التفكير الزائد في علم النفس قد يأتي كنتيجة طبيعية لأحداث والمواقف التي يتعرض لها الإنسان في حياته سواء في الماضي أو الحاضر، والتي تجعله يفكر فيها بشكل مفرط كونها تؤثر عليه بشكل أو آخر، وغالبًا ما يفرط الأفراد في الأمور التي يأتي تأثيرها عليهم قويًا أو صادمًا، ومع ذلك في بعض الأحيان يصبح هذا الأمر مرهقًا نفسيًا، ليجد الشخص نفسه محصورًا في كم من الأفكار التي لا تفارق مخيلته يستعيدها من ماضيه وحاضره ويسقطها على مستقبله في أحيان كثيرة بخوف وقلق وعدم اليقين، ولا يستطيع كبحها مهما فعل.
متى يشكل الإفراط في التفكير أو الأوفر ثينكينج اضطرابًا نفسيًا، و كيف يمكن التغلب عليه؟ هذا وأكثر تعرفي عليه من خلال هذا المقال.
قد يهمك أيضًا: مرض الكذب في علم النفس أسبابه و الخيارات المتاحة لعلاجه
التفكير الزائد في علم النفس
يأتي الإفراط في التَفكير أولًا وقبل كل شيء كانعكاس للأفكار التي تدور في ذهن الشخص بهدف الوصول لحل مشكلة ما أو فهم موقف أو حدث معين.
ولا شك أن جميعنا قد أفرط في التفكير في أمر ما أو موقف أو شخص في وقت ما في حياتنا.
ولا يمكن اعتباره اضطراب نفسي حقًا إلا عندما تدور الأفكار في الذهن لتستمر لساعات دون أي نتيجة إيجابية.
ليجد الشخص نفسه عمليًا ساكنًا، مثل الهامستر الذي يدور في قفصه.
ويعرف هذا الاضطراب في علم النفس باضطراب الاجترار النفسي، ويأتي في شكل أسئلة داخلية مقلقة حول موضوع أو حدث أو موقف معين أو بخصوص مواقف و أحداث عديدة ومختلفة وعادة ما يكون متكررًا.
وغالبًا ما ينشأ الاجترار النفسي عندما يمر الشخص بموقف أو وقت صعب.
ومع ذلك فإن التفكير الزائد في علم النفس يعد طبيعيًا إلى حد ما، باستثناء عندما يصبح متكرر وغير اعتيادي بشكل مفرط، لدرجة أنه يتعارض مع مع أداء الشخص أو أنشطته اليومية.
وفي هذه الحالة يكون مرتبطًا باضطرابات القلق، مثل اضطراب القلق العام واضطراب القلق الاجتماعي.
وفقًا لأخصائية الأمراض العصبية سونيا لوبيان، إن الاجترار العقلي هو تفكير ذاتي التركيز يتضمن أفكارًا متكررة ومتطفلة يصعب ملاحقتها وبدايتها مفاجئة.
هذه الأفكار دائمًا ما تكون سلبية في طبيعتها، بينما التفكير في الإيجابيات يعد أمرًا إيجابي وصحي للغاية.
هل التفكير الزائد مرض نفسي ؟
كما أشرنا سابقًا، يمكن أن يكون الإفراط في التَفكير أمرًا طبيعيًا و حالة نمر بها كلنا في مرحلة ما من حياتنا.
ومع ذلك قد يشكل التفكير الزائد في علم النفس ما يعرف بالاجترار.
يقدم لنا كريستوف أندريه، وهو طبيب نفسي مشهور في فرنسا، إحدى الطرق التي يمكن من خلالها تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من الاجترار النفسي أم لا، وذلك بطرح 3 أسئلة:
- عندما “أفكر” هل يتحسن الوضع؟.
- هل ساعدني هذا في إيجاد حل؟
- إذا لم يجعلني ذلك أقرب إلى حل، فهل يمكنني رؤية المشكلة بشكل أوضح.
إذا كانت الإجابة بـ “لا” على كل الأسئلة، فأنت تعاني من اجترار عقلي، خلاف ذلك، فإن الأمر لا يتعدى كونه طبيعي.
تعرف أكثر: هل التفكير الزائد مرض نفسي ؟
مخاطر التفكير الزائد
اكتشف الباحثون مخاطر كبيرة للتفكير الزائد، والتي تظهر في:
- يمكن أن يضيع الشخص في الأفكار السلبية ووفقًا لها يصبح ذلك إدمانًا.
- يصبح طريقة عمل ذهنية يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب.
- يضعف اجترار الأفكار القدرة على حل المشكلات والتحديات التي يواجهها الشخص في حياته. لذلك عندما تفكر في كما أنه يؤثر على القرارات التي يجب اتخاذها.
- الأشخاص الذين يفكرون بإفراط يكونون أكثر توتراً من غيرهم ويستمر إجهادهم لفترة أطول.
- التفكير الزائد في علم النفس ، يشكل أحد الأسباب التي تجعل الشخص لا محال ذو إنتاجية ذهنية وبدنية ضعيفة، ويؤثر على كفاءته المهنية والاجتماعية.
- كما قد يقود صاحبه إلى الانعزال والإصابة بأمراض نفسية معقدة.
قد يهمك أيضًا: لحياة إيجابية سعيدة..هذه النصائح لطرد الأفكار السلبية من رأسك