لماذا تسأل نفسك دائمًا هل أستحق الحب ؟

إذا لم أحب نفسي أولًا، فقد لا أستحق الحب!

في الحب، الأشياء الصغيرة تصنع فرقًا كبيرًا. في مجال العلاقات الاجتماعية أو العاطفية، ربما كان مواجهة كل المشكلات أو تحقيق كل الأحلام على الفور أمر يرهقنا جميعًا. يرى علماء النفس والسلوك أن الانشغال بتطوير النفس يؤثر بالإيجاب على الناحية العاطفية للإنسان؛ فالسلوك الإنساني قد يتداخل مع حياتك العاطفية بشكل أو بآخر. في هذا المقال، سنتعرف كيف نجعل التطور الذاتي ينجحك عاطفيًا! وستتمكن من إجابة السؤال الذي يؤرقنا جميعًا: هل أستحق الحب أم لا؟

غالبًا ما يصاب الناس بهوس تغيير أنفسهم أو تطويرها نتيجة دخولهم في علاقات غير مُرضية. فهم قد يبحثون في مواقع الانترنت عن كل الحلول والدورات التدريبية التي تتناول هذه الموضوعات آملين أن تتحسن حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية والعاطفية على الفور.

حب الذات
السلوك الإنساني قد يتداخل مع حياتك العاطفية بشكل أو بآخر

ولكن في الواقع أن إيجاد قدر أكبر من الحب في حياتك لا علاقة له بتغيرك أو تطورك من عدمه! فكلما حاولت تعديل سلوكك للتصرف بشكل تظن أنك يجب أن تفعله، كلما بعدت عن شخصيتك الحقيقية وبالتالي أصبح الأمر صعبًا عليك لتحب نفسك وعلى الآخرين أن يحبوك. إذا كنت إحساسك نابع من منطقة للرفض الذاتي، لن تتمكن أبدًا من جذب الحب إليك لأن الأشياء المتشابهة تتجاذب.

إذا أردت إظهار قدر أكبر من أي قيمة/ شيء في حياتك، فينبغي أن تنبع من منطقة تتميز بالوفرة في هذا الشيء وهي منطقة تسمي: “ما أحتاج إليه، لدي منه بالفعل”. وهذا هو الأصح نفسيًا لك.

إذا قلت لنفسك أنا أستحق الحب والاحترام وأقنعت نفسك بذلك، فستصبح مستحقًا لهما بالفعل. لذلك إذا أردت المزيد من الحب، لابد أن تكون لديك طاقة الحب أولاً بالفعل وتشعر بها في قلبك لكي تجذبه إليك،. ليس هناك خطأ في الرغبة في التغيير، إلا عندما يحول هذا التغيير بينك وبين شخصيتك الحقيقة (من أنت بالفعل)! كأن تكون مزيفًا أو كاذب مثلًا.

ولمزيد من التوضيح؛ إذا لم تكن أنت بالفعل (أي تظاهرت بشئ ليس فيك) فقد تنجح في إقناع الطرف الآخر  الحب، ولكن بداخلك لن تشعر بأنك محبوب بالفعل ومقبول لشخصك المجرد بل لما تظاهرت القيام به. لذلك يؤكد العلماء أن التغيير عندما يكون مدفوعًا بالرفض الذاتي، فمن المستحيل أن يخلق المزيد من الحب. ووقتها ستستطيع الإجابة على السؤال الكلاسيكي: هل أستحق الحب فعلا أم لا؟

حب نفسك اولًا وتقبلها
لابد أن تحب نفسك أولًا لكي تستطيع أن تجذب طاقة الحب لديك

في هذه الحالة، قد تحصل على الآتي:

  • تكون أكثر قوة
  • وظيفة أفضل
  • تكوين صداقات جديدة

ولكن لن تتمكن من حب نفسك أكثر إذا كنت تعامل نفسك على أنك لا تستحق للحب وأنك لست جيدًا بما يكفي ولابد أن تتغير.

أنت لست بحاجة لتغير من نفسك لجذب شريكك إليك لتكوين علاقة حالمة ومثالية. فليس هناك  خطأ فيك- أنت لست سيئًا. فأنت جيد بما فيه الكفاية ومستحق للحب والقبول من الطرف الآخر. كل ما تحتاجه هو تغيير أسلوبك.

على سبيل المثال، قد تكون في حاجة إلى مزيد من الوعي حول كيفية أن تكون سعيدًا أو ربما كنت بحاجة لتعلم مهارات تواصل جديدة. إن هذا هو التطور الشخصي الذي سيساعدك على صنع العلاقة الصحيحة التي تحلم بها مع شريك حياتك. ولكن الخطوة الأولى هي أن تتقبل نفسك وتحبها كما هي. بمجرد دخولك في هذه الخانة من تقدير الذات، ستتمكن من أداء الأشياء التي تحب أن تفعلها. عندما تفعل الأشياء التي ترغب فيها، فأنت الآن نفسك الحقيقية الأصيلة التي تحبها وتقدرها وستقول لنفسك صراحة نعم أنا أستحق الحب !

هذا التغير سيعزز لديك الشعور بالبهجة والحب والوفرة العاطفية وبالتالي سيجلب المزيد من الحب لحياتك. إن التغير والنمو هما جزء صحي للغاية في الحياة، لكن ينبغي أن نتذكر دومًا أن ما نحن عليها اليوم هو وضع جيد بالفعل وكاف للغاية للحصول على الحب والقبول.

وتذكر عزيزي القارئ أن النجاح في الحب لا يجب أن تكون أمرًا معقدًا بالضرورة، ولكن فقط استمر في تعلم مهارات جديدة تجلب لك المزيد من السعادة وابدأ خطوات بسيطة لأنك تستحق علاقة ناجحة وصحية.

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.