ترجمة وإعداد: أمل كمال
يمكن أن يكون سوء احساسك بالاتجاهات مؤشراً على مشكلة أكبر من أن تضل الطريق في مكان ما: فصعوبة تكوين خريطة ذهنية في عقلك يمكن أن تكون واحدة من أولى العلامات على إصابتك بمرض الزهايمر وذلك وفقاً لبحث نشر في جامعة واشنطن في سانت لويس.
في هذه الدراسة، استخدم الباحثون متاهة افتراضية بواسطة الكمبيوتر لاختبار المهارات الخاصة بثلاث مجموعات من المشاركين: مجموعة الأصحاء ومجموعة الكبار ممن يعدون في مراحل مبكرة من مرض الزهايمر ومجموعة من المصابين فعلاً بالمرض- وهؤلاء ليس لديهم أعراض ولكن لديهم مستويات منخفضة من الواصمات الحيوية وهو ما يمكن أن يشير إلى وجود المرض قبل سنوات من تطوره
كما هو متوقع، فإن المشاركين من ذوي المراحل المبكرة من الزهايمر كان أدائهم ضعيفاً في اختبارات الملاحة المكانية قياساً بأداء مجموعة الأصحاء. وهذا ما حدث أيضاً من مجموعة المرحلة ما قبل السريرية على الرغم من عدم شعورهم بأية أعراض أخرى.
ترتبط القدرات الملاحية المكانية-أو التجول في المكان- وبخاصة القدرة على تكوين خريطة عقلية للبيئة المحيطة ببناء عقلي يسمى الحُصَين، ويقول مؤلف الدراسة الدكتور “دنيس هيد” يبدو إن التغيرات في هذا البناء العقلي تحدث قبل أن يتم تشخيص الأفراد بالإصابة بمرض الزهايمر.
في الواقع يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يعيشوا لعقد أو أكثر قبل أن يدرون بحقيقة إصابتهم. من ضمن أعراض صعوبات الملاحة المكانية أن يضل الشخص الطريق عندما يكون مسافراً إلى مكان جديد أو عائداً منه وبالمثل عند استخدام خريطة في أماكن غير مألوفة لديه.
ولكن لا تفقد صوابك عندما تضل الطريق فيكل مرة تسير فيها في نفس الشارع. فهذه النتائج لا تشير إلى أن كل من يعاني هذه الأعراض يجب أن يكون بالضرورة مصاباً بالزهايمر. فنحن بحاجة إلى المزيد من الدراسات لمتابعة هؤلاء الأشخاص بمرورالوقت لتحديد مدى احتمالية إصابتهم بالمرض فيما بعد.
ولكن إذا لاحظت أيا من هذه الأعراض- وبخاصة إذا كانت جديدة- فناقشها مع طبيبك وهذا ما يؤكده دكتور جون موريس وهو المؤلف المساعد لتلك الدراسة والذي يعمل مدير مركز بحوث الزهايمر بكلية الطب جامعة واشنطن
أن التغيرات في الملاحة المكانية خاصة إذا كنت تحت سن الخمسين، هو أمر غير عادي، لذلك ربما يكون مفيداً لك أن تراجع أحد الخبراء أو المتخصصين في الأمراض العصبية فهو قادر – والحديث على لسان دكتور موريس- على جعلك تمر ببعض الاختبارات العصبية لمعرفة حالة ذهنك من حيث البناء والأداء الوظيفي.
مترجم من موقع Menshealth.com