أ. حنان نصار
الحوار هو مراجعة الكلام بين شخصين او اكثر و يطغي عليه الهدوء و البعد عن الخصومة و التعصب.
فالحوار وسيلة من وسائل الاتصال بين الناس , فهو اسلوب بناء لاشباع حاجة الانسان للاندماج و التواصل مع المحيطين.فهو يهتم بالتعرف علي وجهات النظر المختلفة باسلوب محترم للوصول الي نتائج تظهر الحق بالحجة و البرهان.
فالحياة مبنية علي الحوار بين البشر منذ قديم الزمان فلقد حاور الله سبحانه و تعالي ابليس, المعلم يحاور تلاميذه, الزوج يحاور زوجته و الأب يحاور ابناؤه. بل و الدول تبعث وفودا نيابة عنها للتحاور فيما بينها لاقامة علاقات أوفض خلافات.
فن الحوار كآداه و وسيلة يستخدمها البشر, لها آداب و قواعد حتي تؤتي بثمارها الطيبة و يصل المتحاورون الي الفائدة المرجوة من حوارهم و لذا لزم اتباع بعض القواعد الهامة :-
1- تقبل الرأي الآخر
الناس أمزجة, ألوان ,ثقافات ,عادات و تقاليد و بالتالي الآراء تختلف في أكثر الأمور. و اختلاف الآراء لا ينبغي أن يؤدي الي اختلاف القلوب , فالانسان العاقل يطالب بحقه و المخلص لا يفرق بين أن يظهر الحق علي يده أو يد غيره بل يري دائما أن محاوره معاونآ له لا خصمآ.
2-هل تعلم
ادا أردت الحديث عن موضوع معين فأعد له جيدآ و كن واثق من صحة معلوماتك حتي لا تسيء الي نفسك أو فكرتك.
3-لكل مقام مقال
اعلم جيدآ انه ليس كل ما تعلمه يقال ,بل يجب اختيار الوقت , الزمان , المكان بل والأشخاص المناسبين فهدا شيء ضروري للغاية حتي تستطيع الخوض في أي مناقشة.
4-حسن الاستماع
لقد دكر ستيفن كوفي في كتابه الشهير ” العادات السبع ” أن كبار الناجحين دائمآ يحاولون أولآ أن يفهموا ما يقوله الآخرون ثم يبدلون الجهد لشرح وجهة نظرهم .
و أيضآ كما نقول فان الاستماع جيدا من آداب الحديث و كما يقول الشاعر
“ان بعض القول فن…………………فاجعل الاصغاء فنآ”.
5-ما قل و دل
لا تستأثر بالحديث و لا تطل الكلام حتي لا يمل السامعون و يودوا لو أنك توقفت عن الكلام.
6-راقب نفسك
فلا يجب أن ترفع صوتك, و لا تقطب جبينك , ارسم علي وجهك تعابير الراحة و الهدوء و الابتسام.
7-كن بليغآ و استعن بالأمثلة
كن واضحآ في تعبيرك و ليكناسلوبك سلسآ و كلامك خاليمن الأغلاط . يا حبذالو استعنت بالأمثلة , فمثال واحد خير من ثلاث صفحات من الكلام الضعيف. و المثال الجيد يمكن أن يوضح الفكرةو يقنع الطرف الآخر.
8-ابدأ حديثك بالنقاط المشتركة
فدائمآ و أبدآ يجب أن نبدأ بما هو مشترك بين الطرفين فدلك أدعي لقبول الكلام و أيضآ بداية حسنة لتقبل وجهة النظر الأخري, و دع الطرف الآخر يشعر انها فكرته و ليست فكرتك.
9-هل تخجل من قول “لا ادري”
قال الله تعالي في صورة البقرة:322 “قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا “.
فادا سئلت عن شئ تجهله فقل ” لا أعلم ” فهدا يعزز الثقة المتبادلة و خاصة مع محاولة البحث عن المعلومة للفائدة و الصالح العام.
10-سيطر علي نفسك
كن حذرأ من أن تستدرج الي ما يفقدك أعصابك, فهناك أناس لا يبحثون عن الحقيقة , بل كل همهم المناظرة و الجدل , و قد يتسيبب هذا في التضليل و الاحراج فكن واعيآ و لا تقع فريسة لمثل هذا الحديث.
11-الأمانة الأمانة
من أهم النقاط التي تعزز و تؤدي الي الوصول للهدف ” الأمانة ” في عرض المعلومات مع نسبها الي مصادرها الأصلية علي قدر المستطاع.
12-الفصل بين الفكرة و قائلها
فبطلان الفكرة لا يعني أبدآ الاساءة الي صاحبها . فمثلآ نجد أن الامريكان هم السبب في القاء قنبلة هيروشيما علي اليابان و مع ذلك كانت اول جائزة للجودة باليابان باسم عالم الجودة الامريكاني ادوارد ديمينج الذي ساهم في اعادة اعمار اليابان آنذاك.
13-الانصاف ثم الانصاف
كن منصفآ , وافق علي الصواب و اثن علي الأفكار الجيدة بل و ابد اعجابك بما هو جميل في حديث الطرف الآخر. فالتحدي يجعلك تكسب المواقف ولكن تخسر القلوب.
14-ما هو الهدف
لكل حوار هدف , لذا وجب عليك تحديد مسار الحديث لأنه كثيرا ما يتشعب الي فروع أخريبعيدة كل البعد عن الاصل . بل ايضآ عليك غلق الحديث او المناقشة اذا كانت عديمة الجدوي .
من كتاب “اللياقات الست منهج الحياة”
هكذا هو الأسلوب الحضارى الذى يتم من خلاله طرح أى موضوعفكرى غير مسبوق لنصل الي النضج الحضاري في فن الحوار
و لقد جاء الحوار في القرآن الكريم في قوله تعالي :.
” قد سمع الله قول التي تحاورك في زوجها و تشتكى الى الله و الله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير”
صدق الله العظيم