أمنية العمر الجديد” كتبته سهى فهمى”

 في نهاية كل عام …نتوقف لنتأمل أنفسنا و حياتنا و نبحث فيها عن شئ قد يميّزها عن باقي السنين الماضية …و ربما لا نجد ما يستحق التذكر سوى أن الحياة تمر على نحو ثابت لا تعبث به رياح التغيير …على نحو رتيب مُطَمئن لا يتزحزح عما ألِفناه و تعودنا عليه…و في هذا العام سأهديك أمنية مختلفة عما سبق من أمنيات كثيرة نهديها لبعضنا البعض دائما كل عام… لربما تكون هي اكثر ما تحتاج إليه في وسط ضجيج الحياة و صخبها…

كل عام …وأنت نفسَك …نفسَك التي تريدها…تعرفها وتحبها… …نفسَك التي تدرك ملامحها و يروق لك أن تراها في مرآتك… تفهمها و تعبر عنها بأسلوبك و برغبتك و طريقتك…تقرأ أفكارها و تسعى لتحقيق أحلامها يوما بعد يوم…
كل عام و قلبك حي ينبض بالحياة  و بالأمل في غد أجمل…كل عام و أنت تلك الروح التي تسكن داخلك بلا زيف او تصنّع أو قهر..كل عام و بداخلك كل الحب لذاتك وللكون من حولك…راض عن حياتك و بما قُسم لها…
تأتينا نهايات السنين فنحزن و نخاف و تهتز رؤيتنا لكل شئ ندركه و خلنا أنه لن يتغير … نهاب ما لا نعرف و نحمل هماً لأيام قادمة تأتي إلينا بالمجهول…لربما خفنا من سنين  قد تكون هي الافضل…نخشى البدايات الجديدة فتحيطنا دائرة أمان ضيقة و نظل ندور فيها لا نبرحها…نتردد…و نتشتت و نفكر الآف المرات…يمر الوقت و نحن نتشبث بالأرض تحت أقدامنا فلا نتحرك مخافة أي تغيير و لو بسيط …الخوف من الندم يقيدنا و يفوت علينا الكثير  من الفرص التي كانت تستحق ….و يحرمنا لذة تجربة قد تكون هي الأنجح على الإطلاق….
 يركض  العمر تاركا وراءه الكثير من الالآم و الندبات….و ندرك مؤخراً ان هذا الالم  يصقل مداركنا والندبات تذكرنا دائما بأن الوجع لا يدوم…و نتعلم أن الفشل ما هو إلا خطوة في الطريق لنجاح قادم….
الخوف إبتلاء لبني البشر منذ بدء الخليقة و إختبار …و في التغلب على الخوف تغلب على  الضعف الإنساني …حارب خوفك….عدوك الأول الذي طالما سجنك  داخل نفس مرتعدة تهاب حتى النجاح …
في كل يوم فرصة جديده تذهب و لا تعود …و مع كل شروق ليوم جديد هناك حياة لم تعشها و تخبر متعتها …تفوتنا الأيام و نبكي الفرص الضائعة و نظن أن الأوان قد فات…فنسأل أنفسنا الآف الاسئلة هل تأتينا الفرص تقصدنا أم نحن من نصنع فرصنا و نوجدها بأيدينا؟….هل للبداية وقت محدد و عمر محدد أم نحن الذين نصنع البدايات بلا شئ يحددها و يحدنا..
اصنع بدايتك الآن…فالآن هو  دائما الزمن و العمر المناسب …اللحظة الحالية هي الملائمة للبدء فلا تتردد…لا تقف لتشاهد عمرك يركض أمامك يوما بعد الآخر و أنت ثابت في مكانك لا تفعل شيئاً..لا تضيع إيمان قلبك بقدرته على الوصول …و لا تطفئ فرحته بالانجاز و التغيير و التطوير …فأنت بوصلة الطريق لرحلتك…و انت الوحيد الذي تعرف أنك قادر …لا تؤجل لحظات قد تجعل لحياتك أثر و معنى..تشبث بقوة روحك و بحقك في السعادة …اتبع قلبك و إحساسك و إيمانك بأن من حقك غد أفضل و أجمل… 
.لا تنتظر أحدا لتتبع خطاه…كن أنت قائد رحلتك و صاحب الهدى لمن بعدك …
و ككل عام…نشعل الشموع و نجلب الهدايا للأحباب و الأصدقاء…فليكن  هذا العام هناك  هدية لك….لك انت…هدية تمنيتها…فلتكن منك…و إليك….شهادة تقدير لعمر عشته بكل ما تستطيع …و تعرف كيف مرت عليك لحظاته و أيامه و كيف كان …تلك النفس التي تستحق منك التقدير و الكثير من العرفان…إهدها زهرة تحبها ووعد بأشياء إنتظرتها…و إملأ جعبتها بالأمنيات المحققة يوما بعد يوم…
كل عام عزيزي  و انت نفسَك التي طالما أشتقت لرؤيتها….كل عام و انت …كما تحلم أن تكون…
 سهى فهمي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.