ربما مر أحد أصدقائك بأوقات ومراحل صعبة فعرضت عليه أن تصطحب أولاده إلى المدرسة مع أولادك الذين يماثلونهم في العمر أو أن تعرض عليه بعض الخدمات البسيطة مثل إحضار السلع من السوبر ماركت وهكذا.
بالطبع هناك قائمة طويلة من المواقف العصيبة،ولكن أكثرها صعوبة عندما يمر صديق أو زميل لك بفترة حزن جراء فقد شخص عزيز عليه أو إثر انفصاله عن شريك حياته إلى آخر المواقف العصيبة التى لا تخلو منها الحياة.
- سأتذكر دائمًا كم كانت مرحة
يقول أحدىالمستشارات في حالات الحزن العميق وتدعى جيل كوهين: “إن مشاركة الذكريات الشخصية الخاصة بأحد الراحلين تعد أحد الطرق غير التقليدية للتواصل مع صديق يعاني من الحزن العميق. كأن تسرد لصديقك الحزين بعض الحكايات عن الشخص المتوفي وذكرياتك معه مثل الرحلات المشتركة والدعابات، فذلك يكون له أبعد الأثر في التخفيف من حالة الحزن خاصة لو كان هذا الصديق لم يسمع بها من قبل”.
- كم أتمنى أن أطرد هذا الجرح من قلبك، ولكنني لا أستطيع
هناك مشكلة أخرى تتعلق بعبارة “عرفني ما إذا كان بإمكاني فعل أي شئ لأجلك” وهي أنه في بعض الأحيان لا يكون هناك بالفعلما يمكن أن تفعله. في مواجهة الحزن العميق أو النكبات الكبيرة، يبحث الأفراد عن طرق لإصلاح الأمور، ولكن هذه الأمور ليست مشكلات ليتم علاجها إنما هي مشاعر يتم التعامل معها على الصعيد المعنوي مما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا.
تنصح كوهين بألا نقول أي شئ من المفترض أن يُذهب الحزن لأنه لن يحدث، حيث لا أحد يمكنه معرفة شعور الإنسان المصاب أو المنكوب، لذا ينبغي أن تُعلمه بأن طرد الحزن ليس في مقدورك ولكنك تتمنى مساعدته وأنك تود التخفيف عنه قدر المستطاع.
- إليك كوب من الماء
ربما يبدو الأمر سخيفًا، ولكن إذا كنت إنسانًا واقعيًا وعمليًا فبإمكانك أن تكون مفيدًا لأصدقائك المصابين وذلك بتحمل المسئوليات الصغيرة أو الخدمات البسيطة؛ فهذا الشخص المنكوب غالبًا ما يكون مرهقًا أو أمضي طيلة اليوم واقفًا -في يوم الجنازة مثلًا- أو ينهال عليه الضيوف أو المعزين من كل مكان، لذا فمن المرجح أن يكون متعبًا ويحتاج لقسط من الراحة حيث لن يجد في هذا الحدث من يعتني به، لذا يمكنك إحضار مشروب له أو مقعد مريح أو حتى دعوة الموجودين لمغادرة المكان لمنحه فرصة للراحة.
- أنا في غاية الأسف:
إذا قلت لصديقك المصاب هذه العبارة فيكفي! نعم قد يكون الأمر بهذه البساطة فهي تعني أنك تُقدّر ما الذي يمر به هذا الشخص وتحترم شجنه دون الحاجة إلى زخرفة الكلام بعبارات مزينة لن تفيد.
بالإضافة إلى أنها لا تتضمن طلبًا من الطرف الآخر مثل العبارة التقليدية الشهيرة والمكررة “عرفني ما الذي بإمكاني أن أفعله لأجلك”.
- لا أعرف ماذا أقول ولكنني موجود هنا لأجلك
إذا كنت تتعامل مع صديق مقرب فلا بأس من هذه العبارة، ومن المسموح بأن تكون أمينًا في عباراتك كما تنصح كوهين، فكونك بجانب أصدقائك بجسمك بدلًا من دعمك لهبشكل لفظيحتى لو لم تجد العبارات المناسبة واكتفيت بالجلوس صامتًا فهذا أمر طيب.
يقول أحد الخبراء بأن الاستماع أفضل من الكلام في كثير من الأحيان حيث يكون في الصمت راحة للشخص المنكوب. وأحيانًا يكون جلوسك صامتًا هو أكثر الطرق دعمًا لمن حولك من التعساء.