جلسات لايف كوتشينج ضرورة أم رفاهية ؟

في عالمنا المعاصر، أصبحت الحياة أكثر تعقيدًا وتشابكًا عن ذي قبل وذلك على كل الأصعدة مما يترك أثرًا كبيرًا على كافة البشر. يمر أغلبنا بفترات تخبط وحيرة وإحباط وهذا أمر طبيعي لدى البشر؛ لذلك نجد اتجاها عالميًا يشجع مبدأ التدريب العملي على مواجهة مشاكل الحياة وتعقيداتها بشكل سلس ومبسط وفق مبادئ علمية، وهو بالضبط ما يطلق عليه في الآونة الاخيرة جلسات لايف كوتشينج .

من خلال الاستراتيجيات وأساليب التوجيه البسيطة، يبدأ المدرب أو اللايف كوتش بتوضيح أن الحيل لا تؤدي إلى نتائج طويلة المدى، بل العقل (أو بمعنى أدق التفكير) هو مفتاح النجاح المستدام. فالإنسان بدون العقلية الصحيحة لن يتمكن من تنفيذ أي استراتيجية مهما وُصفت بالرائعة. ولمزيد من التوضيح؛ دعونا نقول أنه عندما تغير طريقة تفكيرك، يمكنك حينئذٍ تغيير حياتك. فمعظم الناس محاصرون بداخل معتقداتهم المقيدة – في دائرة من الحديث الذاتي السلبي الذي يسيطر عليهم، فيصلون إلى قناعة بأنهم غير قادرين على تحقيق أهدافهم بل وأحيانًا غير جديرين لذلك. إن وظيفة اللايف كوتش أو مدرب الحياة هي مساعدتك في تحديد تلك المعتقدات وكسر الأنماط التي تحول بينك وبين تحديد مسارك وأهدافك.

قد يهمك أيضا: الذكاء الشخصي

لايف كوتشينج
عندما تغير طريقة تفكيرك، يمكنك حينئذٍ تغيير حياتك

أهمية جلسات الكوتشينج

في جلسات لايف كوتشينج مع مدرب الحياة الخاص بك، وفر على نفسك سنوات طويلة من التجربة والخطأ بينما تكتشف أسرار النجاح النهائي. سوف تعلم أنه لا يوجد نقص في الموارد يعيقك – إنه نقص في الطريقة التي تناسبك. ستتعرف على الأدوات والاستراتيجيات والميزات المتاحة لك حتى تحصل على نتائج دائمة في مجالات الحياة الأكثر أهمية بالنسبة لك سواء كانت النمو الشخصي أو المهني أو الصحة أو قدراتك المالية أو العلاقات الشخصية. سيُتاح لك تعلم التقنيات التي تسمح لك بتحسين إمكانياتك وطاقاتك الخاصة بشكل لا يُصدق !

معظمنا يعرف ما يجب فعله، ولكننا لا نتخذ الإجراءات الصحيحة لأداء الخطوات للوصول لأهدافنا. يعلمك الكوتش إن الخوف من الفشل هو العائق الحقيقي؛ مشاعر الخوف الطبيعية أمر منطقي ومقبول لا بأس به، لكن لا تدع الخوف يوقفك. سيساعدك مدرب الحياة على تحديد الأهداف وتحديد ما يعوق تقدمك كما سيدربك على كيفية تجاوز الخوف. مع جلسات لايف كوتشينج حقيقية وناجحة، ستتعلم كيف تخرج من منطقة الراحة comfort zone الخاصة بك إلى حيث يحدث النمو الحقيقي، وابدأ في عيش حياة جديدة بدءًا من اليوم!

ماذا تحقق لك جلسات لايف كوتشينج:

  • التعرف بوضوح تام على أهم الأهداف بالنسبة لك في العام المقبل
  • إعادة صياغة المعتقدات المقيدة التي أعاقتك
  • وضع خطة عمل لتحقيق نتائجك المحددة

قد يهمك أيضاالذكاء العاطفي والاجتماعي

ما هي مهمة الكوتش؟

مدرب حياة
في الكوتشنج يلعب المدرب دور الميسر لتسهيل عملية التغيير

إن مدرب الحياة أو اللايف كوتش لا يعمل بطريقة عشوائية ولكنه يتبع مجموعة من التعاليم والاستراتيجيات والأدوات القوية لمساعدتك في رحلتك إلى الحياة التي تريدها وتستحقها وفي المجال الذي تريد المشورة فيه: سواء كان العلاقات الزوجية والأسرية أ وإدارة الأعمال أو التغذية، في كل جلسة من جلسات اللايف كوتشينج ستختار موضوع الحوار، بينما يقوم المدرب بالمشاركة من خلال طرح الملاحظات والأسئلة من واقع خبرته وعشرات التجارب التي خاضها مع عملائه وأدوات التدريب التي يملكها. ويتحقق ذلك من خلال تكوين علاقة شراكة قوية تتمكن  عن طريقها -بالتعاون مع الكوتش- من تحقيق نتائج استثنائية في التعرف على ذاتك، وتختلف نسبة الإفادة من هذه الجلسات من شخص لآخر.

إن اعادة اكتشاف ذاتك – التي كانت مسجونة بسبب معتقداتك الخاطئة – ثم دعمك لاتخاذ قرارات صائبة هو صميم عملية اللايف كوتشينج التي توصلك لفهم ووعي متعمق مما يؤدي الى تأهيلك لفرص واختيارات جديدة؛ أي دخولك حياة غير عادية = حياة بشروطك.

خلال جلسات اللايف كوتشينج ستتمكن من فهم شكل حياتك في اللحظة الحالية و لما تريد ان تكون عليه في المستقبل، ومن خلال استيعاب الفارق بين الحالتين، تتكشف لك حقائق جديدة عليك رغم وجودها طيلة الوقت.

في الكوتشنج يلعب المدرب دور الميسر لتسهيل عملية التغيير وذلك من خلال: تطوير المحادثة مع العميل، والتفاعل مع المواقف، تشجيع واستثارة افكاره، مشاعره وسلوكه للوصول إلى النتائج المرجوة باستخدام:

  • مهارات الاستماع الفعال
  • مهارات طرح الأسئلة المثيرة والموضحة
  • مهارات التغذية الراجعة
  • ومجموعة من المهارات، الادوات والنماذج الاخرى لإدارة الجلسات

إن جلسات لايف كوتشنج مع مدرب متمكن هي أفضل طريقة ممكنة للشخص أن يغوص في أعماق ذاته وفهمها عن طريق التفكير بصوت عال مع الكوتش من خلال أسئلة يطرحها الكوتش للمتدرب تحفزه وإنارة عقله… هي رحلة الاسترشاد إلى النور. انها بمثابة كشاف إضاءة تنير أغوار النفس.

 جلسات الكوتشينج
لوحظ ازدياد عدد من يدرسون و يتدربون على اللايف كوتشينج نظرًا للضغوط الشديدة التي يتعرض لها الإنسان والحيرة التي تنتابه

أهمية جلسات لايف كوتشينج

لوحظ في الآونة الاخيرة ازدياد عدد من يدرسون و يتدربون على اللايف كوتشينج، حيث ثبتت مع مرور الوقت أهمية هذا المجال الذي لم يكن معروفًا في السنوات الماضية. يقول اريك شميدت الرئيس السابق لشركة جوجل “لا يوجد من لا يحتاج الى لايف كوتش في حياته، الرياضيين والفنانين اعتادوا على من يلعب هذا الدور في حياتهم، من يعكس لهم كيف يراهم الآخرين، اللايف كوتشينج يساعدك على معرفة ذاتك الحقيقية بدون أحكام مبنية على قيم وأفكار ومعتقدات الآخرين، و حينما ترى ذاتك حقيقة مجردة من رغبات الآخرين يصبح من السهل معرفة ما تريد أن تصل اليه في المستقبل وماذا تريد أن تفعل وأي من مسارات الحياة يوفر لك حياة واعدة و ذات معنى.

جدير بالذكر ضرورة التعامل مع لايف كوتش يحمل الشهادات المعتمدة من إحدى الجهات التي تعتمد العاملين بالمجال والجهة الأكبر في هذا المجال هي International Coach Federation (ICF) الاتحاد الدولي للكوتشينج.

 

قد يهمك أيضا: تعريف الذكاء الحركي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.