تحكي كاتبة المقال جلينون ميلتون عن تجربتها الشخصية قائلة: “جاءت ابنتي يوماً من المدرسة لتبلغني بخبر انفصال والدي أحد أصدقائها في المدرسة، والتفتت إلى طفلتي وسألتني في براءة: أمي، هل من الممكن أن يحدث هذا لنا في يوم من الأيام؟ فنظرت إليها في ثقة قائلة:لا، لن يحدث أبداً وأن حياتناالأسرية أمنة. بعدما بعام تحققت مخاوف طفلتي وانفصلت عن زوجي ورغم محاولاتي للتخفيف عن ابنتي إلا أني شعرت أني شاهدة على نهاية عصر طفولتها وكانت لحظة عصيبة على ابنتي وعليّ بالطبع”.
تستطرد الكاتبة بقولها: “كان أقصى مخاوفي أن أكون سبباً في فشل أولادي. كنت أتفق مع جاكلين كنيدي عندما قالت أن المرء إذا فشل في تربية أبناءه، فلا أظن أن أي شئ يفعله بعد ذلك سيكون له جدوى”.
لقد بذلنا أقصي ما في وسعنا للانتقال من وضعناكأسرة سليمة وكاملة بأمان واحترام كامل إلى الوضع الجديد. كنا نتناول عشائنا سوياً أيام الأحد، انتقل زوجي السابق إلى منزل مجاور وكنا نتحدث باحترام عن بعضنا البعض ولكن ذلك لم يغير من الأمر شئ بالنسبة لأولادي، فنذرت نفسي لأبذل أقصى جهدي بعد أن أصبحت من هذا النوع الجديد من الأمهات؛ الأم الفاشلة.
كيف يمكن ان نحمي ابناؤنا من الاحساس بالفشل؟
هل من الممكن أننا نحاول حماية أطفالنا من الشئ الوحيد الذي سيسمح لهم أن يصبحوا النماذج التي تمنيناها لهم؟ وهل من الممكن أن نشعر كآباء بالفشل حيث نتظاهر طوال الوقت بأداء أدوار خاطئة. ماذا لو لم يكن دورنا أن نحمي أطفالنا من كل سقطة أو كدمة قد تصيبهم. ماذا لو كان دورنا بدلاً من ذلك مجرد توجيههم إلى كل الصعوبات والمحن في الحياة والتي لا مفر منها بل ونشجعهم على خوضها بشجاعة، قد ينطوي الأمر علي المرارة والقسوة ولكنه سيوُلد لدى الطفل الثقة والحكمة والشخصية الناضجة.
نصيحة اخيرة
تستطرد كاتبة المقال قائلة أنها فور حصولها على الطلاق، اتصلت بصديقة مقربة منها لتطلب مها النصيحة حول إمكانية مساعدتها لأطفالها خلال تلك الأزمة، وتعمدت الكاتبة اللجوء إلى تلك الصديقة تحديداً لأنها ليس لديها أطفال حيث ترى الكاتبة أن هؤلاء أفضل من يقدم نصيحة للوالدين من وجهة نظرها حيث أنهم يتمتعون بالهدوء وعمق الرؤية الذين يفتقدهما الآباء والأمهات المنخرطين في التربية ومشاكلها المعقدة. وتلخصت نصيحة الصديقة في ضرورة الثبات والتحلي بالشجاعة أمام الأطفال الذين يرون في الأم قائد سفينة حكيم يدير دفة الأمور فإذا كانت الام قوية فبالضرورة سينتقل الإحساس بالقوة لأطفالها.
الحياة ليست آمنة على الدوام، لذلك لا ينبغي أن نعد أطفالنا بأنه لن يكون هناك أي اضطرابات أو مشاكل، ولكن على العكس دورنا أن نوضح لهم أنه حين نتعرض لأزمة يجب أن نتحد لنجتازها سوياً موضحين لهم أن سهام الحياة موجودة طوال الوقت ولكنها لن تقضي علينا وإنما ستجعلنا أقوى وأكثر حكمة ومرونة مع استمرار بث الطمأنينة في قلوبهم طيلة الوقت.
By Glennon Doyle Melton
Oprah.com
إعداد وترجمة: أ/أمل كمال