إن للطفل متطلبات اساسية فإن لم تشبع هذه المتطلبات فإنها تؤثر على نفسيته ومزاجه.
ومن أكثر الأسباب التي تؤثر في نفسية الطفل وتجعل منه طفلاً نكدياً هو عدم إشباع (حاجاته البيولوجية الأساسية) .. ولكن هناك بعض الاطفال تميل نفسيتهم الى النكد وعدم الرضى، ويتضح ذلك في تقطيب حواجبهم والكشرة على وجوههم، ومهما حاول المحيطين تغيير نفسيتهم او إسعادهم فلا يدوم ذلك الا ثواني، ثم يعود الوضع كما هو، وتعود ملامح النكد مرة اخري .
وغالبا مايكون الطفل حزين و نكدي في فترة الصباح او في الايام التي يكون لديه التزام بموعد ما، كزيارة الطبيب او الذهاب للمدرسة..
وبعض الاطفال لا يتملكهم النكد الا وقتاً قصيراً ثم يعودوا لمزاجه العادي، اما البعض الآخر فمنذ ان يفتح عينه من النوم الى ان ينام وهو في حلقات متصلة من النكد النفسي والمزاجي، مما يجعل المحيطين به في حالة مزاجية سيئة مشابهة لحالته المزاجية.
والسؤال هنا.. ماهي الدوافع وراء النكد عند الاطفال؟ وكيف يمكن ان نخرجهم من هذه الحالة؟
كما ذكرنا من قبل ان حاجات الطفل البيولوجية هي المؤثر الاول علي حالته المزاجية وتجعل منه طفلاً نكديا
فمثلا:
- الطفل الذي لايأخذ كفايته من النوم، قد يصحو بنفسية نكدية وحالة مزاجية سيئة .
- وقد تكون المشكلة بسبب الغذاء غير المتكامل وغير الكافي لمنحة الطاقة والذي يدفع الطفل لعدم قدرته على القيام نشيطاً، او بذل اي جهد بدني او ذهني فلا يستطيع ان يقاوم حاجته للنكد والبكاء… ومن هنا يظهر لنا سبب آخر يدفع الطفل الى النكد .. وهو الحالة الصحية للطفل مثل عدم قدرته علي التنفس بسهولة نتيجة اي سبب مرضي او الشعور بالمغص بسبب نوعيه اطعمة قد تؤذي معدته مما يجعل الطفل عصبي و نكدي.
- هناك سبب مهم وهو البيئة التي يعيش بها الطفل، فإنها تؤثر في نفسيته فإذا كانت البيئة والاشخاص المحيطون بالطفل ممن يغضبون لأبسط الاسباب وعصبيون ومتقلبو المزاج وسلوكهم العام يعتمد علي الصراخ والصوت العالي ولايوجد في يومه وقت للمرح واللعب فإن الطفل يتأثر وينعكس ذلك في شخصيته ومزاجه، فقلة ساعات المرح والترفيه او المداعبة مع الطفل تقتل المرح النفسي في الطفل.
من المهم جدا غض البصر عن بعض تصرفات الطفل، ونفسيته النكدية وعدم التحدث عنها امام الآخرين، ومداعبته اوقات نكده وتعكر مزاجه او الابتسامة في وجهه، جميع هذه التصرفات و ودود افعال المحيطين تحد من نكد الطفل.
الطفل النكدي هو معاناة حقيقية، لأنه ينقل التوتر الى الأم، فيصبح البيت دائما في حالة الاستنفار والغضب، فاعرفي أسباب نكد طفلك، ولا تسمحي بأن يتزايد باستخدام مشاعر الأمومة و الصبر و الذكاء في التعامل معه.
إذن تتلخص أسباب النكد عند الأطفال في أمرين طبيعين أساسين وهما النوم و الطعام وعليك تنظيمهما جيدا ثم البيئة والأشخاص المحيطين به .