وكأن ماكان ينقص مجتمعنا سوى هذه السلسلة السفيهة لما يُسمى الإعلان غير المسئول .
تلك الإعلانات التى لاتراعي قيم ، ولا مشاعر الأخرين مُنذ عهد التفنن فى صناعة كُل ماهو غث قبيح لايراعى الأصول من تِلْك السخافات .
أظن أنه ماكان هناك داعٍ لهذه التسمية لهذا الإعلان السفيه الذى أطلقته حملة نوع من أنواع زيوت الطعام تحت هذا العنوان الغبى ثم تلاه عنوان غبى آخر ..
فكان الأول .. أنتِ عانس
ثم الثانى .. ضَل رجل ولا ضَل حيطة
أهذا يصح .. فى مجتمع تعانى نسبة كبيرة من فتياته من عدم الزواج ، والزواج المتأخر الذى يعد عقبة نفسية لعدد لابأس به من فتياتنا دون ذنب منهم سوى أنهم أحياناً يعيشون فى مجتمع ظروف شبابه وفتياته الاقتصادية صعبة ،
أو أن هناك شبابا عازفا عن الزواج أو أن هناك ماهو أعلى يقينا وهو القسمة والنصيب
إذن عما يتحدثون هؤلاء الجهابذة فى مجتمع
كهذا المجتمع الذي يكيل معظم من فيه بمكياليين
فبمزاجه ينتقض ! وبمزاجه يُمرر !
للأسف هذه حقيقة فٓنحن لسنا هذا المجتمع المتحضر الذى يترك كُل أنسان وشأنه
بل ينتفض كُل الأوضاع ، وبخاصة البنت التى تأخر زواجها أو التى لم تتزوج أو حتى التى طلقت أو التى زوجها توفى ، وهى مثلاً فى مرحلة الشباب لتقف الدنيا ولا تقعد !
لماذا ؟! الله أعلم
وكأن الدنيا هى رجل وإلا فلا !
ثم نطلق المسميات كالقذائف النارية دون محاسبة أو وقفة مع النفس
نعتبر أنفسنا أوصياء على تِلْك المسكينة أو غير المسكينة التى قد يحدث لها أٓى من المواقف السابقة لنطلق مسمياتنا
فهذه عانس لم يسعدها زمانها بسعادة فلان
وهذه فاتها قطار الزواج
” مايفوت ايه المشكلة ” والا ان شالله عنه ماوصل . بخايب الرجا
وهذه مطلقة لم تُحسّن عشرة سعادة فلان
وهذه أرملة قصفت عُمْر سعادة الباشا فلان
نحن لسنا فى مجتمع العدل ..
سنحيا ونموت ونحن نضع كُل الأشياء فوق رأس من جعل الله ” السكن والمودة والرحمة لايتحققوا سوى بوجودها
سنحيا ونموت ونحن لانرى أن هناك فتيات تصنعن نجاحات وهن غير متزوجات
سنحيا ونموت ونحن لانرى هذه الأرملة أو المطلقة التى حمدت الله أنها تعيش مرتاحة البال
سنحيا ونموت ونحن لا نعترف أن ضَل الحائط يحمى من مدمن مخدرات أو مجنون أو عديم النخوة والأنسانية مع كامل أحترامى لكل رجل يعرف قيمة بنات الناس