الحدود الشخصية في علم النفس

الحدود الشخصية هي مجموعة القواعد والمبادئ التي يحيط كل منا ذاته بها، حتى يتحدد لذاته وللآخرين كل ما هو متاح، معقول، وآمن في التعاملات اليومية، و الحدود الشخصية في علم النفس هامة للغاية، تخطيها أو تجاهلها يؤدي إلى مشكلات عدة.

الحدود الشخصية في علم النفس

إن الحدود الشخصية في علم النفس هي القيم، القواعد، والمبادئ التي يخلقها كل منا لذاته لتحديد وضمان تعامل آمن بينه وبين الآخرين، آلية ردود فعله على أي تعدي يحدث بحقه، تبنى أو تحدد هذه الحدود والقيم عبر خليط من الآراء، المعتقدات، الخبرات السابقة، المواقف، والتعلم الاجتماعي.

قد يهمك أيضا: الحالة النفسية واللسان

أنماط الحدود الشخصية

طبقًا لنينا براون فإنه يوجد 4 أنواع أساسية للحدود النفسية، وهم:

  • الشخصية اللينة: والذي يندمج أصحابها مع حدود الشخصيات الأخرى بسهولة، وتتميز هذه الحدود بسهولة التلاعب بها.
  • الشخصية الاسفنجية: تجمع هذه الشخصية بين اللين والصلابة، وهي من الشخصيات التي تسمح بحدوث حالة عدوى عاطفية أقل شدة من الشخصية ذات الحدود اللينة، إلا أنها تظل أكثر من الشخصية ذات الحدود الصلبة، ويتسم أصحاب هذه الشخصية بعدم الثقة فيما هو مسموح وما هو غير مسموح بتعاملاتهم.
  • الشخصية الصلبة: ويتسم صاحب هذه الشخصية بالانغلاق على ذاته وبناء سور أو حاجز حولها لمنع وصول الآخرين إليها سواء من الجانب العاطفي أو المادي، وهو ما يحدث عادةً عند التعرض لاعتداء جنسي، نفسي، عاطفي، أو جسدي. بعض الشخصيات الصلبة من النوع الانتقائي، ويقصد بذلك اعتمادهم على ظرف أو مكان أو زمان، وفي الغالب تعتمد على خبرات قديمة سلبية من مواقف مشابهة.
  • الشخصية المرنة: تتشابه هذه الشخصية مع الصلبة الانتقائية بشكل كبير، إلا أن المرنة أكثر اتساعًا من الصلبة. يقوم الشخص بتقرير المسموح وغير المسموح بالنسبة له، يقاوم أي تلاعب أو عواطف ولا يسهل استغلاله.

كيف توضع الحدود الشخصية؟

لا يستطيع البعض تحديد حدود شخصية لذاته، وهو ما يجعله عرضة التصرفات غير المقبولة، لذا ينبغي وضع حدود رادعة، ويكون ذلك من خلال:

فهم أهمية الحدود في زيادة احترامك لنفسك واحترام الآخرين لك.

قرر من تكون وماذا تمثل، فإذا لم تحدد المقبول بحياتك ستصبح شخصًا يصعب سحبه إلى أي موقف أو سلوك غير ملائم له، لذا تذكر دائمًا أن الحدود هي التي تحدد شخصيتك والمقبول والمرفوض بالنسبة لك.

لا تحتفظ بأي حدود شخصية مضرة لك أو للآخرين من حولك، ولهذا قم بتحديد الحدود الهامة بالنسبة لك، حافظ عليها، والتزم بها.

حاول التوفيق بين القرارات والعواقب، ما المفيد في الانتظار لمعرفة عاقبة القرار وقت اتخاذه؟ الانتظار لن يغير من طبيعة النتيجة وتصنيفها كإيجابية أو سلبية، ولهذا عوضًا عن إهدار الوقت، قم بتحديد ما تريد إنجازه في وقت سابق، ثم اسع لتحقيقه بكل ما أوتيت من قوة وجهد.

قد يهمك أيضا: أسئلة موضوعية عن الصحة النفسية

فعلى سبيل المثال

أخبر المحيطين بك والمقربين منك إمكانية التواصل معك بصورة يومية قبل تمام التاسعة مساءً، وأن هذا آخر موعد يمكن لأي شخص التواصل معك، ولن تستجيب لأي تواصل عقب هذه الساعة، وبناءً عليه إذا تلقيت بريدًا يطلب منك العمل بعد هذه الساعة، قم بالاعتذار عن العمل، أخبره بأنك ستؤجله لليوم المقبل لأن الوقت قد تجاوز التاسعة.

احرص على أن تكون مرنًا في الوقت ذاته، فالالتزام بالحدود واحترامها لا يعني انعدام المرونة، وإياك والظن أنه بإمكانك نقش ما حددت لذاتك على أحد الألواح الحجرية، فأنت بلا شك ستتعرض لكثير من الحالات التي تتطلب منك التخلي عن مبادئك، فهذا سيكون أكثر ملائمة ومنطقية من الثبات عليها.

وأخيرًا ننصحك بمراعاة كلا الأمرين في جميع ظروف حياتك؛ فعلى سبيل المثال قد تضطر للعمل بعد تمام التاسعة مساءً في بعض الحالات الهامة والطارئة، ولهذا عليك أن تكون قادرًا على تقديم حكم سديد للعوارض المختلفة التي قد تتعرض لها.

حاول تغيير ذاتك ودع الآخرين وأمرهم، لا تتمنى تغير الناس إذا تعرضت لبعض محاولات تغييرك وإبعادك عن الطور الذي اعتدت عليه؛ بل احرص على تغيير ذاتك والتمسك بحدودك ومبادئك إذا كانت صحيحة، أو البحث عن وضع ومبادئ أفضل إذا كان لديك مشكلة في نظرتك للأمور على سبيل المثال، فإذا ثبت لك وجود مشكلة قم بتغيير عقليتك حتى يزداد استعدادك لمواقف الحياة المختلفة.

تعلّم قول لا، البعض يخشى قول لا، وفي الحقيقة لفظة لا من الألفاظ التي لا يجب أن نخشاها مهما حدث، بل علينا أن ندرب أنفسنا لتحسن استخدامها في الموقف المناسب والزمان المناسب، وذلك إذا كنا نطمح للسعادة والنجاح.

يقول وارن بافيت بخصوص هذا أن: الفرق بين الناجحين بالحياة وغيرهم من الأشخاص هو قول كلمة لا لكل شيء بالحياة تقريبًا. فإذا تعارض الأمر مع ما لديك من مباديء وقيم، وجب الرفض في الحال.

أهمية الحدود في العلاقات

للحدود أهمية كبيرة في الحياة والعلاقات بمختلف أنواعها، فلولا وجود الحدود بأي علاقة لما عرف أي منا ما عليه من مسؤوليات، ولما استطعنا احترام خصوصيات الغير، ولما كفل لكل منا حريته المطلقة في التصرف – ما دام لم يؤذي أحدًا-.

إن تحمل مسؤولية حياة كل منا يفتح لنا الكثير من الخيارات. كما أنه لا غنى عن الحدود في تحديد سمية وسوء العلاقة من عدمه، تساهم كذلك في معرفة العلاقات الجيدة الإيجابية لنحافظ عليها ونحتفظ بها. فلا ينبغي على أي شخص أن يستمر في علاقة تعرضه لأي من صور الأذى الجسدي، النفسي، أو المادي، وكذلك الأمر بالنسبة للإحباط.

احرص دائمًا على أن تبقى بعيدًا وأن تنتظر لترى السمات الحقيقية للتغيير. فكم من شخص تسرع بدعوى الغفران بمنح الثقة لشخص آخر، دون أي دلالات على التغيير. تذكر أنه يمكنك الغفران، لكن حذاري أن تعطي الأمان قبل رؤية تغيير أكيد.

قد يهمك أيضا: مقدمة عن الأمراض النفسية

ما هي الحدود الشخصية في علم النفس؟

هي حدود نفسية وعاطفية نضعها لحماية أنفسنا من الاستغلال أو التلاعب أو الإيذاء من قبل الآخرين. تحدد هذه الحدود ما هو مقبول وما هو غير مقبول في سلوك الآخرين تجاهنا، وتساعدنا على الشعور بالراحة والأمان في علاقاتنا مع الآخرين.

أنواع الحدود الشخصية:

  • الحدود الجسدية: تحدد ما هو مقبول من اللمس الجسدي وما هو غير مقبول.
  • الحدود العاطفية: تحدد ما هو مقبول من المشاعر وما هو غير مقبول.
  • الحدود العقلية: تحدد ما هو مقبول من الأفكار وما هو غير مقبول.
  • الحدود الروحية: تحدد ما هو مقبول من المعتقدات والقيم وما هو غير مقبول.

أهمية وضع حدود شخصية في علم النفس:

  • حماية نفسك من الاستغلال أو التلاعب أو الإيذاء: تساعدك الحدود الشخصية على حماية نفسك من الأشخاص الذين قد يحاولون استغلالك أو التلاعب بك أو إيذاءك.
  • الحفاظ على احترامك لذاتك: تُظهر الحدود الشخصية للآخرين أنك تحترم نفسك وأنك تتوقع منهم احترامك أيضًا.
  • تحسين علاقاتك مع الآخرين: تساعدك الحدود الشخصية على بناء علاقات صحية مع الآخرين مبنية على الاحترام المتبادل.
  • الشعور بالراحة والأمان: تُساعدك الحدود الشخصية على الشعور بالراحة والأمان في علاقاتك مع الآخرين.

كيفية وضع حدود شخصية:

  • حدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول في سلوك الآخرين تجاهك.
  • عبّر عن حدودك بوضوح وصراحة.
  • كن حازمًا في تطبيق حدودك.
  • لا تخجل من قول “لا”.
  • لا تسمح للآخرين بخرق حدودك.

مُلاحظات:

  • وضع حدود شخصية قد يكون صعبًا في البداية، خاصة إذا لم تكن معتادًا على ذلك.
  • قد تواجه بعض المقاومة من الآخرين عندما تبدأ في وضع حدود شخصية.
  • من المهم أن تكون صبورًا وأن تلتزم بوضع حدودك.

المصدر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.