تمرينات التأمل.. هل هي مفتاحك لصحة نفسية أفضل ؟
تعتبر تمرينات التأمل أحد الممارسات النفسية لتحقيق الاسترخاء وتعميق الوعي الذاتي من خلال التركيز على صوت محدد أو كلمة أو مشهد، مصحوبة بعملية تنفس منتظمة مع استبعاد المؤثرات الخارجية كي لا تؤثر على وعي الفرد.
هل هناك أنواع من التأمل ؟
نعم بالطبع فالتأمل عالم واسع ورحب للغاية فيه العديد من التمرينات النفسية والروحية بهدف تحقيق الراحة النفسية للإنسان. هناك مثلًا تمرين الوعي التام (الحضور الذهني) المعروف بالـ mindfulness وهناك التامل أثناء المشي وترديد الشعارات والترانيم لجلب الهدوء والطمأنينة للنفس، وهناك التأمل الداخلي أو الموجه أو غير الموجه؛ وكلها أنواع تصل بك لنفس الهدف وتترابط فيما بينهها، ومن حسن الحظ أنه في عالم التأمل، هناك مدخل يصلح لكل شخص.
ولكن جدير بالذكر أن كل أنواع تمرينات التأمل المختلفة ترتبط بعوامل مشتركة فيما بينها وهي: اختيار مكان هادئ، الجلوس أو الوقوف في وضعية مريحة، تركيز الانتباه على عنصر معين مع البقاء في حالة يقظة، فضلًا عن التأكد من نظافة الجسد والملابس بحيث لا تعترض عملية التأمل أي مؤثرات غير مريحة.
التأمل هو حالة استرخاء تختلف مدتها بحسب الطريقة التي تمارس بها؛ فمنها ما يستمر لدقائق معدودة ومنها ما يستغرق ساعات طوال! ليس هناك طريقة واحدة صحيحة لممارسة التأمل، ولكن هناك تباين شديد في هذه التمارين ولها مدارس وأساليب متعددة.
تتسابق الدراسات الحديثة في الترويج لممارسات التأمل وتعديد مزاياها على المستويين النفسي والعضوي لمن يمارسونها، حتى أن أعداد من يمارسون هذه الرياضة النفسية في تزايد مستمر لما لها من أثار لا يمكن إنكارها على حياة البشر في ظل التعقيدات الشديدة التي يعيشها الإنسان المعاصر.
بعض فوائد تمرينات التأمل وفقًا الدراسات العلمية:
- تحسين حالات القلق الشديد والاكتئاب والألم في مدة تتراوح ما بين 8 أسابيع إلى 6 أشهر.
- هناك ارتباط بين تحقيق الاسترخاء وتقليل ضغط الدم المرتفع.
- هناك ارتباط بين تمرينات التأمل مع الوعي التام وتقليل الرغبة في التدخين
- ثمة علاقة بين ممارسة التأمل وتقليل آلام أسفل الظهر المزمنة
- ثبت أن من يمارسون التأمل يتمتعون بقدر أكبر من التعاطف تجاه الآخرين
- هناك تأثير إيجابي لممارسة التأمل على حالات الأرق وانخفاض جودة النوم.
- هناك حالات شهدت تحسن في استرجاع المعلومات بعد ممارسة التأمل لفترة من الزمن
- تحسن في المستوى الدراسي والانتباه والذاكرة لمن مارسوا التامل
10-تقليل مشاعر السلبية والعنصرية تجاه بعض طوائف المجتمع
ما هي أبرز أنواع التامل المستخدمة في العلاج ؟
هناك عدة أنواع من التأمل كما ذكرنا؛ وليس كل الأنواع تصلح لكل الناس فما يصلح لشخص ما قد لا يؤثر في آخر، وما ينجح في حالة قد يفشل في أخرى!
لنلق نظرة مبسطة على بعض أنواع من التأمل:
1- التأمل الساكن
هو ببساطة التنظيم الطبيعي للجهاز العصبي من خلال التجربة المتكررة للراحة العقلية. إن التأمل الساكن هو السماح للعقل بأن يصل للراحة والاسترخاء بطريقته الخاصة. في التأمل الساكن ليس هناك طرق خاصة للتنفس، فليس من الضرورة أن يستمع الإنسان للموسيقى أو يردد الترانيم والأدعية الخاصة أو حتى يركز على تخلية ذهنه من أي عوالق. فالمرء حر في أن يسمح لذهنه بالشرود، إنه لا يتضمن أي جهد، في التأمل الساكن أنت لا تحاول تحقيق أي إنجاز!
2- التأمل الجسدي كعلاج لحالات ما بعد الصدمة
تدور تمرينات التأمل الجسدي حول الجسم نفسه! فالهدف منه هو التعرف على الضغوط السلبية الداخلية بالجسم من ثم التحرر منها! ولتحقيق ذلك، فإن الممارس يستخدم العلاج بالكلام والتمرينات النفسجسمية وبعض التدريبات البدنية.
يؤمن بعض ممارسي رياضة التامل أن الخبرات الشعورية السلبية تظهر أعراضها على الجسد ككل!
الأمر لا يقف عند حد الألم العضوي؛ بل يمتد إلى الغضب والإحباط وغيرها من المشاعر الأخرى. خلال جلسة العلاج، يعيش الشخص المشاعر السلبية مرة أخرى من خلال استحضار الذكريات التي ترتبط بتلك المشاعر.
في هذه الحالة، يحاول المعالج مساعدة الشخص من خلال تكامل بعض هذه العناصر مع بعضها:
- اليوجا
- الرقص
- التدريبات الصوتية
- المساج
- التنفس العميق
- تدريبات الاسترخاء
في النهاية يمكن القول أن التأمل هو إدراك أن حالتنا التأملية ليست خارجية، فهي موجودة في مكان آخر بالنسبة لنا لنبحث عنه ونجده، وبذلك يتم اكتشاف الحقيقة الأكثر حيوية، وهو أن مفتاح الحياة الأفضل يكمن بداخلك. من خلال ممارسة تمرينات التامل نحن قادرين على إيقاظ أنفسنا والبدء في الشفاء.