الفرق بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي

الصحة النفسية هي الحالة التي يمر بها الشخص عندما لا يعاني أي اضطراب أو مرض نفسي، وقد يظن البعض أن المرض النفسي والاضطراب هما شيئًا واحدًا، إلا أن الفرق بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي كبير وسنتعرف عليه اليوم.

الفرق بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي

يغيب عن عقل البعض وجود الفرق بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي ، خاصةً لدى غير المختصين بمجال الصحة النفسية والطب النفسي، إلا أن التفرقة بين المصطلحين هام للغاية خاصةً من قبل المختصين بالمجال، حتى نعي الحالة التي نتعامل معها، ما الذي يُِتوقع منها، والنمط الذي يمكن اتباعه في العلاج والمتوقع منه، وللتمييز بين الاضطراب والمرض النفسي تابع ما يلي:

المرض النفسي

مجموعة أعراض معينة تظهر على المريض لمدة 6 أشهر كحد أدنى، ينتج عنها عدد من التغيرات الواضحة بمسار الحياة ونمط التفاعل مع الأشخاص، تتسبب في عدم القدرة على التكيف مع الأجواء رغم ممارسة كل هذا بشكل طبيعي قبل الإصابة.

يتميز المرض النفسي باستبصار المريض له به، بمعنى أنه يدرك تمامًا معاناته من مشكلة ما.

ما هي أسباب الأمراض النفسية ؟

تتعدد أسباب الأمراض النفسية بين:

  • أسباب وراثية تنتقل من الآباء للأبناء على الچينات، وتعد الچينات هي العوامل المحفزة للمرض عند توفر الوسط الملائم لتطور المرض.
  • أسباب بيئية، تعد الأسرة هي بيئة الطفل الأولى، إن صحت صحّ معها الطفل ونضج سويًا حاليًا من الأمراض النفسية، وإن فسدت لعبت دور النواة التي ينتج عنها استعدادات المرض النفسي بمختلف أنواعه.
  • خلل وظائف المخ، يؤدي تغير نسب الهرمونات المختلفة من سيرتونين ودوبامين عن المعدلات الطبيعية لها إلى الإصابة بالأمراض النفسية المختلفة.

أمثلة للأمراض النفسية

تتعدد أمثلة الأمراض النفسية، ومنها: الاكتئاب بأنواعه المختلفة من أساسي، موسمي، ومزمن. والقلب بأنواعه المختلفة من اجتماعي، معمم، هلع، فوبيا، وسواس قهري وغيرهم.

قد يهمك أيضا: اكثر الامراض النفسية انتشارا

الفرق بين الاضطراب النفسي والمرض النفسي

الاضطراب النفسي

الاضطراب النفسي أو اضطراب الشخصية هو مجموعة سمات وصفات ثابتة تظهر على الفرد من صغر سنه إثر الظروف البيئية التي نشأ بها وأثرت بدورها في ظهور هذه الصفات، وتأخذ في التطور والتبلور حتى مرحلتي المراهقة وبداية البلوغ وتصير جزء لا يتجزأ من قناعات الفرد، عادةً ما يصعب تغيير هذه الصفات مهما واجه من مصاعب كنتيجة لها، ومهما اعترض المحيطين به بسببها، فقد صارت طبعًا يتحلى به ونمطًا لا يعرف سواه، ولهذا لا يستبصر صاحب الاضطراب النفسي بوجود أي مشكلة بحياته.

دائمًا ما يرى صاحب الاضطراب النفسي المشكلة بالآخرين لا به، وهو ما يزيد من الضغط النفسي، التوتر، والخلل بالعلاقات المختلفة، والذي قد بتوتر أحيانًا من مجرد قلق أو توتر لاكتئاب. نستنتج من ذلك أن الاضطراب النفسي قد ينتج عنه مشكلات نفسية إثر صعوبة تكيف الشخص الذي يعاني من الاضطراب مع البيئة من حوله.

ما هي أسباب الاضطرابات النفسية ؟

تتعدد أسباب الاضطرابات النفسية المختلفة بين:

  • أسباب وراثية: عادةً ما يكون للچينات دورًا هامًا في اضطرابات النفس، كما هو الأمر بالنسبة للأمراض النفسية، ولهذا يعد من الهام للشخص المعالج معرفة أي تاريخ خاص بالاضطرابات في عائلة الشخص الذي يعاني من الاضطراب النفسي.
  • أسباب بيئية: كلما زادت الإساءات التي يتعرض لها الطفل في طفولته كلما زاد احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية مستقبلًا.

أمثلة للاضطرابات النفسية

  • اضطراب الارتياب، ويكثر شك صاحب هذا الاضطراب بصورة غير منطقية، كما يقوم بتقديم دوافع سلبية دائمة للآخرين.
  • اضطراب انعزالي، لا يقدر صاحب هذا الاضطراب على التعبير عن عاطفته، يعاني من اللامبالاة، ويبتعد تمامًا عن تكوين أي علاقات اجتماعية.
  • اضطراب فصامي، ويعاني صاحب هذا الاضطراب من تشوهات بالإدراك.
  • اضطراب مضاد للمجتمع، ويعاني صاحب هذا الاضطراب من كثرة استغلاله لكل من حوله.

قد يهمك أيضا: الحدود الشخصية في علم النفس

فروق أخرى بينهم

المرض النفسي هو أي خلل يحدث بالوظائف المختلفة التي تتعلق بشخصية الإنسان، ويعد أحد أسباب وقوع المرض النفسي التداخلات المختلفة بين الظروف الخارجية، المادية، والاجتماعية معًا ببعض الأحيان كل ذلك مع الظروف الداخلية والتي تشير إلى العوامل الجسدية والنفسية.

يشعر المريض بعدم وجود أي حلول للمشاكل التي يعاني منها وهو ما يصيبه بحالة من اليأس التي قد تتطور للتوتر والاكتئاب، وهو ما يزيد من شعور الشخص بالضيق، عدم وجود هدف أو مراد من الحياة، وهو ما يدفع به تجاه الانتحار ووضع نهاية لحياته.

أما بخصوص الاضطراب النفسي فهو أحد الأمراض العقلية التي تقوم أي من أخصائي الصحة النفسية بتشخصيها، وذلك عبر التشويش على تفكير الحالة، إخراج المزاجية، زيادة التركيز على الإحساس بالموت، الألم، العجز، أو خسارة الحرية، ولإثبات حقيقة الإصابة ينبغي على المريض أن يصدر رد فعل يفوق الاستجابة أو رد الفعل الذي يتوقعه الطبيب، والجدير بالذكر أن كل من: اضطرابات الشخصية الحدية، الاكتئاب، انفصام الشخصية، سلوكيات الإدمان المختلفة، واضطرابات الطعام جميعهم يندرجون أسفل باند الاضطرابات النفسية.

هل يجوز تحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟

بالفعل يمكن للأمراض النفسية أن تتحول إلى أمراض عقلية في حالات الإدمان التي لا يتم علاجها، وهو ما يتسبب في ظهور اضطرابات الذهان الشديدة على المريض في صورة نوبات مستمرة تصيب عقل المريض بالجنون عقب القضاء عليه تمامًا بأحد المراحل.

هل يمكن للمرض النفسي أن يُعالج بدون طبيب؟

يختلف المرض النفسي والعقلي من حيث العلاج، وفي الحالتين يعد التشخيص الصحيح هو أول مرحلة حيوية بخطة علاج أي اضطراب نفسي أو إدمان أو أي من النوبات التي ترتبط بالسلامة النفسية، وببعض الحالات يرى الطبيب الكثير من للأعراض المتشابكة معًا وهو ما يكتب عملية التشخيص أكثر صعوبة، والجدير بالذكر أنه من غير الآمن وضع الافتراضات خلال مرحلة التشخيص دون الاستناد إلى أي دليل تقييمي لأن ذلك قد يزيد سوء ما يتعرض له المريض.

والجدير بالذكر أيضًا أن المرض النفسي يقبل العلاج بصورة نهائية تامة إذا لم يصب مرحلة خطرة، أما المرض العقلي فيتم معالجة العرض لا المرض، مع الحرص التام على تقليل محفزات المرض التي يتعرض لها المريض.
قد يهمك أيضا: الحالة النفسية واللسان

المصدر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.