دينا أبو الوفا , شخصية رفضت ان تعيش في قوالب المجتمع الجاهزة , وضعتها المجموع العالي و النباهة و الاجتهاد في مهب احدي , بل أهم , كليات القمة, و لانها كانت لا تزال صغيرة طيعة , انصاعت وراء تيار التقاليد فالمجموع العالي معناه طب أو هندسة لا مفر!
لكن روح الأديبة الثائرة بداخلها لم ترضخ , أبت و تململت , فحاولت دينا جس النبض , و أخذت تسير في طريق تحقيق الذات رويدا , رويدا .
و لما ذاقت طعم النجاح ثانية , لكن خارج قوالب المجتمع, جرؤت أكثر و أكثر و تفجرت روحها ثائرة الا أن تقلب موازيين حياتها و مستقلها لتطوعه كما تريد بدلا من أن تطيعه, حينها تفجرت بحور كلماتها على الورق حتي تمخضت عن أول كتاب منشور لها “عارفين” الذي وضعت فيه عصارة خبرتها العلمية والحياتية.
و طالما خارج المارد من داخلها , فهو في طريقه ينمو كل يوم و يتضخم ليتنقل من نجاح لاخر و من كتاب الي كتاب ليصل الي قمة النضج الأدبي .
فلنتعرف سويا على دينا , حياتها و نشأتها , و كيف غيرت حياتها خطوة خطوة
النشأة
دينا ابو الوفا مواليد ١٩٧٣ التحقت بكلية الطب قصر العينى و انا لم ابلغ بعد من العمر السادسة عشر، بناء على رغبة ملحة من والدتى التى تمنت دوما ان ترانى انا و اختى طبيبات … و كان لها ما تمنت فتخرجت فى الكلية بتقدير عام جيد جدا على الرغم من ان الطب لم يكن شغفى يوما و طوال اعوام الدراسة كنت اجد سعادة بالغة فى الكتابة ، النثر ، الشعر ، القصص القصيرة الى ان تزوجت و توقفت عّن الكتابة نهائيا ولأنى شخص يرفض الوقوف محلك سر و يعشق التطور و النجاح ، درست ماجستير الأطفال و حصلت عليه فى عام ٢٠٠٢ اذ كنت ابلغ من العمر وقتها تسعة و عشرون عاماً بتقدير جيد جدا و عليه فقد عملت كطبيبة أطفال لعدة سنوات فى عيادات صباحيه لكنى شعرت انى لم و لن ابلغ ما اتمناه لنفسى هكذا فاتخذت القرار الجريء و بدلت مجال عملى من طبيبة بشرية الى شخص يعمل فى القطاع العلمى فى شركات الأدوية
البداية
و هنا كان القرار بدراسة ماجستير إدارة الاعمال شعبة تسويق لانى كعادتى اعشق إتقان الأشياء و الاعمال من خلال فهمها و دراستها و التمعن فيها ، حتى آكون على دراية كاملة بها فأنا بطبعى لا آخذ اى من الأمور الحياتية و العملية بسطحية !!! فكان لى ما سعيت اليه ، حصلت على الماجستير بتقدير امتياز و كنت الاولى على دفعتى ٢٠١١ و منذ ذلك الحين و انا اعمل بشركات الأدوية و اتدرج من مركز الى اعلى والحمد لله
نقطة تحول
منذ اكثر من عام بقليل ، عدت الى شغفى منذ الصغر …. الكتابة بدأت أكتب خواطرى شبه يومياً ، و حين فوجئت انها لقت استحساناً ، كونت صفحة على فيسبوك أسميتها ” عارفين ” ثم شرفت بنشر خواطرى فى عدة جرائد إلكترونيه ثم كانت المفاجأه وتطور الامر الى صدور اول كتاب لى يحمل نفس عنوان الصفحة ” “عارفين” و انشر حاليا فى 3 جرائد الكترونيه ( التلغراف , الجمهوريه , روزاليوسف)
النجاح الأكبر
اكبر نجاح لى هو اولادى , فكلهم يدرسون فى مدرسه ألمانية دولية و يسيرون بخطى ثابته نحو المستقبل باذن الله والحمد لله و تم صدور مجموعة مقالاتى فى كتاب باسم الصفحة الخاصة بى ” عارفين “
نبذة عن كتاب “عارفين”
كتاب “عارفين” للطبيبة دينا أبو الوفا هو أول كتاب لها تغوص به داخل النفس البشرية من خلال خبرتها فى علم النفس . وقد اهدت القارئ من خلال هذا الكتاب الصادر عن دار أوراق للنشر عصارة خبرتها العلمية والحياتية. فقد رفضت رفضا تاما ترك يومها يمر بها مر الكرام، وأبت أن تترك نفسها زائرا خفيفا فى الحياة أو كعابر سبيل، بل تمهلت بين الحين والآخر تلتقط أنفاسها فى يومها مستخدمة حواسها الخمس وربما السادسة كي تقرأ ما بين سطور الحياة.. يضم الكتاب مجموعة من المقالات كانت المؤلفة قد نشرتها فى عديد من المواقع الإلكترونية، تناقش فيها مشكلات إنسانية وحياتية تحدث يوميًّا مع الكثيرين منا. تقول دينا في كتابها: إن هناك الكثير من المصطلحات والتعبيرات والكلمات التي نكثر من استخدامها في حياتنا اليومية، ومن أكثر الكلمات التي اعتدنا ترديدها – كما تذكر الكاتبة – هي كلمة „لو“، فتكون وليدة ذلك المشهد المشترك والمتكرر بيننا، حين نبدأ حوارًا طويلًا مع أحدهم ونتطرق في الحديث عن حياتنا وما آلت إليه وكم هي بعيدة كل البعد عما تخيلناه وتمنيناه وحلمنا به..