الإجهاد والضغوط ..كيف يؤثران على مرض السكري

يحدث الإجهاد أو الضغط العصبي عندما يتسبب أحد العوامل في حث الجسم على التصرف وكأنه يتعرض لهجوم ما. يمكن أن يرجع الإجهاد إلى أسباب جسمانية مثل الإصابات أو الأمراض المختلفة، أو أسباب نفسية مثل المشاكل الزوجية أو الوظيفية أو مسائل أخرى تتعلق بالصحة أو المال.

عندما يتعرض الجسم لحالة من الإجهاد، يستعد لاتخاذ إجراء ما؛ يسمى هذا الاستعداد بردة فعل الهرب (التي تعرف بنظية الكر والفر لدى الحيوانات حينما تتعرض للخطر). في هذه الحالة، تبدأ هرمونات عديدة في التدفق. ويتلخص تأثيرها النهائي في توفير الكثير من الطاقة المختزنة -من الجلوكوز والدهون- للخلايا. تكون هذه الخلايا بعدها مبرمجة لمساعدة الجسم على الابتعاد عن الخطر.

ولكن لدى المصابين بمرض السكري، فإن ردة فعل الهروب لا تعمل بكفاءة. حيث لا يكون الأنسولين دائمًا قادر على السماح للطاقة الزائدة بالنفاذ إلى الخلايا، ومن ثم يتراكم الجلوكوز بكثرة في الدم.

كيف يؤثر الإجهاد والضغط العصبي على السكري؟

تتعدد مصادر الإجهاد والضغط العصبي فمنها المخاطر طويلة المدى. على سبيل المثال، يمكن أن يستغرق الأمر شهورًا طويلة للتعافي من جراحة خطيرة. تظل هرمونات الضغط العصبي المصممة للتعامل مع الخطر قصير الأمد مستيقطة لفترة طويلة. وكنتيجة لذلك، فإن التعرض للضغط لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

كثيرًا ما تكون أسباب الضغط طويل المدى إلى نفسية وذهنية وليست جسمانية في الأساس، فالعقل يتفاعل أحيانًا مع الأحداث غير المؤذية وكأنها تمثل خطر حقيقي. الإجهاد النفسي يمكن أن يكون قصير المدي مثل الإجهاد الجسماني، ومثال على ذلك: اجتياز أحد الاختبارات أو أن تظل عالقًا في إشارة مرور. ويمكن أن يكون طويل المدى مثل: العمل لدى مدير كثير المطالب أو الاعتناء بأحد العملاء من كبار السن. في حالة الضغط النفسي، يقوم الجسم بضخ هرمونات دون جدوى. حيث لن ينفع القتال ولا الفرار عندما يكون ‘العدو’ هو عقلك أنت.

في حالة المصابين بالسكري، يمكن للإجهاد أن يغير من مستويات سكر الدم بطريقتين:

  • الأشخاص الواقعين تحت ضغط عصبي شديد لا يجيدون الاعتناء بأنفسهم. قد يفرطون في المشروبات الضارة مثلًا ولا يمارسون أي رياضة، قد ينسون أو لا يتوفر لديهم الوقت الكافي لقياس مستوي السكر أو لا يخططون لتناول وجبات صحية.
  • هرمونات الإجهاد قد تغير من مستوى سكر الدم بطريقة مباشرة.

قام العلماء بدراسة تأثير الإجهاد على مستوي السكر لدى الإنسان والحيوان. كانت التأثيرات لدى البشر ذوي النوع الأول من السكر مختلطة؛ فبينما كانت مستويات السكر -لدي معظم الأشخاص الذين يعانون من ضغوط -مرتفعة، بينما كان البعض يميل مستوى السكر لديه إلى الانخفاض في ظل الضغوط العصبية المستمرة. بالنسبة لمرضى السكر من النوع الثاني، فإن الضغط العصبي يرفع مستوى سكر الدم. الإجهاد الجسماني مثل المرض أو الإصابة تتسبب في ارتفاع معدلات سكر الدم في المرضى من النوعين الأول والثاني.

تقليل الإجهاد الذهني:

إحداث التغيرات المطلوبة:

بوسع الإنسان التخلص من بعض مسببات الإجهاد في حياته اليومية مثل أن يختار طريقًا جانبيًا إذا كان الازدحام المروري يثير غضبه، أو إذا كان لا يشعر بالراحة في عمله، فمن الممكن أن يطلب نقله إن كان هذا متاحًا، أو إذا كان المرء على خلاف مع أحد الأصدقاء أو الأقارب، فربما يأخذ الخطوة الأولى في إصلاح ما بينهما لتصفية الأجواء. بالنسبة لهذه المشكلات البسيطة؛ يمكن أن يكون الضغط مجرد علامة أنه لابد من تغيير بعض الأمور.

هناك بعض الطرق لمكافحة الضغط والإجهاد:

  • بدء برنامج رياضي منتظم أو الاشتراك في فريق رياضي
  • تلقي دروس في الرقص
  • البدء في ممارسة هواية جديدة أو حرفة يدوية
  • التطوع في أحد المستشفيات الخيرية

طريقة التكيف:

هناك أمر آخر يؤثر على رد فعل الأشخاص تجاه الضغوط المختلفة ألا وهو التكيف، وهو كيفية تأقلم الإنسان مع ما يواجهه من ضغوط. على سبيل المثال؛ بعض الناس لديهم سلوك معين تجاه حل المشكلات فيقولون لأنفسهم: “ما الذي يمكن أن أفعله لحل هذه المشكلة؟”

فهم يحاولون تغيير موقفهم للتخلص من الشعور بالإجهاد الذي أعياهم.

بينما يفكر الآخرون في تقبل المشكلة بأن يقولوا لأنفسهم: “حسنًا، إن المشكلة ليست سيئة لهذه الدرجة.” وعادة ما تكون هاتان الطريقتان للتكيف مفيدتين. فالأشخاص الذين يلجئون إليهما يكون ارتفاع نسبة السكر في الدم لديهم محدود إزاء الإجهاد الذهني.

تعلم كيفية الاسترخاء

بالنسبة لبعض المرضى المصابين بالسكرى، فإن نظرية التحكم في الضغوط عن طريق العلاج بالاسترخاء تبدو مفيدة، على الرغم من أنه من المرجح أن تساعد هذه النظرية في علاج السكر من النوع الثاني أكثر من الأول. وهذا الرأي يبدو وجيهًا من الناحية العلمية؛ فالإجهاد أو الضغط الشديد يمنع الجسم من إفراز الإنسولين في المصابين بالنوع الثاني من السكر، لذا فالتوقف عن الإجهاد مفيد لهؤلاء المرضى. مرضى السكري من النوع الأول، لا تفرز أجسامهم الأسنولين، لذا فالتوقف عن الإجهاد لا يؤثر فيهم.

هناك طرق عديدة تساعد المرء على الاسترخاء:

  • تمرينات التنفس
  • العلاج بالاسترخاء المتقدم
  • ممارسة التمرينات الرياضية
  • استبدال الأفكار السيئة بأخرى إيجابية

التعامل مع الإجهاد المرتبط بمرض السكري

إن بعض مصادر الإجهاد لن تزول مطلقًا مهما فعلت، يعتبر مرض السكري إحداها. ولكن لا يزال هناك الكثير من الطرق لتقليل هذه الضغوط وأنت تعيش بمرض السكر. يمكن لمجموعات الدعم أن تكون مفيدة في مثل هذه الحالات. إن التعرف على أشخاص آخرين في نفس الظروف يقلل من إحساس المرء بالوحدة كما يمكن تعلم بعض الملاحظات أو الإشارات الخاصة بالآخرين والتي تساعدهم على التغلب على الإجهاد. يعتبر أيضًا التعامل مع تفاصيل الرعاية الذاتية لمريض السكر مثل طريقة تناول الوجبات ومباشرة العلاج وفحص مستوى السكر بانتظام مفيدًا للغاية لتقبل الأمر برضا ورحابة صدر. وأخيرًا يعتبر التحدث إلى أحد خبراء العلاج مفيدً في اكتساب بعض الحلول لمشاكلك فضلًا عن تعلم طرق جديدة لتغيير سلوكك الشخصي.

المصدر : www.diabetes.org

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.