التمريض النفسي هو عدد من خدمات التمريض، والتي يتم تقديمها من قبل ممرضين وهي مهمة وضرورية لتحسين توافق المريض مع الذات والبيئة، إلا أن هذه الخدمات لا تُقدم بصورة عشوائية، بل تقدم بأسس وقواعد التمريض النفسي التي سنوضّحها لكم اليوم.
أسس وقواعد التمريض النفسي
التمريض النفسي هو خدمة تمريضية يقدمها العاملين بخدمة التمريض، تساهم في تحسين توافق المريض مع نفسه والبيئة التي يوجد بها وذلك عبر الاهتمام باحتياجات المريض الجسدية، الاجتماعية، والنفسية، حتى ينجح المريض في تقبّل ذاته والآخرين الذين يحيطون به.
التمريض النفسي أكثر صعوبة من سائر أنواع التمريض، وذلك لتطلبه الكثير من الجهد والوقت من مقدم هذه الخدمة لتقديم أسس وقواعد التمريض النفسي ، ويتم تدريب الممرضين بهذا المجال تدريبات تختص بالعلاج النفسي، كما يتم عمل تحالف علاجي، وتهيئة الممرضين للتعامل مع أي سلوكيات غريبة أو صعبة، مع إدارة كافة العلاجات النفسية.
ينبغي أن يكون الممرض القائم على تقديم هذه الخدمة قد انتهى من مرحلة البكالوريوس في مجال التمريض، مما يعني أنه ممرض مسجل ومختص بهيئة الصحة النفسية.
قد يهمك أيضا: الضغوطات النفسية تغير مزاج الإنسان
أهداف التمريض النفسي
يهدف التمريض النفسي إلى:
- تعزيز الوضع النفسي سواء على المستوى الفردي “بالنسبة للمريض”
أو على المستوى الجماعي “بالنسبة للمجتمع”. - يقدم خدمات علاجية تتمثل في متابعة المرضى أثناء مراحل تطورهم بالعلاج.
- يساهم في الحد من الأعراض المرضية التي يعاني منها المريض.
- يجري الزيارات المنزلية لمتابعة حالة المرضى العاجزين عن الذهاب إلى المراكز المختصة بالصحة النفسية.
- يقدم الخدمات التوعوية عبر الخروج في لقاءات لتوعية الأشخاص بشأن موضوعات الصحة النفسية المختلفة.
- تخفيف عبء العملية العلاجية على المختص النفسي أو الطبيب
عبر تقديم جزء من المساعدة للمريض في المستشفيات والاعتناء بهم وتفقدهم طيلة ساعات النهار. - إقصاء الأفراد عن التعرض للمشاكل والاضطرابات النفسية.
وفي حالة عدم القدرة على إعاقة حدوثها نحاول على الأقل الحد من مخاطرها. - يساهم التمريض النفسي في تقليل الوقت اللازم لمغادرة المرضى للمستشفيات،
وذلك عبر تعجيل العملية العلاجية من خلال زيادة الخدمات المقدمة للمريض. - الحماية من الاضطرابات النفسية المختلفة وتقليل فرص حدوثها.
- الاستمرار في متابعة المريض وتأهيله عقب خروجه من المستشفى للتأكد من عدم الانتكاسة ثانيةً
واكتمال عملية التعافي والشفاء. الجدير بالذكر أن هذه المهنة كثيرًا ما تجعل الممرضين
يقابلون الكثير من الأوهام، الهلاوس، والضلالات التي لم يسبق مصادفتها من قبل،
لذا ينبغي الاستعداد لكل هذا ومعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل معهم،
ولا طريق لهذا دون إعداد نفسي جيد وخلفية تمريضية علمية قوية تثبت في مواجهة حالات كهذه.
قد يهمك أيضا: مبادئ الإسعاف النفسي الأولي بالترتيب
جوانب العملية العلاجية للتمريض النفسي
تتعدد الجوانب الأساسية التابعة لمجال التمريض النفسي للصحة العقلية، ومن هذه الجوانب:
الفهم والتعاطف
على العاملين بمهنة التمريض النفسي أن يُجدن فهم المريض، التعاطف مع ما يمر به، فالأمر هام للغاية في توصيل مدى أهمية المريض له، مع ضرورة تشجيع المرضى للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم دون خشية أي نوع من الأحكام أو التقليل.
الشعور بمدى الأهمية في حياة الأشخاص الذين يحيون بمجتمعات منظمة، الذين عادةً ما يتعرضون للأمراض العقلية كنتيجة لاضطراباتهم، إن منح الفرص لهذا النوع من المرضى الذين يعانون مع مشاعر هامة سيزيد من فرصة تمتّعهم بحياة شبه طبيعية، تمامًا كالحياة التي كانوا يحبونها قبل المعاناة من أي اضطراب نفسي. وذلك عند تعرضهم لهجمات شرسة من الجانب النفسي، لذا لا غنى عن ضرورة قدرة الممرض النفسي على التواصل مع المريض بصورة جيدة، وفهم كل ما يمر به.
أما عن مسألة التعاطف، فكلما زاد تعاطف الممرض مع قسوة ما يسمعه وبدى أسفه تجاهه فإن ذلك من مثبتات الأساسية. كما تُطلب المشاركة كذلك عند توقع المريض من القائمين على خدمة التمريض الفهم حتى في حالة عدم القدرة على صياغة ما يحتاجون إليه بشكل شفهي. فعندما ينجح ممرض نفسي في فهم حالة المريض الماثل أمامه فإن ذلك يعزز من جودة العملية العلاجية بمؤشر ملحوظ.
الرعاية الفردية
تزداد أهمية الرعاية الفردية عند حاجة القائمين على خدمة التمريض إلى معرفة المريض، ولجعل عملية المعرفة هذه أكثر أمانًا فإنه لابد أن يرى الممرض المريض النفسي كفرد لديه حياة تتخطى المرض العقلي. فإن مسألة التعامل مع المرضى كأشخاص يمتلكون حياة تتخطى المرض العقلي هو أحد الأمور الحتمية في توصيل مبدأ الاحترام والتقدير بالنسبة للمريض، وهو ما يثبت قبوله كفرد.
كما ينبغي عدم التحكم في أي ممرض نفسي من خلال القيم الخاصة له، قبل فهم المرضى النفسيين ينبغي تلبية احتياجات كل فرد أولًا.
تقديم الدعم
إن نجاح العملية العلاجية بين المرضى والممرضين لن يحدث سوى في ظل حالة من الدعم الإيجابية، وتتضمن الطرق المتنوعة لدعم المرضى أكثر من استجابة فعالة لبعض الأنشطة البسيطة والصغيرة والتي منها: قراءة الصحف، الذهاب للتسوق، تناول وجبة الغذاء أو العشاء، أخذ بعض الوقت للراحة مع المرضى، فكل ذلك قادر على تحسين جودة الدعم الذي يتم تقديمه. ويُيمح باستخدام الدعم المالي دون أي مشكلات.
تعزيز المساواة
لا غنى عن تأسيس تبعية مشتركة نافعة بين المريض والممرضين إذا رغبت في عملية علاجية ناجحة.
حيث تُأسس التفاعلات المتساوية عبر حديث الممرضين إلى المرضى بصورة فردية.
تجربة نشاطات لا تسمح بسيطرة أو هيمنة أحد الأفراد دون الآخرين، كتناول أي من وجبات الطعام أو الحديث بشأن المصلحة المتبادلة لتعزيز منسوب المساواة المشتركة بين المرضى والقائمين على مهنة التمريض. وهو ما قد يساهم في خلق حالة من الوهم المفضل، وتقديم بعض الخيارات للمرضى -حتى وإن كانت محددة بهيكل-.
إظهار الإحترام
لتطوير العملية العلاجية فإنه لابد من احترام وتقدير المرضى، قبول كافة أخطائهم.
والتعامل مع المشاكل كأحد الأمور الحيوية لتبادل الإحترام.
مما يعزز من كفاءة وجودة الطريقة التي يرى بها المريض ذاته وأحقيته للإهتمام.
قد يهمك أيضا: الوصمة النفسية