هي أو هو شخص اختار عدم الاستمرار في خطأ اقترفه … إذن هي أو هو رجل محترم لا يقبل الاستمرار في الخطأ ويعود سريعا للحق، ويا ليتنا جميعا مثلها أو مثله.
هي أو هو شخص قرر الانفصال وإنهاء علاقته الزوجية … إذن هي أو هو شخص يجب وضعه تحت المنظار وتجنبه والاحتياط في التعامل معه، وجعله هدفا سهلا لأي اتهام أو سوء ظن من أي نوع.
هكذا وبدون مراوغة أو تجميل للصورة نحن نعيش في مجتمع معظمه -إلا من رحم ربي- كاذب ومريض، يكيل بمكيالين ولا يعرف الإنصاف.
الزواج قرار مثله مثل أي قرار يتخذه الفرد، يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ، مشروع ثنائي بين فردين ربما يأتلفا وتمر حياتهما بنجاح وسعادة، وربما يختلفا وتصل الحياة بينهما لطريق مسدود، هل عليهما حينئذ الاستسلام لحياة تعيسة شاقة خالية من أي مودة ورحمة وحب؟
امرأة مطلقة في مجتمعنا العربي، تعني امرأة خاطئة، معاملة سيئة وعدم ثقة من الأهل، عدم تقبل من الجيران، ونظرة كلها توجس وخيفة من الزميلات والأقارب والقريبات، كل منهن تظن أن هذه المرأة المتمردة تمثل خطرا على حياتها، وكأنها ما تخلصت من حياتها الفاشلة إلا لتتفرغ لغواية وخطف ذكور القبيلة.
هل ذنب المرأة المطلقة أنها اختارت ما أحله الله لها عندما فشلت حياتها الزوجية، فنتكالب عليها نحن أيضا لنفسد ما تبقى لها من الحياة؟
الحق أقول أنه حتى الرجل في مجتمعنا الجميل لم يسلم من هذه النظرة، فالرجل الذي يتأخر في الزواج لسبب أو لآخر، ما هو في نظر المحيطين به سوى رجل “هلاس” غير جاد، غير متحمل للمسئولية، منفلت أخلاقيا، وكثيرا ما يتطور الحال لاتهامه اتهامات أكبر تطعن في رجولته ذاتها.
ما الذي أوصلنا إلى هذا الوضع المؤسف الذي وصلنا إليه؟ من المسئول عن هذا الكذب والتزييف والنفاق الاجتماعي الذي سيطر على مجتمعاتنا العربية دون استثناء؟
التربية الفاشلة؟ أم التعليم الفاشل؟ أم السياسة الفاشلة؟ أم جميع ماسبق؟
للأسف عاداتنا وتقاليدنا -القبيحة- توحشت حتى تغولت على ما أحله الله.