اذا كنتِ ترغبين أن تصبحي مديرة ناجحة ومتميزة، عليكِ أن تعلمي جيدا أن القيادة والإدارة ليست مهمة سهلة على الإطلاق، بل تحتاج للكثير من الأساليب والطرق لتحقيق هذا النجاح.
عندما تترأس المرأة وظيفة الإدارة، يقع على عاتقها توجيه فريق كامل للنجاح، ولكن لا شك أن النساء رائدات ناجحات في كل صناعة، من الحكومة إلى الأعمال والترفيه، والرياضة، لديهم جميع المهارات القيادية المشتركة.
لن تتحقق الإدارة الفعالة وتحقيق الأهداف و إنجاز الأعمال والتقدم في العمل،إلا من خلال المديرة الناجحة، التي تمتلك عدة صفات مهمة تجعلها قيادية وإدارية ناجحة.
وتقول خبيرة الإدارة حنان نصار، أن من أهم أساليب الإدارة الحديثة، تحديد اذا كان الأسلوب المتبع في نظام الإدارة بمكان العمل يكون وفقا لأسلوب الدول المتقدمة أم النامية، حيث أن التطور والعلم الحديث يؤثران مباشرة في طرق الادارة.
تعرفي على سلوكيات المديرين في الدول النامية:
التمثيل الإداري:
يحاول المدير أن يظهر في صورة غير الصورة الحقيقية لشخصيته، فيتظاهر بالتعالي والكبرياء والغطرسة على المرؤوسين ، وبفهم الأمور بطريقة أفضل منهم ، ويتلذذ بإصدار الأوامر والتعليمات ، ولا يتردد في توبيخ المرؤوسين ولومهم، ولو كان ذلك على مشهد من زملائهم.
الاهتمام بالمظاهر والأثاث في المكتب:
يلجأ المدير، أو المسئول إلى تغيير شكل المكتب ونوعية الأثاث بين فترة وأخرى، ويتدخل في اختيار الألوان وقطع الأثاث، وحتى في نوعية الأقفال، والغرف الملحقة، التي يحلو له أن ينزوي فيها بعيداً عن أصحاب المصالح والمراجعين.
ويكون هناك ارتباطاً بين مدى تمتع المسئول بالمقدرة الإدارية واهتمامه بمثل هذه الأمور، وتولد الرغبات المظهرية لديه، وغالباَ ما يعمد المسئول الضعيف إلى اللجوء إلى مثل هذه المظاهر وفي مقدمتها كما ذكرنا هيبة المكاتب لإخفاء بعض جوانب الضعف في شخصيته الإدارية.
الإكثار من الاجتماعات لإخفاء العجز عن حل مشكلات العمل:
ويحاول بهذه الاجتماعات الإيحاء بأنه مدير يؤمن بالمشاركة واتخاذ قرارات جماعية، وهو في واقع الأمر يريد استعراض ما يملكه من مهارات كلامية، ويرضي غروره بأن يرى الجميع يستمعون ويصغون إليه، ولا يستطيع أحد مقاطعته.
ومثل هذا المدير لا يسمح لأحد بالكلام إلا عندما يأذن له، ولا يرضى أن يعارض رأيه أحد، وهو يحاول توجيه الاجتماع والكلام بحيث يؤمن الجميع على ما يقول، وهو بهذا يخادع مرؤوسيه، ويجعلهم يخفون عنه أكثر مما يظهرون له.
الأنظمة والإجراءات والأهداف غير واضحة:
كثرة الاستفسارات والأسئلة والتأويل، أيضا تباين الإجابات فعادة ما يطوع الغموض في الأنظمة والإجراءات، ويفسر ويكيف لمصلحة التوجه الذي يراد للإجراء أن يسير فيه، أو الذي ينسجم مع ما يريده المدير.
يصاب العاملون في مثل هذه الإدارة بنوع من الإحباط، كما يعانون من كتمان ما يشعرون به من امتعاض، ولا يستطيعون التعبير عنه خوفاً من فقد وظائفهم، أو وصفهم بالمشاغبين ومثيري المشكلات على الإدارة، كما أن الأهداف التي يعملون من أجلها غير واضحة لهم، ولا يحسون برابطة الانتماء.
يُغرق المدير نفسه في العمل الورقي:
يتخوف المرؤوسون عادة من اتخاذ أي إجراء دون توقيع وتأشيرة المدير لكي يسلموا من التوبيخ واللوم وربما العقاب، وذلك لأن كل التعليمات لابد أن تصدر منه ، ولابد أن يوضح كل الإجراءات والخطوات التي ينبغي تطبيقها، ويجد المدير نفسه غارقاً بين أكوام من الورق والتقارير والخطابات، ومشغولاً بها عن التخطيط، والتفكير في التطوير.
يقرب المدير ضعاف الشخصية من مساعدين ومستشارين:
لأنه يجد أن ذلك أسهل لتقبل توجيهاته وتعليماته، وتنفيذها دون إبداء رأي أو معارضة، كما إنه يعرف أن تقريب الأقوياء والأذكياء حوله ربما يثير عليه المشكلات ويحدث بعض الصراعات في الرأي بينه وبينهم ، لأنهم سوف يكون لهم رأي مستقل في كثير من الأمور.
تخبط وتعارض القرارات:
يفاجأ العاملون بالقرارات تصدر مباشرة من مكتب المدير، دون تنسيق أو معرفة سابقة بها ، وفي بعض الأحيان لا يجد المدير الشجاعة لإعلام العاملين بهذه القرارات ، مكتفياً بتوقيعها وترك تبليغها لسكرتيره أو مدير مكتبه، دون مناقشتهم أومعرفة ردود فعل العاملين.
يسخر المدير بعض العاملين لخدمته الشخصية:
في بعض البلدان يستغل المدير نفوذه بتوظيف خدم منزله أو من يتولون خدمته الشخصية على حساب العمل، وكل هذا من أجل إرضاء غروره الشخصي، أو ما يشعر به من نقص، ولتكملة مظهره الشخصي الناقص أمام الغير، وإضفاء هالة من الاحترام والتقدير لنفسه.
يعين المدير معارفه وأقاربه في وظائف قريبة منه:
وغالباً ما يبدأ هذا التوجه لديه بشيء من الحيطة والحذر والكتمان، ويسخرهم لتنفيذ ما يصدره من أوامر وقرارات ، وتبني السياسات التي يؤمن بها ، ليصبح لديه نوع من الإحساس بالعظمة، ثم ما يلبث أن يصبح سمة ملازمة له ، ويصبح العمل بالنسبة له أمراً ثانوياً ، ووسيلة للهيمنة واستخدام النفوذ ، وقضاء المصالح الخاصة.
أما سلوكيات المديرين في الدول المتقدمة..فهي كالتالي:
1-الاعتماد على السكرتير أو المساعد في تصريف كثير من الأمور الإجرائية اليومية ، فيتيح هذا الأسلوب للمدير التفرغ ، وتخصيص الجزء الأكبر من وقته للتخطيط والتفكير ، وعقد اللقاءات ، وتحقيق مكاسب لإدارته.
2-تختفي المركزية في اتخاذ القرارات، وتتضاءل الفروق والحواجز بين الرؤساء والمرؤوسين، وتتوزع الصلاحيات والاختصاصات، حيث يشعر كل عضو في المنشأة بأنه يسهم في القيادة، فيدفعه ذلك إلى مزيد من الإخلاص في عمله.
3-يسود الوضوح في خطوات العمل وإجراءاته، ويعمم التنظيم في حركة العمل اليومي، وتغدو الأمور كأنها تسير نفسها، لأن كل موظف في المنشأة يعرف واجباته بوضوح.
4-الأنظمة والقوانين واضحة وحديثة ولا تحتمل التأويل أوالتفسير، وليس هناك استثناءات من الأنظمة أو تحايل عليها، أو تفسيرها لخدمة المصالح الخاصة.
5-تتصف بيئة العمل بالحركة الدائبة , لقاءات ثنائية وجماعية، وانتقال بين المكاتب لنقل الإجراءات أو تبليغها.
6-تختفي المظاهر والمواقف المصطنعة في الشخصيات، وتظهر كل الأمور على حقيقتها.
7-يقل الاعتماد على استخدام الورق في الإجراءات, حيث تبلغ كثير من التعليمات والإجراءات بالهاتف وشفوياً ، اعتماداً على الثقة ، ويتم الاعتماد كثيراً على النماذج المعدة والمطبوعة سلفاً لكثير من الإجراءات، ويسهم في جعل الأمور واضحة وغير خاضعة للاجتهاد.
الثقة والبيئة الإدارية الصحية لكي تصبحي مديرة ناجحة:
عند مقارنة أسلوب الإدارة للدول النامية مع الدول المتقدمة، سوف نجد أن البلاد المتقدمة تعتمد الإدارة فيها على الوضوح بالإجراءات والأنظمة والقرارات، وتصبح الثقة هي رمز العمل وتختفي التعقيدات الإجرائية.
كما أن البيئة الإدارية الصحية تعمل على تهيئة وتيسير مصلحة العمل، كذلك تركيز جهود العاملين في اتجاه تحقيق أهداف المنشأة فليست هناك تعقيدات إدارية تأخذ جزءاً من وقت العاملين وتشغل أذهانهم عن الإنتاج، إضافة إنه لا توجد هناك حواجز كبيرة بين الرؤساء والمرؤوسين تجعل المرؤوسين يترددون في طلب التوجيه أو مكاشفة رؤسائهم بما لديهم من أفكار ومقترحات وملاحظات يرون أنها تخدم مصلحة العمل.
وأخيرا..اذا أردتي أن تصبحي مديرة ناجحة وتصلي إلى نتائج مبتكرة ، عليكِ أن تكوني من نوعية القادة الذين لا يخشون التفكير بشكل مختلف، حيث أن القادة الأكثر نجاحًا يدركون جيدًا أن مواقفهم لا تعني شيئًا إذا لم يستطيعوا التأثير على الآخرين ليؤمنوا بمهمتهم.