كتابة مشاعرك على الورق يُسهل عليك فهمها والتعامل معها!

لماذا يعتبر من الصعب ان نحدد مشاعرنا؟ هناك عدة أسباب ..

افهم مشاعرك بشكل أفضل، من خلال تطبيق هذا التكنيك الجديد المكون من 3 طرق:

يعتبر التعامل الصحيح مع المشاعر الإنسانية مهارة أساسية، لذلك تسمية مشاعرنا يعتبر خطوة لا غنى عنها للتعامل مع تلك المشاعر. ولكن ليس من السهل فهم تلك المشاعر أو تحديد ماهيتها.

لماذا يعتبر من الصعب ان نحدد مشاعرنا؟ هناك عدة أسباب أولها: أن معظمنا تربى على ضرورة كبح المشاعر الداخلية وعدم التعبير عنها، أو ربما لأننا لم نتعلم كيف نصف مشاعرنا، أو نعبر عنها أصلًا.

كتابة مشاعرك على الورق يُسهل عليك فهمها والتعامل معها!
معظمنا تربى على ضرورة كبح المشاعر الداخلية وعدم التعبير عنها مهما تعرضنا لأي ضغوط خارجية

لنتحدث مثلًا عن مشاعر الغضب والتوتر اللذان يظهران في مجال العمل أو لنقل أنها المشاعر الأكثر شيوعًا. إن هذان الشعورين يخفيان وراءهما معانِ أعمق، ولابد من وصفها بدقة وبالتفصيل. وذلك إن أردنا التعامل مع انفسنا ومع العالم الخارجي بنجاح وفعالية أكثر.  أي نحن بحاجة إلى مفردات أكثر دقة للتعبير عن مشاعرنا، ذلك أن التشخيص الخاطئ يجعلنا نستجيب بشكل خاطئ؛ فمتى تعاملنا مع الغضب على أنه تنفيس عن مشاعر إحباط وخزي تمكنا من معرفة أثاره وفهم السلوك الناتج عنه وهكذا. يقول العلماء أن الأشخاص الذين لا يعترفون بمشاعرهم ولا يعالجونها، تسوء حالتهم الجسدية وتصيبهم الأمراض المختلفة كالصداع وآلام المعدة مثلًا.

هناك 3 طرق رئيسية لفهم المشاعر الإنسانية بشكل أفضل وأدق:

الكلمات لها أهمية ودلالة خاصة. عندما تنتابك مشاعر قوية، اعط نفسك فرصة للتفكير في مسمى لها، وبعد ذلك حاول أن تصل لكلمتين أخرتين لوصف مشاعرك في تلك اللحظة. قد تفاجأ بمدى اتساع نطاق مشاعرك، ومن الممكن أن تستخرج شعورًا عميقًا مدفونًا تحت وطأة هذا الشعور الأوضح.

وهذه قائمة بالمفردات اللغوية لبعض المشاعر المخلتفة التي تنتاب النفس الإنسانية:

سعيد

غاضب

متجهم

حزين

ضعيف

مطمئن

منزعج

مكتئب

راضي

مرتبك

حائر

واثق

كتابة مشاعرك على الورق يُسهل عليك فهمها والتعامل معها!
المشاعر الإنسانية معقدة ومختلطة ومتنوعة وقد نخطئ فهمها في كثير من الأحيان

وبنفس درجة الأهمية، ينبغي تسمية المشاعر الإيجابية وليس السلبية فقط. فمثلًا كلمة متحمس تجاه وظيفتك الجديدة (وليس كلمة متوتر فقط) تساعدك على ضبط مشاعرك للتوافق مع الأسلوب الذي تؤدي به العمل، وستوصلك إلى النجاح في أغلب الأحيان.

  • فكر في قوة المشاعر

فكر في أن لكل شعور مفردات عديدة ومتنوعة تعبر عنه. فعندما تكون منزعجًا أو قلقًا، حاول التفكير في مفردات ومعان مختلفة تعبر عما بداخلك. من الممكن أن يكون غضبك ترجمة لقلة صبر مثلًا أو إحباط. من المهم عندما تقيم مشاعرك أن تعرف ما إذا كنت غاضبًا أو متوترًا فقط، حزينًا أو خائفًا فقط.

عندما تسمي مشاعرك الداخلية، تذكر أن تمنحها تقييمًا من 1-10 محددًا مدى قوتها أو ضعفها أو عمقها.

  • اكتب هذه المشاعر على الورق:

كتابة مشاعرك على الورق يُسهل عليك فهمها والتعامل معها!

 

دّون مشاعرك، أخرجها من مخبئها الداخلي وأظهرها أمامك. أجرى أحد العلماء بحثًا عن الرابط بين الكتابة ومعالجة المشاعر؛ واكتشف أن الأشخاص الذين يكتبون عن وقائع تتصف بالمشاعر الإيجابية يشعرون بحالة أفضل في على المستويين النفسي والجسدي.

كما بينت التجارب أن من يدونون مشاعرهم الداخلية، تطورت لديهم رؤى حول ماهية هذه المشاعر ومعناها (أو ما لا تعنيه)، فضلًا عن استخدام عبارات من نوعية: الأن فهمت، أنا أدرك. لقد ساعدتهم الكتابة على تكوين منظور جديد حول مشاعرهم وفهمها بشكل أفضل.

تعلم هذا التدريب الكتابي وطبقه من خلال الخطوات التالية:

  • اضبط منبه لمدة 20 دقيقة
  • استخدم دفتر أو كمبيوتر ودون مشاعرك التي انتابتك خلال الأسبوع أو الشهر الماضي
  • لا تقلق حول نوعية المكتوب من حيث كونه مثاليًا فهذا غير مهم
  • بعد انتهاءك من الكتابة، يمكنك ألا تحتفظ بما كتبته، فكل ما يهمك هو أنك أخرجت ما بداخلك وأصبح الآن مرئيًا بأي وسيلة كانت.
  • قد نخطئ في فهم بعض الرسائل حول مشاعر الآخرين تجاهنا

ولا تنس أنه يمكنك استخدام التكتيك السابق من 3 نقاط ( توسيع المفردات- التفكير في قوة المشاعر- تدوين مشاعرك)  في محاولة فهم مشاعر الآخرين من حولك: زميل – صديق – زوجة أو طفل. من السهل أن نخطئ في فهم مشاعر غيرنا وتسميتها مثلما نخطئ في فهم مشاعرنا الشخصية مع ما يترتب على ذلك من عواقب جسيمة.

عندما تفهم مشاعرك، سيصبح من السهل عليك التعامل معها بشكل أفضل. فقد تمكنت من كشف النقاب عن ذلك الجزء الخفي من نفسك والذي يؤثر على حالتك النفسية بشكل أو بآخر وفي كل مراحل حياتك.

نصائح لكتابة المشاعر على الورق 

كتابة المشاعر على الورق هو وسيلة رائعة للتعبير عن الأحاسيس الداخلية وتسهيل فهمها والتعامل معها. تمتلك الكتابة قوة مذهلة في تحويل الأفكار الملتبسة والمشاعر المتشابكة إلى كلمات مكتوبة تحمل معاني عميقة.

عندما نكتب مشاعرنا، نمنح أنفسنا الفرصة للتعبير بحرية دون قيود أو خوف من الحكم أو الانتقاد. نستطيع أن نكتب بكل صراحة عن ما يجول في أذهاننا وما نشعر به في أعماقنا، حتى لو كانت المشاعر معقدة أو متضاربة. هذا العمل الكتابي يعمل كنوع من التحليل الذاتي، حيث يمكننا استكشاف الأفكار والعواطف والأحاسيس بشكل أعمق.

بعد كتابة مشاعرنا، يمكننا أن نعود ونقرأ ما كتبناه، وهذا يمنحنا فرصة للتأمل والتحليل. يمكن أن نكتشف أننا نفهم أنفسنا بشكل أفضل عندما نرى تلك الكلمات المكتوبة. قد نجد أن هناك أنماطًا معينة تتكرر فيما نكتبه، أو ربما نشعر بتغيرات في مزاجنا أو نمط حياتنا. يمكننا استخدام هذه الملاحظات في تطوير أنفسنا والعمل على التغيير إذا لزم الأمر.

بالإضافة إلى ذلك، الكتابة تمنحنا وسيلة للتخلص من الضغوط والتوترات العاطفية التي قد نشعر بها. قد يكون لدينا الكثير من الأفكار والمشاعر المتراكمة داخلنا، وببساطة كتابتها على الورق يمكن أن يكون له تأثير تحريري وتخفيف العبء العاطفي. إنها طريقة فعالة للتحكم في الضغط العاطفي وتحسين الصحة العقلية.

بشكل عام، الكتابة تعتبر وسيلة ممتازة للتعبير عن المشاعر وفهمها. إذا كنت ترغب في التعامل بشكل أفضل مع مشاعرك وفهمها، جرب الجلوس وكتابة ما يجول في ذهنك وقلبك. ستجد أنها تساعدك في الوقوف أمام تلك الأفكار والمشاعر والتعامل معها بطريقة أكثر وعيًا وتفهمًا.

مصدر
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.