دراسة حديثة تكشف أن المحليات الاصطناعية ربما تؤدي إلى الإصابة بالسكري

مقال بقلم دكتور جوزيف ميركولا: طبيب أمريكي شهير من ولاية شيكاغو معني بالصحة العامة ومؤسس موقع mercola.com

drmercola.jpg

كشف بعض الباحثين بإحدى الجامعات الاسترالية أن المحليات الاصطناعية تعوق استجابة الجسم للجلوكوز، مما يقلل من السيطرة على مستويات السكر في الدم. لم يستغرق الأمر سوى أسبوعين فقط للجموعة التي استخدمت المحليات الاصطناعية لإظهار الآثار السلبية على مستويات السكر في الدم، بما في ذلك انخفاض في بعض العناصر الموجودة بالأمعاء مما يحد من ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام.

ذكرت جمعية السكري الأمريكية أن الأطعمة والمشروبات التي تستخدم المحليات الاصطناعية تعتبر أحد الأسباب التي قد يساعد على كبح الرغبة الشديدة في تناول السكريات إذا كان الإنسان مصابًا بالسكري. تعتبر الجمعية من ضمن عدد من منظمات الصحة العامة التي تقوم بنشر رسالة خاطئة وخادعة وهي أن المحليات الاصطناعية تعتبر بديل للسكر بالنسبة لمرضى السكري على الرغم من أن الأبحاث العلمية تستمر في إثبات العكس تمامًا.

في دراسة بدائية صغيرة مقدمة من الجمعية الأوروبية من أجل دراسة مرض السكري في البرتغال، كشف الباحثون بجامعة أديلايد في أستراليا أن المحليات الصناعية تعيق استجابة الجسم للجلوكوز مقللة بذلك مستويات السكر في الدم. شملت الدراسة 27 فردًا من الأصحاء الذين تم إعطائهم نوعين من كبسولات المحليات الصناعية بكمية تعادل استهلاك 1،5 لتر من مشروبات التخسيس كل يوم أو مشروبات تعمل بالإيحاء.

لقد استغرق الأمر أسبوعين فقط بالنسبة لمجموعة المحليات الاصطناعية لظهور تأثيرات عكسية لمستويات سكر الدم لدى الأفراد الذين شملتهم الدراسة بما فيها مادة الجلوكاجون في الأمعاء والخاصة بتقييد ارتفاع سكر الدم بعد تناول الطعام. وهذا يسلط الضوء على إمكانية ارتفاع مستويات السكر بشكل مبالغ فيه بعد تناول الوجبات لدى المستخدمين المعتادين للمحليات الاصطناعية التي لا تحتوي على أي سعرات حرارية، مما يمكن أن يهيئ الفرصة لأجسامهم لتطوير مرض السكري من النوع الثاني.

يقترح العلماء على نحو متزايد أن المحليات الاصطناعية تساهم فيما يعرف بـاختلال تحمل الجلوكوز لدى المرضى المحتملين لمرض السكر. فقد اقترحت إحدى الدراسات ان تناول الصودا المحلاة بمادة الاسبرتام يوميًا يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 67% (بصرف النظر عما إذا كان المشاركون قد اكتسبوا وزنًا زائدًا أم لا) كما ارتفعت لديهم مخاطر متلازمة الأيض بنسبة 36 %.

يمكن أن تؤدي المحليات الاصطناعية إلى زيادة الوزن والسمنة ومتلازمة الأيض ومشكلات أخرى مثل السكري من النوع الثاني. يعتبر اختلال تحمل الجلوكوز حالة مرضية يفقد فيها الجسم قدرته على التكيف مع الكميات العالية للسكر وتعتبر مقدمة معروفة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. كما يلعب هذا المرض- اختلال تحمل الجلوكوز- دورًا في الإصابة بالسمنة نظرًا للكميات الزائدة من السكر في الدم والتي يتم تخزينها في خلايا الجسم الدهنية. وهذا معناه أن البدناء الذين يستخدمون مادة الأسبرتام ربما تكون مستويات سكر الدم لديهم أعلى من غيرهم والتي بدورها تؤدي إلى رفع مستويات الأنسولين مما يؤدي إلى اكتساب الوزن الزائد والالتهاب ومخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني كما أشرنا.

استهلاك المحليات الاصطناعية يغير مجموعة الميكروبات الموجودة في الجهاز الهضمي للإنسان والحيوان، مما يؤدي إلى تفاقم المرض الأيضي:

هذا ما كشفت عنه إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت على فئران التجارب حيث أظهرت أن الفئران التي تناولت محليات اصطناعية حدث لديها تطور في اختلال تحمل الجلوكوز بعد 11 أسبوع. ثم اكشف الدارسون أن تحول البكتريا الموجودة في الجهاز الهضمي للحيوان أثرت على رد فعل الجلوكوز لديه.

مشروبات التخسيس يمكن أن تثير استجابة الأيض أكثر من المشروبات المحلاة

يعتبر جزء من مشكلة المحليات الاصطناعية هو أن المذاق الحلو التي تحتويه (والذي يكون في حالات كثيرة أحلى مئات المرات من السكر العادي) لا يتفق مع الطاقة (السعرات الحرارية) التي تحتويها تلك الأطعمة.

نعم إن الجسم مُصمَم على ربط الاثنين ببعضهما البعض -أي الطَعم والسعرات- ولكن كشفت دراسة حديثة بجامعة ييل الأمريكية أن عدم التطابق الذي يحدث عند استهلاك الأطعمة والمشروبات المحلاة صناعيًا يؤدي إلى اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي. يستخدم الجسم حلاوة المذاق الموجود بالمشروبات للمساعدة في تحديد كيفية استقلابه. عندما تتطابق حلاوة المشروب مع السعرات الحرارية الموجودة به، يشعر بالرضا على النحو الواجب. ومع ذلك، عندما لا يتبع الطعم الحلو السعرات الحرارية المتوقعة، لا يحصل الدماغ على نفس الرسالة المُرضية.

وفي النهاية يوصى دكتور ميركولا مرضاه بضرورة التحول من استهلاك المحليات الاصطناعية والإقلاع عنها فورًا وعدم انتظار قيام الوكالات الصحية باللحاق بالعلم الجديث وتغيير موقفهم من تلك المحليات، كما ينبههم بأن هذه المكونات ليست فقط موجودة في مشروبات التخسيس مثل الصودا وغيرها وإنما في العديد من الأطعمة قليلة السعرات والمتوفرة لأغراض التخسيس مثل الزبادي والأيس كريم والخبز.

المصدر : articles.mercola.com 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.