الأطفال يرثون الذكاء من الأم وليس الأب

سيشعر الكثير من الآباء بالضيق من هذ العنوان ولكن هذا ما أكده العلم مؤخراً حيث وجدت  الأبحاث المعنية بعلم الوراثة أن عدد من البشر من المحتمل أن يكونوا قد اكتسبواالذكاء عن طريق الجينx  أي الجين الأنثوي، يقول الدكتور كيث ويت أن الكروموزوم إكس ( (x يحتوي على ألف من الجينات وحفنة منهم تؤثر على الإدراك.

كان من الحقائق المقبولة حتى عهد قريب أن للوالدين تأثير متساو على ذكاء أطفالهما في المجمل العام. ولكن بعد ظهور هذه الدراسة –في حالة ثبوت صحتها- أن النساء لهن التأثير الأكبر على مهارات الأطفال الإدراكية أكثر من الرجال.

ولكن علينا أن ندرك أن هذه الدراسة مثيرة للجدل إلى حد ما، حيث تثير معظم الدراسات التي تدعى كشف لغز الذكاء وكيفية أدائه الجدل العاطفي حولها.

بعيداً عن الجدل الحاد المثار حول الموضوع، فمن المفيد أن نقدم هذه النتائج ونفسرها بشكل موضوعي. تعتبر هذه الدراسة ممتعة للغاية و مثيرة للاهتمام

دور الكروموسومات اكس وواي X, Y:

يفتقد الناس الكثير من المعلومات الموثوقة عندما يتعلق الأمر بعلم الوراثة. لذا فمن المهم أن نعرف عدة حقائق ليسهل علينا قراءة باقي الموضوع واستيعابه على النحو الأمثل.

–    يشبه تركيب الكروموسوم شكل الخيط الذي يتكون من الأحماض النووية والبروتين التي تحمل بدورها المعلومات الوراثية.

–  يحمل كل كائن حي زوج من الكروموسومات في كل خلية

–  الإناث يحملن 2 كروموسوم اكس بينما يحمل الذكور 1 كروموسوم اكس و1 كروموسوم واي.

يُعتقد أن الإدراك يتأثر أساسا بكروموسوم إكس، لذلك فنظرياً المرأة هي صاحبة الأثر الأكبر في توريث الإدراكلأطفالها حيث تمتلك الإناث 2 كروموسوم اكس بينما يحمل الرجال كروموسوم اكس واحد فقط كما ذكرنا. ولكن هناك بالطبع العديد من العوامل النظرية المؤثرة بعيداً عن عدد الكروموسومات.

في هذه الدراسة، استخدم العلماء الفئران المعدلة وراثيا لاختبار هذه الفرضية. حيث اكتشف العلماء لدى اختبارهم للأجنة أن المواد التي تتحكم فيها جينات الأم نتج عنها حجم أكبر لكل من الجمجمة والدماغ بشكل غير متناسب. فضلاً عن ذلك، وجد العلماء بعض الملاحظات الطريفة منها أنهم تمكنوا من تحديد ستة أماكن في المخ تحتوي على جينات إما من الأم فقطأو من الأب فقط  كما انهم لم يجدوا أي مادة جينية من ناحية الأب في القشرة الدماغية -وهي المنطقة المسئولة عن الوظائف التنفيذية مثل اللغة والتفكير والتخطيط.

في الواقع أن فكرة كون الأم لها تأثير على ذكاء طفلها ليست جديدة. ففي عام 1984 قام باحثون من جامعة كمبردج بدراسة تطور المخ وتضمنتالدراسة تطور الجينوموالتكيف الجيني. وكشفت الدراسات أن جينات الأم تساهم بقدر أكبر في مراكز التفكير في المخ البشري.

وخلاصة القول أن نتائج هذه الدراسة والدراسات الأخرى ذات الصلة بالذكاء الموروث ستظل دوماً محل تقييم وجدل. وكما ذُكر، فإنه لا توجد دراسة علمية معنية بتطور ذكاء الإنسان ستحظى بالدعم الكامل. فإذا كان هناك ثمة خاتمة لهذا الجدل، فيمكن القول بأن للأمهات تأثير ملحوظ على قدرات أطفالهم الإدراكية. فالموضوع لا يتوقف على الجينات وحسب، حيث أن التغذية والتربيةيؤثران بشكل مباشر على النمو العقلي وهما مهتمان تقعان على عاتق الأم في المقام الأول، فضلاً عن أن الرابطة الخاصة بين الأم وأطفالها تمثل حافزا لهم لاكتشاف العالم والتعرف على الأحداث والمشكلات المحيطة. لذا يمكن القول بأن نتائج العديد من الدراسات تدعم الرأي القائل بأن قدراتنا العقلية نرثها من أمهاتنا.

شكراً يا أمي.

اسم الموقع: Power of Positivity.com

ترجمة وإعداد: أ/أمل كمال

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.