النهاردة هروح أنا وجوزي حبيبي .. سندي وظهري والمسئول عني ماديا ومعنويا نعمل شوبنج عشان نشتري إحتياجات البيت الشهرية .. ودي أول مرة هننزل فيها مع بعض .. لما كنت في بيت أهلي كان ده من أجمل أيام الشهر .. نروح نجيب الحاجات اللي نفسنا فيها وفاكرة كويس لما ماما تبقي عايزة تجيب حاجة بابا شايف أنها رفاهيات أومالهاش لازمة زي الكورن فليكس مثلا أو شاور جيل بالخوخ .. بابا كان يقولها “لأ ..لازمته إيه, جيبي الضروريات الأول وبعدين نشوف اللي انت عايزاه ” كانت تقوله حاضر وأول مايمشي تقوم حاطة اللي هي عايزاه ويتفاجئ عند الكاشير وطبعا ده بالنسبة لنا كان موقف كوميدي ونظرة بابا وهو بيشوف الحاجة عند الكاشير ويبص لماما بغيظ وماما بتضحك يقوم هو ضاحك وكلنا نضحك والكاشير مش فاهم حاجة .. فقلت أنا بقي هعمل زي ماما أوهبدأ حيث انتهت أمي..
دخلنا السوبر ماركت وإبتدي عندي احساس سعادة غير مفهوم كأني طفل صغير وهو فكرني ببابا بس مش لما كان بيجي معانا الشوبنج .. لما أبوه مات !!
شديت العربيه كان ناقص بس أقوله حطني علي العربية و زُق .. بس وشه ماكنش مشجع .
أقراء أيضاً : دور برد .. هموت” حلقة جديدة من مقالات | يوميات زوجة سعيدة جداً”
دخلت الأول قسم المنظفات .. ابتديت أحط صابون مواعين .. صابون غسيل أوتوماتيك .. كلوركس .. وكل ما أجيب حجم كبير.. يغيره هو ويجيب الحجم الأصغر !!
أبص له بضيق يمكن يفهم .. لكن ولا الهوا , لما اتخنقت .. قلتله ” هو انت بتعمل إيه؟ أنا عايزة الحجم دة عشان يقعد لأخر الشهر” ..هو يرد ببرود ” ماهو الحجم دة هيقضينا ” عارفين لو بيتعصب .. هيخليني أخد وأدي .. لكن ده متخذ سياسة “خليك تنح مايقدرش عليك البجح ” .. !! مشينا ورحنا قسم المأكولات ..ابتديت أحط الجبن ..
أحط الجبنه يقوم شايلها .. أحط نوع تاني يقوم شايلها .. سألته .. “هو أنت بتشيلها ليه ” ” أصل ما بحبهاش ” !! شفتوا كده بالذمة ؟! هو ما بيحبهاش وأنا نجفة في البيت !! قطة هاكل بواقي أكله , فاكرين لما قلتلكم أنه ساعات بينسي انه معاه حد ؟..الغريبة أني واقفة قدامه وبتكلم معاه مفيش مجال أنه ينسي يعني اني معاه !! المهم قلت له” لأ بقي أنا بحبها ” ووقفت وبصيت في عنيه بتحدي, وابتديت أسترجع مواقف كتير أوي كنت بشوفها قبل ما أتجوز كنت أنا وأصحابي لما بنشوف زوجين بيتخانقوا في محل ملابس أو سوبر ماركت .. وكنا نقول ايه الست الغريبة دي .. ماتتخانق لما تروح البيت , إيه المنظر دة .. الحقيقة من هنا إتعلمت ما أحكمش علي حد واللي إيده فيها دبلة الجواز مش زي اللي مافيهاش !!
طبعا بعد نظرة التحدي دي هو سابني ومشي بعد رمي جملة سريعة كدة فحواها اني أجيب علي قدي !!
أقراء أيضاً : الحلقة الرابعة من سلسلة مقالات | يوميات زوجة سعيدة جداً
سابني شوية علي أساس أنه اتقمص, وبعدين رجع تاني كنت أنا بقي في العشر دقايق دول جبت كل اللي نفسي فيه , شوكلاته وبسكوت ورحت قسم المخبوزات وجبت كيك وبيتي فور تقريبا أنا كنت بنتقم .. هو جه بص لي كدة وبص للعربية وقالي .. “هو أنت هتاكلي كل الحاجات دي ؟ “, بصيت له بإستغراب وقالت ” أه هاكل كل الحاجات دي أومال هجيبها ليه “بس الحاجات دي ثقيلة أوي ” أنا اللي هشيلها ” ابتسم ابتسامة غريبة وقال لي ” أوكيه “, رحنا علي اللحوم والفراخ لقيته جه بسرعة جنبي ” جيبي فراخ بس بلاش لحمة ” .. “ليه ؟ ” بعد تردد قال ” علشان .. عشان حملة مقاطعة اللحمة لمحاربة الغلاء ” .. جزيت علي أسناني اللي قربت تنكسر من كتر الجز .. ” حاضر ” ..راح قالي ” عشان مصر ” .. ياواد يا وطني
روحنا نحاسب بقي لقيته بيحط حاجات علي جنب كدة .. الشكولاتة والبسكوت وكل الحاجات اللي جبتها وهو مش موجود .. وانا مش فاهمة فساكتة , راح محاسب علي الباقي !
فبصيت له قوي كدة .. ” أنت بتعمل ايه ؟” فبص لي بابتسامة عاملة زي ابتسامة السفاحين وقالي ” مش انتي قلتي أنا هشيلها , شيلي بقي “وراح شايل الأكياس اللي حاسب عليها وخرج !!
أنا طبعا رسمت ابتسامة عشان الناس والكاشير اللي بيتفرج علينا .. بس دموعي كانت محبوسة , روحنا البيت ومن غيظي حطيت طبق في من كل الحاجات اللي جبتها و قعدت في الليفينج ولقيته جاي يقعد جنبي و هياكل من الطبق .. لقيت وحش خارج من جوايا .. ولقيت نفسي بضربه علي أيده بعزم مافيا , هو اتخض وأنا كمان بصراحة من صوت الطرقعة .. وبس .. لا هو أتكلم ولا أنا , راح علي أخر الكنبة ومسك الريموت ووشه في التلفزيون وأنا قعدت أكل من الطبق !! الغيظ يعمل أكتر من كدة .