أكتشف سر رئيسي من أسرار النجاح

إعداد وترجمة: أمل كمال

من موقع: Entrepreneur

ينًظر غالباً إلى قوة التفكير الإيجابي على أنه سر النجاح، كما يذكر الكتاب الشهير “The Secret  ” أو السر ولكن عالمة النفس جابرييل أوتنجن بولاية نيويورك لا تتفق مع هذا الرأي حيث تقول في كتابها  Rethinking Positive Thinking أن التفكير المتفائل يمكن أن يعرقل طريقك للنجاح.

التفكير الإيجابي

تشرح لنا أوتنجن وجهة نظرها قائلة أن التفكير الإيجابي يجب أن يُنظر إليه بطريقة أكثر تعقيداً من مجرد القول بأن كل ما علينا فقط هوأن نفكر بإيجابية وبعدها سيصبح كل شئ في الحياة على ما يرام، فهي تحاول إثبات صحة قولها بأنه حينما يتعلق الأمر بتحقيق أهداف تهمك بالفعل، فإن النظر إلى الأمور بنظرة وردية يمكن أن يؤذيك بدلاً من أن يفيدك.

في إحدى الدراسات، قامت أوتنجن بتقسيم مجموعة من طلاب الجامعة إلى فريقين؛ حيث طلبت من الفريق الأول أن يتخيل حصوله على درجات جيدة في الدراسة وحضور حفلات رائعة وأن يفكر بإيجابية حول كل الأمور التي يمكن أن تحدث في الأسبوع المقبل. بينما طُلب من أعضاء الفريق الآخر أن يسجلوا أفكارهم وأحلام اليقظة التي تراودهم بخصوص الأسبوع المقبل سواء كانت جيدة أم سيئة. وكانت المفاجأة عندما وُجد أن الطلاب الذين فكروا بشكل إيجابي حققوا انجازات أقل من أقرانهم في الفريق الآخر الذي اتخذ منهجاً أكثر واقعية.

في دراسة أخرى، عندما طُلب من مجموعة من المشاركين البدناء الذين أطلقوا لخيالهم العنان في مسألة فقدان الوزن، أظهرت النتائج أن من تخيلوا فقدانهم للوزن فقدوا 24 رطلاً أقل من نظرائهم الذين لم يبدأوا مهمتهم بنفس النظارة الوردية.

رد فعل فسيولوجي للتفكير الإيجابي

إنالتفاؤل الأعمى، كما تبين، ليس محفزاً كما كان يعتقد في السابق. لماذا؟ إن التفكير الإيجابي يطلق رد فعل فسيولوجي ألا وهو تخفيض ضغط الدم والذي يستنزف دوافعنا – كما تري أوتنجن. هذه الحالة من الاسترخاء تولد الرضا، فعندما تتخيل أو تستغرق في أحلام اليقظة حول ما تريد تحقيقه فهذا يمثل خدعة للعقل حيث يجعلك تفقد الحماس وتشعر بالاسترخاء وكأنه حققته بالفعل، وهنا تكمن المشكلة لأن طاقتك وعزيمتك اللازمتين لأداء المهمة يصبهما الفتور ومن ثم يصبح هناك شك في إمكانية تحقيق ما تصبو إليه.

الخيال وحده لا يكفي

بينما تقول أوتنجن أن هذا لا يعني أننا يجب أن نفكر بشكل سلبي طوال الوقت، فالمشكلة تكمن عندما نلجأ إلى الخيال وحده حول هدف نريد تحقيقه حيث أن التفكير بشكل إيجابي فقط لا يمدنا بالطاقة والجهد اللازمين ليصبح هدفاً واقعاً ملموساً.

بينما تقول أوتنجن أن هذا لا يعني أننا يجب أن نفكر بشكل سلبي طوال الوقت، فالمشكلة تكمن عندما نلجأ إلى الخيال وحده حول هدف نريد تحقيقه حيث أن التفكير بشكل إيجابي فقط حول تحقيق الهدف من حلم إلى حقيقة لا يمدنا بالطاقة والجهد اللازمين ليصبح هدفاً واقعاً ملموساً.

“التغاير العقلي” هو الحل

لكي تفعل هذا، قامت أوتنجن بتطوير أسلوباً يدعى “التغاير العقلي” وهو منهج يتضمن احساساً بالواقعية ليساعد الأفراد على إضافة قدر من البصيرة إلى أمنياتهم وتحديد العقبات التي تقف حجر عثرة أمام إدراكهم. هذه الاستراتيجية يمكن تلخيصها في هذا اللفظ المختصر: WOOP

وتعني الأحرف الأولى من هذه الكلماتالآتية: w- wish أي الأمنية؛ عليك بالمضي قدماً وامتلاك هذا الخيال وذلك حتى تحدد ما تريد.

Ooutcome: النتيجة: تخيل النتائج، اسمح لنفسك بتجربة تحقيق رغباتك المطلوبة.

O obstacle أيالعقبات: حدد ما هي العقبات التي تقف في طريق وصولك لهذا الهدف بعد تخيلك لتجربة النتائج.

Plan-P أي:الخطة: ضع خطة تنفيذ، واضعاً في الاعتبار كيف ستتمكن من التغلب على العقبات التي حددتها.

إن أسلوب”التغاير العقلي” ليس فقط يغرس أحلامنا في أرض الواقع، انما يساعدك أيضاً على تحديد أولويات المشروعات. تضيف أوتنجن أن الناس أحياناً يتخيلون هدفاً ثم لا يلبثوا أن يغيروا آرائهم ويأجلون ما كانوا ينوون فعله وذلك بعد أن يفكروا في كل العقبات التي ستواجههم مما يوصلهم إلى نتيجة واحدة وهي أن الأمر لا يمكن تحقيقه الآن. يمكنك تعديل الهدف أو جعله يبدو اقل غموضاً. إن هذه العملية تساعدك على توفير الوقت والطاقة الذين تهدرهما في السعي وراء هدف غير معقول لا يمكنك الحصول عليه.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.