بقلم ا/ نهى عسل
مدرب تربيه ايجابيه و متحدث تحفيزي
وهب الله الانسان العقل ليمنحه حريه الاختيار والتفكير قال تعالى( وما جعلناك عليهم حفيظا وما انت عليهم بوكيل) ( الانعام ١٠٧) ربنا سبحانه وتعالى يرشد سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم ) انه ليس حفيظ على الناس بل لهم حريه الاعتقاد فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
فالحريه هي القدره على التصرف وفقا لشخصيتك الحقيقيه وان تكون نفسك قادر على تحديد مصيرك
فالحريه لا تمنح بل وهبها الله للانسان الطفل يولد حر بالفطره والمربي من يسلبها منه فالوليد يؤمن بالحريه وينفذها حين يضحك لمن يريد ومتى يريد ويبكي متى يريد ويعيش ويتعلم ما يحبه فالطفل يولد مبدع لكن هل سيستمر عندما يكبر فاذا استجاب المربي لفطره الطفل وحافظ على حريته اصبح طفل مسؤول يتصرف وفقا لارادته مع احترام القواعد وحقوق الاخرين فالحريه ليست مطلقه بل لابد من مراعاه الحدود اما اذا سلبت من الطفل حريته تظهر المشاكل
للحريه انواع اولا : حريه فكريه وصفتها اليونسكو بانها عدم التلقين حيث يعبر الطفل عن مشاعره وما لديه من افكار ويشاركها ويستمع اليه المربي بدون اصدار احكام فكلما استطاع الطفل التعبير عن افكاره ومشاركتها مع الاخرين بحريه اصبح قادر على اتخاذ القرارات فالطفل يناقش ويحاور الكبار ويبدي رايه حتى يصل للحقيقه باعمال العقل ليس بانها حقيقه مسلم بها فالطفل بفطرته لا يردد هذا ما وجدنا عليه ابائنا وحريه التفكير يدعمها الحق في الاختلاف فعندما يفكر الطفل ويبدي رايه قد يختلف عن راي المربي فيتعلم كيف يعبر عن وجهه نظره المختلفه وكيف يتقبل راي الاخر المختلف عنه ويكون قادر ان يقول رايه بدون تردد او خوف لذلك يجب ان نربي الطفل على ان يفكر ويعمل بكل حريه وتكون روحه متحرره ولا يعترف بما يفرضه عليه الاخرين الا بعد ان يثق بيهم
ثانيا حريه الاختيار فمن حق الطفل ان يختار ما يحبه وما يريده وما يرغب فيه بشرط ان يكون الاختيار بين الاشياء المفضله للطفل ويناقش في اختياره ويستطيع تنفيذ اختياره لذلك يجب على المربي عدم السخريه من الطفل اذا اساء الاختيار وعدم الاستسلام اذا قرر الطفل ان لا يختار وعدم مقارنه اختياراته باختيارات اقرانه ولا يكبت رغباته وعدم لفت نظر الطفل لما يريده الكبار لذلك لابد ان تكون البيئه غنيه بالاختيارات ويكون الوقت كافي لاختيار الطفل حيث انه يعتمد على المميزات والعيوب من وجهه نظر الطفل فاذا كان الطفل حر في الاختيار سيتعلم التفكير ويستطيع حل المشكلات ويتخذ القرارات حتى لو اخطا الطفل في اختياره فهي فرصه للتعلم من الاخطاء فالحريه لا يستحقها من لا يكون لديه حريه ارتكاب الاخطاء فاذا كان من حق الطفل ان يختار ويفكر فمن حقه ان يرتكب الاخطاء ويتحمل المسؤوليه فالحياه تجربه مستمره بين الصح والخطا الافكار الصحيحه والافكار الخاطئه فايقاف ارتكاب الاخطاء يعني ايقاف العقل وتحول الانسان الى اله بلا روح ولا عقل
فتعلم بالتجربه من افضل اساليب التعلم تساعد في التطور والنمو
ثالثا حريه الحركه فالطفل حر في حركته لتقوى عضلاته وينمو جسديا اسرع ويقدم افضل ما عنده وليكتشف ما حوله ويحقق السعاده
اخيرا تسعى كل النظم العالميه والمنظمات الدوليه الى منح الاطفال حقوقهم وحريتهم منهم اليونسيف حيث ترسخ احترام اراء الاطفال ومشاعرهم والتعبير عن افكارهم بمختلف الطرق سواء بالرسم او الكتابه او المحادثه
فالحريه تولد الابداع فهي فرصه لاستنساخ افضل نسخه منه فالاشياء العظيمه يخلقها الانسان الحر