لماذا تلعق الكلاب جروحها؟ بل إن الكلاب تلعق أحيانًا جروح أصحابها من البشر. يقودنا هذا الأمر إلى سؤال مطروح في النظريات الطبية منذ حوالي نصف قرن من الزمان: هل من الممكن أن تكون هناك بعض الخصائص الموجودة في لعاب الكلاب قد تفيد في علاج الجروح؟ نعم، يبدو أنه يوجد هناك عدد من الوسائل الدفاعية المناعية في اللعاب حيث يتضمن أحد هذه الوسائل أوكسيد النتريك. وثبت علميًا أن لعق الجلد البشري ينتج عنه إنتاج أوكسيد النتريك من النتريت اللعابي الذي يقتل مسببات الأمراض والذي يأتي من مصدره الأصلي من الأطعمة نتناولها في نظامنا الغذائي.
ولكن كيف لنا أن نعرف ما إذا كنا نحصل على أوكسيد النتريك من لعق الجلد البشري؟ تمكن الباحثون القدامى من إيجاد مجموعة من المتطوعين الذين بدأوا بلعق أيديهم بالكامل من الأمام والخلف لمعرفة تأثير اللعاب عليهم كوسيلة لدراسة المسألة، أما الآن، فلدينا طريقة أسهل لتنظيف الجروح: الماء والصابون (ولا ينبغي أن نسمح لحيواناتنا الأليفة بلعق الجروح المفتوحة في أجسامنا مطلقًا بسبب ورود بعض الحالات الخطيرة التي تم تسجيلها في هذا الشأن).
هذا المقال معني بهذه المسألة؛ تحول النترات من طعامنا إلى ملح الحامض النتري في الفم، والحديث عن فوائده الجمة في صحتنا، حيث يعتبر نقص إنتاج أوكسيد النتريك أحد البوادر الأولى لتطور عدد من الأمراض المزمنة بما فيها ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين وحالات الالتهاب الشديدة.
تأتي النترات من الخضروات التي نتناولها في غذائنا اليومي مثل الشمندر (البنجر) والخضروات الورقية. حيث تقوم البكتريا النافعة على اللسان تبحويل النترات إلى عناصر يمكنها الانتشار بداخل الجسم لصنع أوكسيد النتريك. الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تعاني أجسامنا فيها من ضعف إنتاج أوكسيد النتريك هي عدم تناول الخضروات. فتناول الخضروات يأتي في المقام الأول ثم تأتي بعد ذلك مرحلة البكتريا في الفم ولكن إذا كانت بكتريا الفم ميتة بالفعل، فإن الدائرة ستكون غير مكتملة بغض النظر عن كمية الخضروات التي تتناولها.
لهذا السبب لا يجب علينا استخدام الغسول المطهر للفم. لأن الطعام الأكثر فائدة وحماية للقلب هو الخضروات الورقية نظرًا لاحتوائها على النترات، لهذا إذا شربت بعض من عصير البنحر يمكن أن تلحظ انخفاضًا ملحوظ في ضغط الدم في خلال ساعات.
يمكن أن يحدث انقطاع لمسار أكسيد النيتريك عند استخدام غسول للفم مضاد للبكتريا أو عن طريق البصف وليس البلع نظرًا للتأثير الخطير لبكتريا اللسان على النترات الموجودة بداخل اللعاب. لذلك علينا أن نأكل الخضروات ونحافظ على رضا بكتريا الفم لذا لا تستعمل غسول الفم المضاد للبكتريا. ولكن ماذا عن معجون الأسنان المضاد للبكتريا؟ هناك معجون أسنان مضاد للبكتريا موجود بالأسواق الأمريكية يسمى تريكلوسان. هذا المنتج واسع الانتشار في أنحاء البلاد. وسنعرف السبب لاحقا.
إن البكتريا النافعة تعيش في الشقوق الموجودة على سطح اللسان، لذلك إذا غسل الإنسان أسنانه ولم يغسل لسانه، فإن المادة الكيماوية لا تطال هذه المنطقة. فهل هذا يعني أن معجون الأسنان المذكور يرتبط بأي ارتفاع في نسبة الإصابة بحالات القلب الخطيرة. وعلى الرغم من ان الدراسات التي أجريت على الفئران أثبتت أن المادة الكيماوية بالمعجون يمكن أن تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية. فإن استخدام معجون أسنان تريكلوسان لا يؤثر-فيما يبدو- على وظيفة الغدة الدرقية في الإنسان.
هناك دراسة قامت بها مؤسسة كولجيت الشهيرة- مفادها أن التريكلوسان كان آمنًا من حيث الاستخدام وفعالًا أيضًا محدثًا انخفاض ملحوظ في نسبة الإصابة بالتهاب ونزيف اللثة. فيما يتعلق بالسلامة، فإن هناك بعض الولايات بدأت في حظر استخدام هذا المعجون وعلى الرغم من ذلك فإن هذا النوع شائع الانتشار نظرأ لوجود مزايا لاستخدام هذا المعجون وهي امكانية تغيير وزن الإنسان بمعنى أنه عن طريق خداع فلورا الأحشاء في اجسامنا وهرموناتنا – قرر مجموعة من الباحثين عمل تقييم للربط بين استخدام مستويات التريكلوسان التي تجري في دماء الإنسان ووزنه. وبالطبع، وجدوا ارتباطًا بين مستويات التريكلوسان وكتلة الجسم بصفة عامة، وأوصوا بعمل دراسات إضافية حول قدرة هذا العنصر الكيماوي على تغيير نمو الإنسان وحالته بشكل عام.
ترجمة وإعداد / أ. أمل كمال
المصدر : www.care2.com