أنت من يعلم الآخرين كيف يعاملونك

يري دكتور فيل أن كل ما نقوم به في الحياة له فائدة نحصل عليها في المقابل. نعمل لكي نحصل على المال اللازم للمعيشة، نمارس أنواع الرياضة المختلفة لأننا نستمتع بها أو لنظل أصحاء. ينسحب هذا الكلام أيضاً على التفاعل الاجتماعي. فالناس لا يأتون بالأفعال المختلفة بمعزل عن النتائج. مثلاً هناك من يعاملك بغلظة لأنه مطمئن دوماً لرد فعلك ويضمن أنك لن تسئ إليه، وهناك الزميل الذي يزيحك عن طريقه ليتخلص منك أو يلقي عليك باللائمة؛ هؤلاء يتصرفون معك هكذا لأنهم يحصلون على مكافأتهم الخاصة من وراءك وإلا فلن يتصرفوا هكذا.

يقول دكتور فيل أنه لا يقصد بهذا المقال إلقاء اللوم على الآخرين لأننا غير مسئولين عن تصرفات من حولنا أو سلوكياتهم، وإنما المقصود هو أننا يمكن أن نتحكم في ردود أفعالنا تجاه هذه التصرفات. لذلك يرى أنه إذا كان هناك شخص ما يعاملك بصورة سيئة؛ فأمامك قراران: هل أنت مستعدلقبول المسائلة؟ هل تريد تغيير هذا الوضع؟ إذا كانت الإجابة بنعم، عليك أن تسأل نفسك: ما الذي يثير هذا الشخص ويستفز مشاعره تجاهي؟ حتى لو ظننت أن لم ترتكب شيئاً لتسحتق هذه المعاملة، إلا أن صمتك على الأذي وضعف اساجابتك تجاه الإساءة ترد بالنيابة عنك.

فإذا كان لك صديق متسلط دائماً ما يختار المطعم الذي تكرهه لتذهبا إليه، إذا اخترت الرفض الصامت لاقتراحه بدلاً من الإفصاح فلن يغير سكوتك من الأمر شئ. ولكن إذا أردت إحداث تغيير، فعليك أن تعلمه كيف يعاملك بشكل مختلف،فببساطة من يرفض الاعتراض هو أنت.لذا يؤكد فيل أن الشخص الوحيد الذي تتحكم فيه هو أنت فقط وهو أمر رائع.

يضرب دكتور فيل مثلاً من حياته الشخصية حيث يحكي لنا كيف اصطدم بشريكة حياته في بداية زواجهما حيث لاحظ أن وجهها كان عابساً باستمرار وهو ما كان يضايقه، ولكن يعترف أنه لم يكن حساساً لدرجة كبيرة لما تفضله زوجته حيث لم يكن يقيم وزناً لأفكارها ومعتقداتها.فيحكي كيف كان يسألها عما بها لترد بأنه لا شئ ويمضيان الوقت في شد وجذب بدلاً من إقامة حوار.

يستطرد فيل كيف كان على كل منهما أن يعلّمالآخر كيف يعامله. سأل فيل نفسه ما الذي يثير سلوك زوجته ضده فوجد الإجابة عندما أدرك كيف كان يتعامل مع عبوسها بحماقة مع تجنب الحديث معها، فما كان منه إلا أن قال لها انه لا يحتمل هذا العبوس مقترحاً عليها أن يعملا سوياً من أجل تغيير هذا الوضع والوصول إلى الاستقرار في العلاقة. وكانت الوصفة السحرية تكمن في أنه بدأ يستمع إليها فشعرت هي بالارتياح ولم تعد إلى العبوس مرة ثانية وظلت هذه الوصفة بمثابة اتفاقاً دام 37 عاماً هي فترة زواجهما.

وأخيراً ينصح فيل بأنه قد آن الأوان ليدير كل منا دفة العلاقة تجاه الآخرين ويكف عن الاستسلام لنفس النمط السلبي القديم، ويضمن لنا فيل أنه بمجرد أن يغير كل منا الفائدة التي يحصل عليها من أي علاقة، فإن سلوك من أمامك سيتغير على الفور مؤكداً أن العلاقات يجب أن تكون محددة ومرضية للطرفين حتى يكتب لها النجاح والاستمرار.

ترجمة وأعداد / أ.أمل كمال

المصدر : oprah.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.