تقول المقولة الشائعة: “كل الأشياء الجميلة تحدث لمن هم أكثر صبرًا”
يرفض كاتب المقال جريج روليت هذه المقولة السابقة قائلًا انه تصيبه بالجنون. فهو لا ينصح بها لمن يريدون تحقيق مكان مميز لهم في هذه الحياة. أي أصحاب الطموح العال.
يرى جريج وهو رائد أعمال ومدون يعمل لساعات طويلة في اليوم لتحقيق أحلامه وطموحاته التي لا تنتهي-أن الإنسان الطموح يقوم بالمهام بشكل مختلف. الطموحون لديهم سرعة واحدة سريعة وشديدة القوة مثل أفلام السينما حيث تكون الحركة سريعة والتوقيت كذلك. إنهم دائمًا ما يسبقون الآخرين بخطوة ويكونون مستعدون للتصرف السريع في غضون ثوان معدودة.
هؤلاء الناس يقدمون تضحيات اليوم من أجل أن يعيشون حياة أفضل غدًا. المجتمع يكافئ الأسرع والأقوى؛ الذين يبدأون يومهم في الخامسة صباحًا ليذهبون إلى قاعة الجيم ويستعدون للذهاب إلى أعمالهم في وقت مبكر للغاية عندما يكون الباقون لا يزالوا في فراشهم ينفضون عن أنفسهم آثار النوم.
يقدم جريج نماذج عامة يقتدي بها أفراد المجتمع كشخصية بطل فيلم “ذا روك” الذي يذهب إلى صالة الجيم في الرابعة صباحًا ثم يبدأ عمله بعدها مباشرة ليعمل ما يقرب من 18 ساعة في اليوم ثم يبقى لديه من الوقت ليقابل أصدقائه ومعجبيه ثم يقف على البساط الأحمر ليتلقى جائزته.
يعترف جريج أن أغلبنا غير مستعد لتقديم مثل هذه التضحيات. ويسرد لنا كيف انه منذ اسبوعين حضر أحد الدورات التدريبية مع أحد المدربين وأخصائيي العلاقات العامة ويدعى جيس تودفيلد حيث شارك المدرب طلبته أحد القوالب الاحترافية التي سوف تذاع على شاشة التليفزيون. في هذا اليوم كان هناك المئات من ذوي الطموح يتابعون البرنامج بينما اشترى العشرات طلب الانضمام إلى الدورة.
يقول جريج: “بعد مرور الساعات الأربع وهي مدة المحاضرة، سمعنا عن اثنين من الطلبة أخذا بالفعل هذا النموذج أو القالب الذي قام جيس بإعادة بناءه من أجلهما وكانا قد توصلا إلى محطات التليفزيون المحلية في نفس هذا اليوم”. يرى جريج أن هذا النموذج مثير للإعجاب فالطالبان لم ينتظرا عطلة نهاية الأسبوع لتطبيق النموذج ولكن بدآ فيه على الفور، لقد تصرفا بسرعة وعندئذ تحدث الأشياء الرائعة.
نحن نظن أنه لاأحد ينتبه إلينا وأن العالم مشغول لدرجة أنه لا يهتم بنا البتة. الحقيقة هي أن الغالبية من البشر لا يبادرون باتخاذ أي خطوات، فقط ينتظرون ليأتي أحدهم ويكتشفهم. إن أحدًا لن يأت لاكتشافك.
يلهب جريج حماسنا كقراء عندما يحكي لنا عن تجربته الشخصية عندما ذكر أنه يكتب هذا المقال أثناء وجوده على متن الطائرة ليقابل 40 شخصًا من رواد الأعمال الذين يديرون مؤسسات تقدر استثماراتها بملايين الدولارات في مختلف الصناعات. في الرحلة بالطائرة التي استمرت 4 ساعات، تمكن جريج من عمل دراسة بحثية والتعرف على وسائل الاتصال والتوعية الخاصة ببرنامجه الجديد عن السفر الذي كان يعد لإطلاقة في الحادي عشر من يوليو الحالي.
يفسر جريج سر حماسه قائلًا أن أحدًا لم يقدم له هذا البرنامج كهدية بل هو الذي قام بالمهمة بأكملها لدرجة أن قام بتمويل البرنامج من ماله الخاص. ومن فرط حماسه يقول انه حتى إذا لم ينجح في تمويل البرنامج فلن ييأس ويثق في أنه سيجد حلا لتلك المشكلة- هل تلاحظون معي انه يريد أن يكون محرك الأحداث لا مجرد كائن سلبي ينتظر أن تمطر السماء عليه ذهبًا.
إن جريج ليس لديه شبكة تليفزيونية تسانده وتدعمه، ولكنه يعمل لمدة 24 ساعة في اليوم ليلفت انتباه هذه الشبكات؛ تلك الشبكات التي تجري وراء كل ما هو جديد وغير تقليدي أو نمطي، انه يبحث بنفسه عن قنوات توزيع بديلة وعن منتجي تليفزيون الواقع وعن وكلاء وإعلانات ليعزز وجوده في تلك الصناعة ويجد لنفسه مكانًا مميزًا. انه يهاتف أشخاصًا مستعدون لنشر أخبار البرنامج على مواقع التواصل مثل تويتر ويتواصل مع رعاة يرفضون منحه الأموال اللازمة وهو يقوم بهذه المهام باتجاه فكري سريع ويتسم بالنشاط الشديد.
يدعو جريج متابعوه إلى أن يحذوا حذوه قائلًا: ” هيا اعترفوا لي بأنكم لن تنتظروا طويلًا بصبر شديد، عدوني بأنكم ستتوقفون عن خلق الأعذار لأنفسكم وستفعلون شيئًا ايجابيًا بشأن مستقبلكم وحياتكم وكل دقيقة متبقية لكم في هذه الحياة. قد يكون هذا الشئ إطلاق شركة جديدة أو انهاء علاقة مؤذية لك.” حيث يؤكد جريج أن الأمور تتحسن في الغد عندما تتصرف بسرعة ونشاط وقوة.
- الكاتب جريج روليت هو المدير التنفيذي لموقع ambitious.com وهو يكتب معظم منشوراته أثناء تناوله لطعامه المفضل حيث يصطحب معه جهاز اللابتوب الخاص به ويستمع لموسيقاه المفضلة وهو يضع السماعات على رأسه.
ترجمة وإعداد / أ. أمل كمال
المصدر : ambitious.com