تنقسم الشخصيات في علم النفس إلى أنواع عديدة، أحد هذه الأنواع هو الشخصية الكتومة التي لا يسهل عليها البوح بما لديها، ومن ثم لا يسهل فهمها أو فهم كيفية التعامل معها، تابعوا معنا اليوم لكل ما يخص هذه الشخصية.
الشخصية الكتومة
الشخصية الكتومة من الشخصيات التي يتسم أصحابها بالهدوء، كثرة الاندماج مع الأفكار والمشاعر الداخلية عوضًا عن التركيز مع أي مشاعر أو أفكار خارجية، مما يزيد من هدوئهم، كما يقلل من تفاعلهم مع البشر إذا ما قارنّاهم بالغير، الجدير بالذكر أن هؤلاء الأشخاص يمتلكون أكبر قدر من التحفظ، فلا يمكنه أن يمنح أي إنسان الثقة ليتحدث معه سوى بعد معرفته جيدًا، حتى يتمكن من التعامل والتفاعل بأمان.
قد يهمك أيضا: صفات الشخصية الكتومة
بم تتميز الشخصية الكتومة؟
تتميز الشخصية الكتومة بعدد من الأمور التي يمكن من خلالها التعرف عليها، ومن هذه الأمور:
- تفضيل الكتابة عن الحديث، عادةً ما تجد هذه الفئة من الأشخاص راحتهم في التنفيس عن مشاعرهم بالكتابة عوضًا عن الحديث عنها.
- قلة عدد الأصدقاء، لا ينفي هذا وجود أصدقاء أو تفاعل، إلا أن الأمر يكون محدود للغاية، فالّنسبة لهؤلاء الأشخاص علاقة واحدة قوية ودائمة أفضل من عشرات العلاقات السطحية.
- التأخر في التعبير عن الرأي أمام الغير، قد يصل الأمر إلى كونه آخر من يبدي رأيه في كل مرة يُطلب بها وسط جماعة من البشر، وذلك لعدم سعيه لنيل إعجاب أي شخص، بل يفسح الطريق للآخرين لتصدّر الموقف. قد يفسر البعض ذلك بقلة علمه أو إلمامه بمحوى الحديث؛ إلا أنه تفسير غير صحيح، كل ما بالأمر أنه لا يهتم لخطف الأضواء فحسب.
وبها صفات محددة مثل
- الاستمتاع بالوحدة، تفضل هذه الشخصية قضاء الوقت في عزلة دون أي شريك، إلى جانب ممارسة بعض الأمور المفضلة كسماع الموسيقى، قراءة كتاب، مشاهدة فيلم، أو حتى بالرسم والتلوين إذا كانوا من هواياته.
- الميل إلى العمل بشكل منفرد عوضًا عن العمل في جماعات، فالفردية وإن لم يفضلها البعض؛ تجعله أكثر قدرة على الإنجاز بفضل تضاعف تركيزه وعدم وجود أي مما يشتت انتباهه، وهذا لا ينفي قدرته على العمل في جماعة بإتقان.
- التعلم من الأشخاص المحيطين به، نظرًا لما تتميز به هذه الشخصية من رغبة في الصمت ومتابعة الأحداث من حوله فحسب؛ فهو متعلم جيد، لا يحتاج إلى وقت طويل لتعلم أي مهارة أو أمر جديد. كما أن هذه الشخصية متأنية في قراراتها ولا تميل إلى التسرع أبدًا؛ مما يجنبه الكثير من الخسائر.
- شديد التركيز نحو كل ما يُطلب منه، وهو ما يجعله من النوع المنتج الذي يمكن الاعتماد عليه لكفاءة إنتاجه.
- شديد الوعي بذاته نظرًا لتَركيزه على ما لديه من أفكار ومشاعر داخلية، إلى جانب ميله لفحص ما يمر به من تجارب، كما أن أصحاب هذه الشخصية في حالة من السعي الدائم لاكتشاف ذواتهم والتعرف عليها بشكل أكبر.
طرق للتعامل مع أصحاب الشخصية الكتومة
إذا كنت تمتلك شخصًا كتومًا بحياتك، إليك أكثر طرق التعامل المضمون كفاءتها ونتائجها التي يمكن اتباعها معه:
- تقبل هذا الشخص الكتوم مهما كان ما هو عليه، مع الحرص على عدم التعبير له عن مدى اختلافه عن الآخرين.
- الالتزام بالصبر قدر الإمكان خلال أي تعامل معه.
- محاولة كسب قلبه، جعله يشعر بالأمان، وجعلك أحد الأشخاص الذي يمكنه الوثوق بهم والتعبير عن كل ما بداخله لك.
- تفهم ما هو عليه، وما تتميز به شخصيته عن الآخرين، وهو ما سيجعَله ينخرط في الحديث عن ذاته دون أي إحساس بالخوف خشية أي أحكام تصدر عليه.
- تركه يكمل ما بدأ من حديث دون أي محاولة لمقاطعته، يمكنك تأخير أسئلتك وطرحها مرة واحدة عقب انتهائه إذا ملكت أي أسئلة.
- إظهار احترامك وتقديرك له، وعدم محاولة الاعتراض على شخصيته أو حبه للكتمان.
- البعض عن الشدة، الغلظة، أو الاقتضاب عند توجيه أي سؤال له، والحرص على عدم التطفل على خصوصياته أبدًا إذا لم يسمح هو بذلك.
- حسن اختيار العبارات التي تتواصل معه من خلالها.
- الابتعاد عن اللوم أو النقد، فهو لا يشعره سوى بالحسرة والندم ويدفع به للابتعاد عن الناس فحسب.
- تحري الصدق معه قدر المستطاع، فهو أكثر ما يفضل أصحاب هذه الشخصية، ولا نلوم عليه أبدًا إذا التمس تلاعبك به أو كذبك عليه.
قد يهمك أيضا: مفاتيح الرجل الكتوم
هل الشخصيّة الكتومة مشكلة نفسيّة؟
قد يجد البعض الشخصية الكتومة من الشخصيات غير المريحة من الجانب النفسي، والتي يشّق التعامل معها؛ وذلك لما يوجد من مصاعب بتفهّم مشاعرها، إلا أن هذا لا ينفي مميزاتها أبدًا؛ خاصةً إذا نجحت في فهمها والتوصّل لِمفتاحها.
مشاعر الشخصية الكتومة
ربما يشعر أصحاب الشخصية الكتومة بمحاصرة بمشاعر التجنب والرغبة في الهرب، ولهذا نجده يتجنب معظم التعاملات مع الآخرين لعدم رغبته في مواجهتهم، كما أن حالة الصمت الدائم التي تخيم عليه هي طريقته المثلى في التعبير عن الخوف تجاه رد أفعال الآخرين حول كيفية حديثه وما لديه أفكار.
مما قد يثير عجب البعض أن أصحاب الشخصية الكتومة يكونون غاية في الإعجاب بذواتهم أو أنفسهم، بل قد يصل الأمر بهم للاستخفاف بغيرهم، وهو ما يجنبهم التعامل بناءً عليه لقلة توفر الكفاءة المطلوبة لسماع الآراء والأفكار.
يعتقد البعض أن أصحاب هذه الشخصية قد لجأوا للصمت لعدم رغبتهم في الانفتاح على الآخرين، ربما إثر صدمة أو واقعة نفسية أليمة تعرضوا لها، أو ربما بسبب تعرضهم للمضايقات والتنمر على مدار أي مراحل حياته العمرية.
قد يكون صاحب الشخصية الكتومة أحد مرضى رهاي الانفصال كذلك، الأمر الذي يدفع به لتجنب أي إفصاح عن أفكاره، معتقداته، أو مشاعره خشية الهجر وحيدًا.
قد يهمك أيضا: أنواع اضطرابات الشخصية
المصادر