كيف يؤثر الحزن الشديد على جسمك وعقلك وما هي أثاره عليك؟
من المدهش كيف يؤثر الحزن الطبيعي على حالة جسمك. يمكن أن يوجعك قلبك حرفيًا من شدة الحزن. قد تقفز إحدى الذكريات إلى ذهنك مما يتسبب في تقلص معدتك. في بعض الأحيان، يعمل عقلك بكامل سرعته، ويتسارع قلبك بنفس السرعة، بحيث يكون جسمك متوهجًا بالطاقة مما يجعل من الصعب عليك أن تستسلم للنوم. وفي أحيان أخرى، تكون متعبًا لدرجة كبيرة بحيث تنام بمجرد دخولك للفراش. ولكنك تصحو في اليوم التالي شاعرًا بالإرهاق وتمضي طيلة اليوم في الفراش.
ما الذي يسبب الأعراض الطبيعية للحزن؟
تشير عدة دراسات إلى الأثار القوية التي يسببها الحزن الشديد لك ويتركها على جسدك. أولًا، يزيد الحزن من الالتهاب، الذي يزيد المشاكل الصحية التي لديك سوءًا، بل وتسبب لك متاعب جديدة أًصلًا. يهاجم الحزن الجهاز المناعي ويتركك مستنزفًا تمامًا وعرضة للعدوى والأمراض المختلفة. إن انكسار القلب بسبب الحزن يمكن أن يزيد من ضغط الدم ويرفع من مخاطر الإصابة بجلطات الدم. كما يمكن أن يسبب الحزن العميق متاعب جمة لعضلة القلب فيما يعرف بمتلازمة القلب المكسور.
الضغوط النفسية تمثل عامل الربط ما بين المظاهر النفسية والمظاهر العضوية للحزن. إن أنظمة الجسم المختلفة بالجسم والتي تقوم بتشغيل آلية الضغط النفسي والجسدي يمكنها أن تقوم بتفعيل الجهاز العصبي بسهولة تمامًا كما تفعل التهديدات الحقيقية الملموسة.
عندما يصير الضغط والإجهاد النفسي أمرًا مزمنًا، يمكن لهرمون الأدرينالين وضغط الدم ان يسهما في حدوث متاعب صحية مزمنة أيضًا.
قد يهمك أيضا : ما هي علامات رجوع الرحم لمكانه بعد التمريخ ؟
الحزن الطبيعي في مقابل الحزن المرضي
الاكتئاب ليس جزءًا طبيعيًا من الحزن، وإنما يعتبر أحد توابعه ومضاعفاته. يرفع الاكتئاب من مخاطر الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالحزن والأسى، وغالبًا ما يتطلب علاجًا . لذلك من المهم التعرف على أعراضه. في حالات الحزن العادي، تتوارد الأفكار والمشاعر الحزينة بشكل نمطي في صورة موجات أو انفجارات خفيفة تتبعها فترات من الراحة بمثابة المهلة النفسية. على العكس من حالة المزاج المنخفضة المستمرة، والعذاب الذي يشعرون به من اضطراب الاكتئاب الحاد. أما في حالة الحزن العادي، فإن الأشخاص عادة ما يستعيدون الثقة بالنفس وحس الدعابة والقدرة على انتشال أنفسهم من الالم، بينما يعاني المصابون بالاكتئاب من الصراع مع مشاعر الإحساس بالذنب وانعدام القيمة ومحدودية القدرة على الإحساس بأي فرح أو حتى مجرد توقعه.
تتضمن أعراض الحزن الشديد الجهود المستمرة من قبل الشخص على تجاهل هذا الحزن أو إنكار ما حدث أًصلًا. يضاعف الحزن الشديد المعقد من مخاطر الإصابة بمتاعب صحية ونفسية شديدة مثل القلق النفسي والاكتئاب واضطرابات النوم، بل وقد يتطور الامر إلى التفكير في الانتحار في بعض الأحيان. أثبتت الدراسات أن الجهود المبذولة لتجنب حقيقة الفقد يمكن ان تسبب الإعياء المستمر وتضعف جهاز المناعة وتزيد من حدوث الالتهابات في الجسم بالكامل وبالتالي تؤدي إلى إطالة فترة المرض.
الحزن الشديد وصحة القلب:
قد يمتد تأثير الحزن الشديد ليصل إلى الإضرار بالقلب. يقوم الجسم بردود فعل متفاوتة جراء الإصابة بالحزن العميق. مثلًا تقوم الغدد الصماء بإفراز الكثير من الهرمونات والمواد الكيميائية مثل الأدرينالين الذي يؤدي بدوره إلى رفع ضغط الدم وتسارع دقات القلب. هذه الأمور تؤدي إلى تصلب الشرايين. كما يؤدي الحزن الشديد إلى حدوث اضطرابات شديدة في وظيفة الغدد الصماء مثل الغدة الدرقية والبنكرياس مما ينتج عنه اضطرابات في مستوى سكر الدم واحتباس الماء والصوديوم بالجسم.
تأثير الحزن الشديد على المعدة
من المعروف أن المعدة تتأثر بمشاعر الغضب والحزن، حيث تؤثر مشاعر الحزن على نشاط المعدة. وتزيد من إفراز العصارة الهضمية ويودي ذلك إلى الإصابة بالقرحة المعدية. يجعل الحزن والكآبة الشخص فاقد للشهية حيث أن الحزن يقلل من إفراز العصارة الهضمية. كما أن التوتر والقلق النفسي يؤديان إلى ظهور أمراض أخرى لها علاقة بالمعدة مثل الإمساك والقولون العصبي.
طالع ايضا : ما هي حركة الجنين في الشهر الرابع في اليسار