طبعا بعد القهرة اللي إتقهرتها في بيت أمي .. كلهم نصروا خميس عليا .. وإتهموني أني خلقت مشكلة من لا شئ، أصبحت من صاحبة حق لعليا الحق ..
أقولكم الصراحة ، فكرت وقتها في الطلاق .. بجدية شديدة .. لكن زي ما شفتم كدة أمي مثلا ، اللي شافتني غلطانة زيهم .. حتي ما حاولتش تسألني ليه عملتي كدة !! أو تقف جنبي لأني قريبتها !! أصبحت بخرب علي نفسي وهو ملاك بيحافظ علي بيته وبنته ..
ف لو إطلقت خاصة وأنا عندي بنت ،هقعد مع أمي وأهلي ، مش هيسبوني في حالي ، واذا أهلي هيتعاملوا معايا من منطق المذنبة فالغرب هيعملوا ايه ؟!!
لازم استراتيجية جديدة ، طريقة جديدة في التعامل ، أنا نفسي هكون شخصية جديدة .. هو طالب مني أسيب الشغل ، وأهلي بيقولولي وفيها ايه لما تاخدي أجازة بدون مرتب لغاية ما البنت تكبر !!
مش مهم أحلامي ايه ولا طموحي واصل لفين !! ولا الأجازة دي هتضيع مني وقت أد إيه !!! مش مهم علي الإطلاق .. أنت تزوجتي إذن .. انت لا شئ ..
بالفعل أخذت أجازة سنة بدون مرتب وأخذت آخر مرتب ليا ونزلت غيرت لون شعري واشتريت لبس جديد وعملت أسناني الهوليوود سمايل .. وراجعة دلوقت علي البيت وما طبختش لأني مش فاضية النهاردة بس طالبة كباب وكفته وحمام .. هييجي في ميعاد رجوعه .. نأكل ونتبسط ، هو أحنا ورانا حاجة !!
دخلت البيت لقيته جه ، ” مساء الخير ” وكان خارج من المطبخ .. ” هو مفيش أكل ؟! ” حطيت الشنط اللي كانت معايا علي السفرة وضحكت عشان الإبتسامة الهوليودية تنور في بقي،” لا.. زمانه هيوصل حالا ” ، قبل ما يفتح بقه كان جرس الباب بيرن ، أخدت الشنط داخلة على الأوضة ” خد الاكل من الراجل وحاسبة وأنا هغير هدومي وأجي عشان نقعد ناكل “
هو طبعا فاتح بقه وعينه ومذهول بس ساكت .. هو انت لسة شفت حاجة ياخميس!!
بفضي الهدوم الجديدة في الدولاب وده دخل كأنه في عفريت بيجري وراه ” أماني .. أماني ” من غير ما أبصله وبعلق الهدوم والفرحة ماليه وشي .. ” ايه في ايه ؟! ” ، “الحساب 540 جنية ؟! انت جايبة ايه ؟! “،” أه ياخميس .. الحياة بقت غالية موت ، مووت ” ومسكت بلوزة وحطيتها عليا ” ايه رأيك في البلوزة دي ؟! تحفة صح تخيل دي 400 ” متعصب ” وليه تجيبي بلوزة غاليه كدة ” بعلق باقي الهدوم وببرود ” ياسيدي ، وماله خلينا نفرح ، أصل ده أخر مرتب انت عارف أخدت أجازه من كل الأماكن اللي كنت بشتغل فيها وبراسله .. ربنا يكون في عونك ياخميس ” خلصت تعليق .. وانا خارجة راح باصص لي ” جبتي كل الحاجة بكل الفلوس ؟! ” وأنا بضحك ” أه ، لا وكمان بعت الساعة فاكرها .. اللي كانت جايبهالك واشتريت كل اللي نفسي فيه وعملت الهوليوود سمايل ” وابتسمت ابتسامة واسعة ، ورحت شايلاه من بقي ، طبعا هو اتخض وفي ذهول تام ،” يلا بقي أحسن هموت من الجوع “.. خرجت وفتحت الأكل وقعدت أكل وهوبياكل في نفسه .. ” هي ثرية فين ؟! ، ” عند ماما ، هتجبها بليل وتبات معانا ، آه كويس انك فكرتني ، ابقي اعمل حسابك تجيب أكل بليل عشان ماما هتتعشي معانا ” ، بغيظ ” هو انت مش هتطبخي ؟! ” هطبخ طبعا يا حبي ، بس بكرة بقي النهاردة أنا هلكانة ، أه أنا قدمت في الحضانة لثرية في الشارع اللي ورانا ، هتوديها وانت نازل وتجبها وانت جاي ” ..
بصلي وقام من علي الأكل .. ” ليه .. ليه حضانة مش فاهم ماأنت قاعدة في البيت ” بكمل أكلي عادي جدا ، ورديت بهدوء ” أيوه مش لازم أهتم ببيتي وبنفسي كمان ، أقوم الصبح بقي أشرب النسكافيه بتاعي ، أنضف أوضتي أعمل أكلي عشان ترجع تلاقي أكل ، أقف علي إيد الشغالة ، كده يعني ؟! ” ، وبكمل أكل وهو كل ما يجي يحط حاجة في بقه يتفاجئ ماياكلش .. ” شغالة ؟!! “
” ليه ياأماني ده إنت كنتي بتشتغلي ولا كان في حضانة ولاشغالة غير كل أسبوع ، ايه اللي حصل ؟! “
اتمطعت وحطيت أيدي علي بطني من كتر الأكل ، شبعت خلاص مش قادرة ” وقمت أغسل ايدي وبصيت له وأنا ماشية ، لأما أنا اكتشفت ان كان عندك حق ، أنا أهتميت بحاجات كتير ووفرت حاجات كتير علي حسابك وحساب البيت وحساب نفسي ، كنت بنضف وأطبخ بليل واودي عند ماما وارجع أجيبها وأجهز الأكل وأوفر الشغالة والحضانة وأشتغل وأساعد في المصاريف ونسيتك ونسيت نفسي .. وانت فوقتني ، قررت بقى اعمل الصح ، أهتم بنفسي والبيت والبنت وبيك قبل كل دة ” ابتسمت ابتسامة هو عارفها كويس .. ” هنام بقي شيل الأكل بعد ما تخلص ، ولو اتبقي حاجة لفها عشان نديها للبواب حرام غلبان برضه ” ..