امسك أنفى من فضلك – للكاتبة غادة السمان

امسك أنفى من فضلك

امسك أنفى من فضلك – للكاتبة غادة السمان

في فيلم نص ساعة جواز، كان الفنان عادل إمام بيقول إنه يشارك من فيلم اسمه “امسك أنفى من فضلك”.

امسك أنفى من فضلك

الحقيقة الاسم ده ضحكنا كلنا، ولكن الفعل نفسه امسك أنفى، لو حصل مع أي حد هيتعصب ويخبط يد من يحاول أن تلمس أنفه.

كذلك من التعبيرات الشائعة:

  • تعبير “هذا روحه فى مناخيره” تعبيرًا عن العصبية والغضب.
  • و”هذا حاشر أنفه في حياتي” تعبيرًا عن التدخل في شؤون الآخر.

لماذا الأنت؟

لو افترضنا أن حول كل منا دوائر كل دائرة تمثل مسافة للقرب أو للبعد منا وهذه الدوائر تسمى الحدود الشخصية.

أقرب دائرة لجسم الإنسان هي الدائرة الحميمية وقطرها 20 – 30 سم حول الجسم.

وهذه الدائرة لا يجب اقتحامها من أي شخص مهما كانت درجة قربه إلا بإذن الشخص نفسه وكلما كانت العلاقة رسمية اتسعت الدائرة لتكون حوالى 50 – 150 سم حولنا.

وعلى هذا فإن أنف الإنسان أقرب من أقرب نقطة للدائرة الحميمية واقتحامها ولمسها من الطبيعي أن تثير غضبنا بشدة

هذه العنوان وهذه الفكرة هي مجرد مدخل لفكرة الحدود الشخصية.

أولًا ما هي الحدود الشخصية؟

هي القواعد وطرق التعامل النفسي والجسدي التي تشعر معها براحة وسكينة وحرية.

اقرأ أيضًا الحدود الشخصية في علم النفس

امسك أنفى من فضلك
امسك أنفى من فضلك

القواعد الجسدية والمادية

أوضحها وأسهلها وهي مسألة التعامل الجسدي مع الآخرين، من يقف عن بعد، من يقترب، من يلتحم معك جسديًا، من ينظر في كتاب تقرؤه أو في موبايلك أو أثناء إجراء معاملة بنكية أمام ماكينة صرافة.

أراك تبتسم الآن وأنت تتذكر من مواقف عديدة تم اقتحام كل هذه الأمثلة للحدود الجسدية والمادية تحت مسمى العشم أو الصداقة أو حتى المساعدة أو الحماية.

وكلها شماعات يعلق عليها الآخرون أسباب اقتحامهم وعدم احترامهم لخصوصيتك.

ولكي نحمى حدودنا الشخصية علينا أولًا أن نعرفها جيدًا ونسميها لأنفسنا أولًا ومن ثم نستطيع وضعها للآخرين.

أولها وأكثرها وضوحًا: الحدود الجسدية والشخصية

درجة القرب الجسدى والتلامس أثناء الحديث معك.

فمن حقك أن تمنع أي شخص من لمسك أو الاقتراب منك حتى ولو للتعبير عن حبه لك طالما أنك لا تحب ذلك.

كذلك حدودك في عدم السماح لأى شخص بالتحكم أو التعليق أو النقد لمظهرك أو طريقة كلامك أو شكلك بل ويعتبر هذا من باب التنمر لو حدث.

ولتصنيف حدودك المادية كل ما يتعلق بك من أشياءك الخاصة سيارتك، غرفتك، حقيبتك – الخ وبالطبع موبايلك.

هناك أيضًا حدود الوقت الخاص بكِ، وقتك ملكك وحدك، أنتِ من تقررين ما ستفعلين به، أولوياتك، خططك اليومية والمستقبلية.

من تتزوجين، متى تنجحين، وكلما زاد وعيك بإدارة وقتك وأهدافك كلما كنت أكثر حكمةً و حفاظًا على حدودك الزمنية.

الحدود الجسدية والشخصية
الحدود الجسدية والشخصية

وإذا كنا نتحدث عن الحدود مع الآخرين فالحديث عن الحدود من العلاقات ضروري جدًا

أنتِ فقط من يحدد شكل العلاقة بمن حولك وطريقة التعامل بينكم، سواء رسمية، ودية، صداقة، أو زمالة.

وحقيقة اختراق هذا الحد قد يكون نحن من يسمح به.

تعاملنا مع الجميع بنفس ذات اللطف والقرب والحميمية رغبةً منا أن ننال رضا الآخرين عنا.

وهذا ما يثبت كثيرًا في دخولنا في علاقات مؤذية مرهقة تستنزف طاقتنا.

ومن حدود العلاقات إلى الحدود العاطفية التي هي جزء من أي علاقة

أن يتم اقتحام مشاعرك أو استغلالها أو ابتزاز تعاطفك ودعمك باستمرار من جانب قريبة أو صديقه بدعوى الفضفضة والحديث والشكوى.

هذا أيضًا مما يستهلك طاقتك.

مما لاشك فيه أن دعم الآخرين إذا احتاجوا ذلك منا أمر جميل ومطلوب ولكن هناك من لا يهتم إلا بشكواه فقط لا متبادل معك المشاركة.

فقط يأخذ من طاقتك وروحك ثم ينصرف هؤلاء من مصاصي الطاقة عليكِ أن تحذريهم وتنتبهي لهم ولحدودك العاطفية معهم.

قد يهمك أيضًا العلاقة الصحية والتوازن بين الحميمية والحدود الشخصية

الحدود العاطفية
الحدود العاطفية

وأخيرًا حدوك الفكرية والعقلية

من حقك أن تكون لكِ آرائك الخاصة ومعتقداتك وأن تحترمي الرأي الآخر هو أول خطوة لإجبار الآخر على احترام رأيك.

والحقيقة أن مواقع التواصل سهلت على الكثيرين اختراق كل الحدود وخاصةً الحدود الفكريةز

فأصبح من السهل جدًا أن يهاجمك أى شخص ويلقي عليك الاتهامات والأحكام لمجرد أنكِ تختلفين عنه فكريًا.

لذلك اعلمي عزيزتي أن مواقع التواصل ليست المكان الأفضل للمناقشات وإبداء الآراء.

وأخيرًا كما يقول المثل المصري “الحياة من غير ناس ما تنداس” نحن نحتاج التواصل مع بعضنا البعض ولا يمكن أن تنعزل عن الآخرين.

وليس معنى وضع حدود شخصية أن ننغلق على أنفسنا.

لكن علينا أن نكون أكثر وعيًا بأنفسنا، بأفكارنا، وبأهدافنا، ما نحب وما نكره ثم على وعن مماثل بمن حولنا.

وكلما زاد هذا الوعي كلما صرنا أكثر تحكمًا وسيطرة على حدودنا بشكل جعلنا نستمتع بالعلاقات مرة بأقل قدر من الجهد والمعاناة.

وأمي أطال الله في عمرها، دائمًا تنصحني بأن شكل أي علاقة يتحدد في أول تعامل بين الطرفين والحدود التي توضع بشكل راعٍ من البداية.

لأنه دائمًا هناك “أول مرة”.

لذا؛ راجعي علاقاتك وأعيدي بناء حدودك وتقويتها لتنعمي بخصوصيتك.

حدوك الفكرية والعقلية
حدودك الفكرية والعقلية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.