الحياة ليست رحلة واحدة ، ، و لا نأخذها كلها جرعة واحدة، بل نتجرعها جرعات جرعات ، بعضها حلو و الاخر مر.
و هي ايضا ليس لها طعم واحد؛ فللطفولة طعم و المراهقة طعم ، و للشباب طعم اخر.
الا ان اغلب المراحل السابقة هذه لا يكون لنا دورا كبيرا في اختيار خطواتها او ابطالها. نولد فنجد ابطالها حولنا؛ و احنا و حظنا في الابطال و الشخوص الذين يظهرون في حياتنا او يختفون. الا ان نصل لمرحلة النضج و الزواج و العمل ؛ هنا يبدأ دورنا في صناعة خطوط الرحلة… رحلتنا…، قصتنا …نضع حدودها بأيدينا و باختيارنا.
ولكن ،قد نكتشف في نص الرحلة ، اننا أخطأنا في رسم خطوط الرحلة؛ فالبعض قد يغير عمله بعد ان يكون قد انهي دراسته الجامعية ، و أحيانا يكون أنهي دراسته العليا و في أحيان أخري يكون في منتصف رحلته العملية بالفعل. لكن هنا يقف البعض، و يقول لعجلة الزمن.. ستوب، انا أخطأت و من حقي فرصة أخري اغير فيها اختياري و اتجاهي.
البعض الاخر قد يقف في نص رحلته الاسرية: يجد أنه اخطأ في اختيار شريك حياته، قد يكون هذا بعض شهور من الزواج، او اعوام، و قد يكون هناك أطفال او شباب ، سيقعون ضحية لهذاالاختيار الخاطئ (سواء باكمال هذا الطريق الخاطئ او بوقفه و تغييره) , لكن قد يتوقف البعض هنا صارخا: ستوب .. انا أخطأت و من حقي فرصة أخري اغير فيها اختياري و اتجاهي
و فريق اخر قد يكون سلك طريق منحرف ، شاذ، مستهتر، وبعد فترة قد يراجع نفسه، او يصطدم بحادث ما يعيد له رشده و يقرر التوبه والعودة للصراط المستقيم ..فيتوقف هنا صارخا: ستوب .. انا أخطأت و من حقي فرصة أخري اغير فيها اختياري و اتجاهي
و في احيان اخري يتدخل القدر دون مقدمات و دون استئذان، فيغير هو في خطوط الرحلة من نفسه، يفاجئنا بخطف الشريك أو انهاء فرص العمل أو يبتلينا بالمرض أو يعطي البعض مالا يستحق….
و في أغلب الاحيان يجبن العديد علي تصحيح اختياراتهم، و يأثرون طريق السلام و الاستسلام.
و انا اعتقد ان الانسان خلق ليفكر و يتفكر ويؤثر و يتأثر ويغير و يتغير،، و قد كرمه الله بالعقل حتي يصحح اخطائه باستمرار،
فلا يجب أن يتهاون في حق نفسه بالاستمرار فيه، لكن يجب ايضا ان يتذكر ، انه يجب الا يصحح خطأه بارتكاب اخطاء اكبر في حق الاخرين ! انها حقا معادلة صعبة!