداع عنيف يتسم بالحساسية تجاه الضوء والأصوات وقد يتطور الحال إلى الدوار والقئ. وكلما زادت جرعة الكحول في الجسم، عرّض الإنسان نفسه للهلاك.

هل لاحظت أن كل هذه الأعراض مرتبطة بالمخ؟ هذا معناه أن المشروبات الكحولية تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي للإنسان وخاصة العضو الأهم ألا وهو المخ. يجدر بالذكر أن الأعراض تزداد سوءًا مع التعاطي المتكرر والمكثف للكحوليات.

قد يظن المرء أن الأمور تعود لطبيعتها بعد زوال الصداع الذي خلفه شرب الخمر، ولكن الحقيقة عكس ذلك حيث أظهرت الدراسات أن الإفراط في الشراب يمكن أن يدمر أنسجة المخ نهائيًا.

وفقًا لدراسة أجراها العالمان أوسكار بيرمان ومارينكوفيتش عام 2007، فإن أكثر الأجزاء القابلة للدمار هي الفصوص الأمامية من المخ والجهاز الحوفي والجزء الخاص بالتوازن والمعروف بالمخيخ. وحيث أن الكحوليات تؤثر على هذه المناطق، فهي تتداخل مع وظيفة المخ الأساسية. ولكن المخيف في الأمر هو أن هذه المناطق يمكن أن تنكمش أو يحدث لها ضمور مما يسبب خلل كبير في وظائف المخ قد يكون في بعض الأحيان غير قابل للعلاج حتى بعد الإقلاع عن تناول الكحوليات.

على أية حال، كلما كان محتوى الكحول في الدم زائدًا عن الحد، كان من المحتمل أن يتخذ الشخص قرارات خاطئة تنطوي على مخاطرة- قرارات قد يندم عليها في صباح اليوم التالي!

يرتبط هذا الأمر بكيفية تأثير الكحول على الفص الأمامي للمخ؛ ذلك الفص هو المسئول عن اتخاذ القرارات والذاكرة.

الجهاز الحوفي (المخ الانفعالي)

بعض الناس يتأثرون شعوريًا عند تعاطي الكحوليات – بمعنى أنهم يصابون إما بالاكتئاب الشديد أو بالسعادة القصوى ويحدث ذلك عندما تصل مستويات كحول في الدم لديهم إلى الحد الأقصى، يرجع هذا الأمر إلى تأثير الكحول على الجهاز الحوفي وهي المنطقة المسئولة في المخ عن تنظيم المشاعر الانفعالية. فالكحول يضخم الشعور الأقوي الذي يسيطر على المرء وقت تناول الشراب، و عند تناول الجرعات العالية قد يحدث اكتئاب حاد للمتعاطي.

المخيخ:

المخيخ هو ذلك الجزء الدقيق من المخ والمسئول عن إحداث التوازن التآزر وفق التعبير النفسي. يعد عدم القدرة على الوقوف أو المشي باتزان أحد السمات الأساسية لشارب الكحول ويرجع هذا كما ذكرنا إلى أن الكحول يؤثر سلبًا على المخيخ.

إدمان الكحول:

في بعض المناطق في العالم، تعتبر المشروبات الكحولية جزء لا يتجزأ من الوجبة مثل النبيذ في إيطاليا والبيرة في ألمانيا. أما من الناحية الاجتماعية، لا يعتبر تناول المشروبات الكحولية مشكلة كما يمكن في بعض الأحيان أن يشتمل على مزايا صحية (مثل الشعور بالاسترخاء وصحة القلب خاصة عند تناول النبيذ الأحمر) كما لا يمكن إعفال الجانب الديني الذي يحرم تناول الخمر وفقًا للشريعة الإسلامية.

 يمكن أن يسبب الإفراط في الشراب مشكلات صحية خطيرة، خاصة إذا وصل الشخص في تعاطي الكحوليات إلى المرحلة التي يطلق عليه فيها مدمن كحول. هؤلاء المدمنون يتصفون بسمات بارزة: سلوكيات تنطوي على المخاطر- اكتئاب- صعوبة قيادة المركبات وهي كلها علامات دالة على دمار الجزء الأمامي من المخ والجهاز الحوفي والمخيخ كما ذكرنا آنفًا.يتصف إدمان الكحوليات بأنماط وسلوكيات فيها من الخطورة والجنون. وعادة ما يرتبط إدمان الكحوليات بالسلوكيات العنيفة، والتي تتدهور بمرور الوقت. يمكن أن يؤدي الإفراط في الشراب إلى سوء العلاقة مع الآخرين لذا يُنصح دائمًا بالابتعاد عن الكحول نهائيًا إذا كان التاريخ العائلي يحتوي على حالات مشابهة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.