ما هو التأمل؟ يبدو أن هناك حالة من التعلق بهذا النوع من الأنشطة الجديدة لدى الكثير من الناس في هذه الأيام. إذا أردنا وضع تعريف للتأمل- فهو غالبًا ما يستخدم لوصف حالة الفرد من الاهتمام الشديد بأشياء تتعلق بالوعي أو الفكر. يحاول الإنسان تحويل انتباهه إلي الداخل؛ أي بينه وبين نفسه. يقال أن أصول التأمل ترجع إلى الديانة الهندوسية القديمة. وهو نوع من الأنشطة الروحية التي كانت تمارس في الديانات الشرقية ولكن الآن بدأت هذه الممارسات تتوغل بشدة بداخل الثقافة الغربية.
يرغب الأفراد في ممارسة التأمل بحيث يركزون تفكيرهم في ربهم رغبة في التطور الشخصي الذي يسعون إليه، لإدراك حالة السلام الذهني وليكونوا أكثر صحة وراحة.
بدأ الكثير من الأمريكيين في ممارسة بعض أشكال التأمل. وفقًا لمجلة تايم الأمريكية، هناك تمرين واحد يمكن لأي شخص ممارسته. يمكن اعتبار هذا التمرين بمثابة التمهيد الأساسي للأمريكيين الذين يرغبون في بدء ممارسة التأمل ولكن لديهم أدنى فكرة من أين يبدأون.
في نوفمبر من عام 2005 صدر كتاب للمؤلف فيكتور دافيتش حول “تأمل الـ8 دقائق”. إذا اشتريت الكتاب ودرسته جيدًا، ستتعلم الكثير من الأمور حول التأمل ويمكن أن تقوم بأداءها في 8 دقائق فقط.
عندما يبدأ الإنسان بتعلم شئ جديد عليه سيكون لديه أسئلة وآمال وشكوك حول هذا الشئ. لدرجة أن هناك من الناس من يأمل أنه بمجرد أن يبدأ بممارسة التأمل سيصبح مستنيرًا. أو ربما تكون من هؤلاء الأشخاص الذين يظنون أن التأمل يشبه تمرين ما أو حمية غذائية كنت تحاول أدائها طوال الشهور القليلة الماضية. ولكن هذا أمر طبيعي؛ لذا لا تندهش إذا وجدت نفسك تحذو حذوهم.
أفضل شئ هو أن تحاول مواجهة كل التوقعات الإيجابية أو السلبية أو كليهما وبعد ذلك، انس الأمر وابدأ بداية جديدة. إذا أردت تعلم برنامج التأمل ذو الـ8 دقائق، عليك أن تتعلم أولًا ممارسته لمدة دقيقة واحدة في المرة.
بينما يظن الكثير من الناس أن التأمل لا يعدو كونه تمرين بسيط، فعليك أن تفكر مرة ثانية. ربما لا تلاحظ ذلك، ولكن عقلك دائمًا في حالة سباق من هنا إلى هناك. لا يمكنك التركيز. وفقًا لما يقوله المؤلف، عليك بمراقبة أنفاسك. فهذه هي الخطوة الأولى لمعرفة التأمل وممارسته. خذ نفسًا عميقًا ثم اخرجه بعمق (عملية الشهيق والزفير الطبيعية ولكن ببطء). إذا فعلت ذلك باستمرار وواظبت على التمرين، يمكنك أن تصبح متأملًا جيدًا بمرور الوقت.
كنوع من التذكرة، إذا وجدت نفسك تفكر في أشياء شتى؛ أو بعبارة أخرى عقلك يشرد بعيدًا، ركز على التنفس.
على أية حال، إن التأمل يدور حول التركيز وإذا أدركت أنك لست على الطريق الصحيح، يمكنك العودة مرة ثانية إلى الحالة العقلية التي كنت عليها ولكن برفق. لا تدع اليأس يتسلل إلى نفسك واستمر في المحاولة. هناك مقولة شهيرة مفادها أن الممارسة تؤدي إلى المثالية والكمال؛ لذا ضع هذه العبارة نصب عينيك على الدوام. إذا استسلمت بسهولة وانسحبت ستظل دومًا شخص انسحابي.
يمكن للتأمل أن يساعدك في تحقيق حالة من السلام العقلي. فرغم كل مشاكلك في العمل والأسرة والعالم بأسره، عليك أن تنعم بدقائق قليلة من الهدوء. لا تفوت هذه الفرصة لبلوغ التطور الشخصي دون تكلفة تذكر.