تغيرت علاقات إنسانية كثيرة وأصابها ما أصاب الكثير في الحياة الاجتماعية من مد وجزر، فماذا عن علاقة الأم بابنتها؟
هل تغيرت أم تطورت فى عصر الانترنت ؟؟
أصبحت البنت لها اصدقاء كثيرون تستغنى بهم عن صداقة امها، وكان منذ فترة زمنيه ليست بعيدة اقوى علاقة صداقة هى بين الأم وبنتها، اما الان فمن بينهم من لا يحب تلك الصداقة أو منهن من تحاول صداقةبنتها ولكن البنت تضع حدود لتلك العلاقة
وقد زادت هذه الفجوة مع سهولة تواجد الانترنت في اي وقت واي مكان فأصبح هناك حاجز قوي بين البنت وأسرتها لانها تعيش مع اسرارها وعالمها الخاص علي النت
وعند سؤال بعض البنات
فقالت – طالبة ثانوى -: ” علاقتى مع أمى عادية، ليست صديقتى ولا أستطيع البوح لها بأى سر من أسرارى الخاصة، لأنها دائما تقلل من كلامى وتريد منى أن أكون مثل (فلانة وعلانة) وليس المهم ما أريده “.
وإتفقت معها طالبة جامعية اخري – قائلة: ” والدتى ليست صديقتى، فانا مرتبطة عاطفيا ويعتبر هو صديقى، اما أمى أتكلم معها فى امور عادية فى حياتنا بعيدا عن حياتى الخاصة “.
فأصبح النت ومواقع التواصل المختلفة هي البديل الذي تهرب اليه البنات وليس معني ذلك ان استخدام النت خاص بالبنات فقط و لكنهن اكثر استخداما من الاولاد الذين يقضون معظم أوقاتهم خارج المنزل معاصدقائهم
ان استخدام الإنترنت يفتح الباب واسعا امام الفتيات للإطلاع على ثقافات وحضارات مختلفة، وتعلم مهارات متعددة والتعرف الى اشخاص من كافة المستويات الاخلاقيه والدينية وايضاً السياسية وتحفزهالإستكشاف المزيد. وهذا من شأنه أن يثير شغفهن ويعزز ميلهن للإستقلالية وفتح آفاق جديدة.
وقد أوضح احد أستاذ علم الاجتماع – أن الإنترنت له آثاره السلبية التي تعود على الفتاة الممارِسة له، والتي يجب الحذر منها جيدًا؛ حفاظًا على بناتنا خاصة في سن المراهقة، وإن أهمَّ وأخطر هذه السلبيات يكمنفي انفتاح الفتاة المراهقة على المجتمعات الأخرى التي تحمل قِيَمًا وعاداتٍ وتقاليدَ مغايرةً تمامًا لقيم وعادات مجتمعاتنا الشرقية ومجتمعاتنا الإسلامية، ومن ثَم يؤثر ذلك على الفتاة، وتصبح لديها رغبة شديدة فيالاندماج مع طبيعة هذه المجتمعات الأخرى، وتبنِّي عاداتِها وتقاليدها التي ينهى عنها دينُنا وتقاليدنا ،كما أن تعامل الفتاة مع هذا العالَم الافتراضي المفتوح في ظل غياب الرقابة الدائمة والمستمرة من الوالدينِ، قديؤدي بها إلى أمور غاية في الخطورة، بل وتمثِّل كارثة في مجتمعاتنا، فقد نجد الفتاة ترتاد بعض المواقع غير المرغوب فيها، والتي تنشر مواد إباحية، أو قد تقع فريسة للمواقع التي تقوم باستغلال الأطفالوالمراهقين، هذا وإن تعامل الفتاة وتواصلها مع غيرها عبر الإنترنت. ومن هنا نركز علي أهمية إشراف الأهل أو المعنيين على نوعية هذه المواقع وهوية الأشخاص الذين يتحدثون معهن ، فالمراقبة والتدقيقهي خير وقاية والوسيلة الأمن للحمايه من فخ الإستغلال الإلكتروني. كما يجب عليهم إرشاد أولادهم وتوعيتهم لهذه المخاطر ليتمكنوا من حماية أنفسهم.
لكننا كن هذا لا يجعلنا نغضّ النظر عن الإيجابيات التي يوفرها الاستخدام الصحيح لهذه التقنية. فإستخدام الكمبيوتر من شانه تعزيز الثقافة التعليمية .فهو أحد أهم المصادر التي تساعد على الحصول علىالمعلومات، والتوسُّع في اكتساب المعرفة، والانفتاح على العالم، فلقد استطاع الإنترنت أن يجعل العالَم بمثابة غرفة صغيرة يمكن للجميع أن يتنقل فيها كيفما يشاء، ويعرف عنها ما يريد، وفي الوقت المتاح لديه،ولعل هذه هي الميزة الكبرى فيما يخص استخدام الإنترنت، ويضاف أيضًا لإيجابيات استخدام هذا العالم الافتراضي أنه يساعد الإنسان على التخلُّص من الخجَل المفرِط، ويجعل لديه القدرة على التعامل معالاخرين
مما يساعد الفرد على تكوين شخصيتِه وتحديد ملامحها منذ الصغر، إذا ما تم استخدامُه بالطريقة المثلى.
كيف تحمي ابنتك من مخاطر الانترنت ؟؟
يقع علي الأسرة الجانب الأكبر في توجيه أبنائهم وبناتهم نحو ما هو أفضل لهم، وذلك من خلال الحوار بين الوالدين والفتاة، وأن يكون هناك نوع من التوعية الدائمة لها، وبيان الطُّرق الصحيحة لاستخدامالإنترنت، حتى يكون ذلك حماية لها من الوقوع في الخطأ، كمايجب أن يكون الكمبيوتر في مكان مشترك يسمح للأبوين بمتابعة ابنتهم وهي جالسة عليه.
ضرورة أن تتعود الفتاة دائمًا على المصارحة مع والدتها، ومع من حولها؛ حتى يساعدوها في التوجه إلى الطرق الصحيحة، ويكونوا عونًا لها إذا ما أرادت أن تقلع عن شيء خاطئ تقوم به، أو موقف غريب تمربه .
التركيز علي وجود الله فهو رقيب علي تصرفاتنا يجعل الفتاة نفسها تنظر لأفعالها، و تجعلَ الله سبحانه وتعالى أمام عينيها،تراقبه في كل أفعالها.
الفراغ سبب رئيسي ودافع قوي للدخول في مغامرات سريه لملئ هذا الفراغ الذي تٌعاني منه الفتاة سواء كان فراغ عاطفي او اجتماعي
لذلك يجب الحرص علي شغل وقت الفراغ بالرياضة والعلاقات الاجتماعيه والمسؤليات الاسريه المختلفة ..
واخيرا .. يجب أن يعيَ الآباء والأمهات جيدًا أن بنات هذا الجيل تربَّوْا ونشؤوا في زمن سريع التطور غيرِ الذي تربَّوا فيه هم، ومن ثَم هناك اختلافات كثيرة بين هذا الزمان وذلك، وبالتالي يجب أن يوطِّنالوالدانِ نفسَيهما على أن يتعاملا مع أبنائهما وبناتهما وَفْق عقولهم، ووَفْق ما يرونه حولهم، ولا يتعاملا معهم بما تربَّوا هم عليه من قبل ..