علاج التوحد الناتج عن التلفزيون

علاج التوحد الناتج عن التلفزيون من أكثر الأمور التي تشغل بال الأمهات، وخاصة مع انتشار إصابة الأطفال بطيف التوحد في السنوات القليلة الأخيرة.

تُرى هل جهاز التلفزيون قد يتسبب في إصابة الطفل بالتوحد، وما مدى التأثير الذي قد يتركه التلفاز على وظائف الطفل الإدراكية والسلوكية ومهارات التواصل؟، وما هو العلاج الأمثل عند إصابة الطفل بأي من درجات التوحد؟، كل هذا وأكثر سنعرفه بالتفصيل خلال تلك التدوينة..

قد يهمك أيضا: تعليم اطفال التوحد بالصور

علاقة التلفاز بمرض التوحد

عندما تدرك الزوجة أنها حامل تبدأ في التفكير في كيفية تربية طفلها وتوفير كل سبل الراحة والتعلم أيضًا، حتى ينبت ويكبر في بيئة صالحة نفسيًا ومعنويًا وماديًا.

ومن الأخطاء التي تقع في الكثير من الأمهات وخاصة مع طفلها الأول، أنه تتركه لساعات طويلة يشاهد التلفاز، بالإضافة إلى العديد من الوسائط الإلكترونية الموجودة في عصرنا الحديث.

ظنًا منها أنها بذلك توفر له السعادة الذي يريدها، وفي نفسه الوقت سيتعلم الكثير من المعلومات والمهارات من خلال ما يشاهده ويستمع إليه من جهة، ومن خلال تعامله المبكر جدًا مع وسائل التواصل الإجتماعي والألعاب الإلكترونية من جهة أخرى، حتى يحدث ما لا تحمد عقباه وتبدأ ف البحث عن علاج التوحد الناتج عن التلفزيون.

ولكن حتى تكتشف هذا لا تعرف أن هذا الإعتقاد خاطئ، حيث أننا عندما نترك الطفل لفترة طويلة مع أي جهاز أو لعبة، نقوم بعزله عن المجتمع الواقعي الذي يعيش فيه، ومن ثم يبدأ الطفل في خلق مجتمع افتراضي آخر، يختلف تمامًا عن الواقع.

وبالتالي تتأثر مهارات التواصل لديه، كما يؤثر ذلك على قدراته الاستيعابية والعقلية والإدراكية، وقد تتأثر سلوكياته أيضًا فيكون إما منطوي بشكل مبالغ فيه ويرفض أن يقترب منه أي شخص مهما كان، أو عنيف جدًا يغلب عليه الغضب باستمرار.

علاج التوحد الناتج عن التلفزيون

أعراض التوحد الناتج عن التلفزيون

حتى نتمكن من معرفة علاج التوحد الناتج عن التلفزيون لابد من معرفة أعراضه، حتى تتمكن الأم من التأكد ما إذا كان طفلها مصاب بطيف التوحد أم لا، ومن أبرز تلك الأعراض..

  • اضطرابات في النوم والذي يعتبر نتيجة حتمية لانخفاض تركيز الميلاتونين بسبب جلوس الطفل أمام التلفاز لفترات طويلة.
  • تأثر الطفل سلوكيًا، فغالبًا ما تنعكس على سلوكياته البرامج والأفلام التي يشاهدها على شاشة التلفاز، فإن كانت يغلب عليها طابع الغضب والعنف، ستجده كذلك.
  • إصابة الطفل بتشتت الانتباه وتدني تركيزه بشكل ملحوظ، ما يؤثر على قدرته على التحصيل الدراسي وتدني مستوى استيعابه بشكل عام.
  • تؤثر مشاهدة التلفزيون على النواقل العصبية لدى الطفل، حيث تسبب نقص شديد بها، وخاصة نقص حمض الجاما أمينوبوتيرتك، والأسيتيل كولين.
  • تأخر ملحوظ في قدرة الطفل على الكلام وفقد مهارات التواصل بكل من حوله، وخاصة مع تركه لفترات طويلة أما التلفاز، ومن ثم لا يتفاعل الطفل مع والديه ولا يتحدث معهم.
  • صعوبة التعبير عن مشاعره، وفقدان الشعور بمن حوله، حتى أنه يرفض ملامسة أي شخص له أو معانقته، وإذا أصر أحدهم يقابله الطفل بموجة من الغضب العارم الغير مبرر.
  • يتحول الطفل إلى شخص روتيني رافض لأي تغيير قد يطرأ على حياته، عكس الطفل الطبيعي والذي يتسم بالفوضوية والرغبة المستمرة في التغيير وسرعة الشعور بالملل.

قد يهمك أيضا: اعراض التوحد في عمر 5 سنوات

علاج التوحد الناتج عن التلفزيون

نأتي الآن للسؤال الأهم وهو هل هناك علاج التوحد الناتج عن التلفزيون، وهل يتم علاجه بشكل كامل في الأساس أم لا؟

في حقيقة الأمر لم تثبت أي من الدراسات والأبحاث النفسية على مستوى العالم أن هناك علاج للأطفال المتوحدين بسبب مشاهدة التلفاز، ولكن في حالة اكتشاف الأمر في فترة مبكرة من عمر الطفل، يمكن أن يقوم الأبوين بتنمية مهاراته وإجراء العديد من الاختبارات النفسية والتي من شأنها ستعرفك نسبة ذكاء الطفل، ونقاط القوة والضعف في شخيصته.

وبالتالي تستطيع تنمية نقاط القوة ومحاولة معالجة نقاط الضعف قدر المستطاع، مع العلم أنها لن تختفي ولكن يمكن تقليلها تدريجيًا، ويفضل أن يكون هناك متابعة مستمرة مع أحد المتخصصين.

الوقت المثالي لمشاهدة الطفل للتلفاز

يفضل ألا تتجاوز مدة مشاهدة الطفل من عمر الـ 18 شهر وحتى الثلاث سنوات الساعة بكل الأحوال، مع مشاركة الطفل فيما يشاهده وإجراء حوار معه أثناء مشاهدته للتلفاز، حتى يتفاعل الطفل مع واقعه، وبالتالي يتم تنمية مهارات التواصل لديه والقدرة على الكلام وإجراء حوار.

يمكن أن تزيد تلك المدة بشكل تدريجي كلما تقدم في العمر، ولكن ينبغي أن تستمر مشاركة الأسرة فيما يشاهده ومناقشته فيه، حتى يتمكن الوالدين من تصحيح المفاهيم وتكوين شخصية الطفل وترسيخ المبادئ في قلبه.

ومن منطلق أن الوقاية خير من العلاج ينبغي على كل أم أن تدرك جيدًا أن الوسيلة الأمثل لتربية الطفل وتعليمه العديد من المهارات الحياتية هي تفاعلها معه بمشاركه والده وعائلته، حيث يجب أن ينخرط الطفل مع أقرانه من الأطفال في مثل عمره ولا يترك إلى شاشة تلفاز تكون له أفكاره.

قد يهمك أيضا: كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.