في بداية فصل الشتاء قد تشعر بخمول في الجسم وضيق في التنفس، وعدم الاهتمام بأنشطتك المعتادة، قد يكون كل هذا بوادر لإصابتك باكتئاب الشتاء ومن الممكن أن تكون مصاب به بالفعل، معي في هذا المقال ستعرف ما هي أسباب الاكتئاب في الشتاء وكيف يمكن تجنبه ومعالجته.
ما هو اكتئاب الشتاء
اكتئاب الشتاء يعرف أيضًا باسم الاضطراب العاطفي الموسمي “Seasonal affective disorder ،” أو الشجن الشتوي أو الاكتئاب الموسمي، ويحدث سنويّاً في نفس الوقت من العام بدءًا من أواخر الخريف ويستمر طوال فصل الشتاء، لنتعرف على أعراضه.
أعراض اكتئاب الشتاء
هناك عدة أعراض ومؤشرات تؤدي إلى أنك قد تكون مصاب باكتئاب الشتاء، منها.
- فقدان الطاقة والحيوية في الجسم.
- الخمول والحاجة إلى النوم بشكل كبير ولفترات طويلة.
- تغير الشهية والزيادة في تناول الطعام الذي يحتوي على الكثير من السكريات، والذي يؤدي إلى زيادة الوزن.
- صعوبة في التركيز واتخاذ القرار
- فقدان الاهتمام بممارسة الأنشطة المعتادة.
- تغير في الحالة النفسية والمزاجية بشكل سلبي ملحوظ.
- عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين.
- شعور بثقل غير معتاد في الذراعين والساقين.
قد يهمك أيضا: الاكتئاب الشتوي
أسباب اكتئاب الشتاء
لهذا الوقت لا يوجد سبب واحد واضح وصريح لاكتئاب الشتاء، حيث لا تزال الأسباب محل دراسات علمية، ولكن هناك ما توصل إليه الباحثون من خلال الدراسات العلمية، وهي عدد من الأسباب تؤدي إلى اكتئاب الشتاء، وهم.
- قلة الضوء، حيث انخفاض مستوى ضوء الشمس وأشعتها، يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية للجسم، بسبب تغير عدد ساعات الليل والنهار خلال الخريف والشتاء قد ينتج اكتئاب الشتاء.
- هرمون السيروتونين، يشكل هرمون السيروتونين دورًا كبيرًا في الشعور بالطمأنينة النفسية ويعمل على تنظيم الحالة المزاجية والشهية، وفي فصل الشتاء ينخفض بشكلٍ كبيرًا وملحوظًا، ويؤدي إلى تعكير الحالة المزاجية واضطرابات النوم والشهية، وهذا يؤدي إلى اكتئاب الشتاء.
- نقص فيتامين دال، ، يعمل فيتامين دال في الجسم عندما تضرب الأشعة فوق البنفسجية من الشمس الجلد، حيث تحفز إنتاج فيتامين دال، وفي فصل الشتاء تنقص أشعة الشمس وتنقص فترة تعرض الإنسان لأشعة الشمس مما يؤدي إلى نقص فيتامين دال، وذالك سبب من أسباب اكتئاب الشتاء، حيث يؤثر نقص فيتامين دال بشكل سلبي على جوانب الحياة اليومية، بداية من التفاعلات الاجتماعية وصولًا إلى النوم.
- زيادة إفراز هرمون الميلاتونين، حيث أن هرمون الميلاتونين يقوم بتنظيم آلية النوم أي أنه يساعد الجسم على الاسترخاء والنوم، وهو يزداد إفرازه عندما يقل الضوء، ولأن الشتاء يقل فيه الضوء وأشعة الشمس فهذا يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الميلاتونين حيث يجعل الجسم في حالة استرخاء وكسل، وهذا يؤدي إلى اكتئاب الشتاء.
- الوراثة والسن وبشكل أكبر التركيبة الكيميائية للجسم كلها أسباب تؤدي إلى اكتئاب الشتاء.
كيف نفرق بين اكتئاب الشتاء والاكتئاب الحقيقي
لنميز ونفرق بين تشخيص الاكتئاب الحقيقي والاكتئاب الشتوي أو الاكتئاب بنمط موسمي، يتوقف الأمر كله علي التوقيت، حيث تؤكد الدكتورة ناتالي سكانلون، الطبيبة النفسية في مركز روجرز للصحة السلوكية، أن الأعراض لكليهما يمكن أن تكون متشابهة أو حتى متطابقة، وتقول أن الشخص الذي يعاني من اكتئاب الشتاء قد يكون لديه أعراض شائعة مثل، المزاج المعكر، زيادة الوزن، النوم المفرط، الشعور باليأس، والتفكير في الانتحار، ولكي يتم تأكيد تشخيص شخص ما باكتئاب الشتاء، يجب أن يكون قد مر عليه عامين وأكثر من الأعراض التي تزداد سوءًا خلال فصل الشتاء، كما يجب ان تكون نوبات الاكتئاب الشتوي تفوق بشكل كبير على نوبات الاكتئاب الحقيقي.
مضاعفات اكتئاب الشتاء
يمنع منعًا باتًا التغاضي عن أعراض الاكتئاب الشتوي، لأنه يسوء وقد يؤدي إلى العديد من المضاعفات، منها.
- أفار أو سلوك انتحاري.
- الانسحاب الاجتماعي.
- مشاكل في الدراسة أو العمل.
- الإدمان.
- الحزن الشديد واليأس.
قد يهمك أيضا: علاج الضغط النفسي والاكتئاب
من أكثر عرضة لاكتئاب الشتاء النساء أم الرجال؟
للإجابة على السؤال هي أن النساء أكثر عرضة لاكتئاب الشتاء عن الرجال، لأن هرمون الاستراديول الانثوي عند النساء يرتبط بهرمون السيروتونين في الجسم، لذلك فإن تغير نسبة هرمون الاستراديول خلال أوقات الدورة الشهرية أو الإباضة او في المرحلة التي بعد الولادة، يؤثر على كميات هرمون السيروتونين الذي يفرزه جسم المرأة، ومن ثم يؤثر على حالتها النفسية والمزاجية.
كيفية تجنب اكتئاب الشتاء وعلاجه
هناك العديد من النصائح لتجنب اكتئاب الشتاء، ومنها
- الخروج للتمشية، في وقت الصباح الباكر بعد شروق الشمس مباشرةً، أو في فترة ما قبل المغرب، حتى ولو لوقت قليل، ويجب ان تحافظ علي الأنشطة اليومية المعتادة، وتجنب الجلوس في المنزل بكثرة.
- تناول فيتامين دال، تظهر الدراسات أن فيتامين دال وكذلك بعض المكملات الغذائية، تلعب دورا هاما في تعديل وتحسين المزاج العام.
- ممارسة الأنشطة الرياضية، لأن ممارسة الرياضة يمكن أن تكون فعالة في تحسين المزاج.
- العلاج بالضوء، حيث يتعـرض المريـض لضـوء سـاطع مشـابه لضـوء الشمـس، ويعتبر هذا العلاج أفضـل العلاجات للمصابين باكتئاب الشتاء، وحينها تبدأ الحالة في التحسن خلال يومين إلي أربع أيام من العلاج.
- العلاج بالأدوية، قد يصف بعض الأطباء مضادات الاكتئاب مثل بروزاك، وزولوفت، خاصةً إذا كانت الأعراض حادة.
- العلاج النفسي، وذلك بالذهاب إلى طبيب نفسي بهدف المساعدة عل التعامل مع الاكتئاب وتغيير الأفكار والسلوك السلبي الذي يؤثر عليك.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب التوجه فورًا إلي زيارة الطبيب في حالة الشعور بهذه الأعراض.
- التعب الشديد لعدة أيام.
- عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
- اضطراب وتغير في نمط النوم والأكل.
- الشعور باليأس وفقدان الشغف.
- التفكير في الانتحار.
قد يكون اكتئاب الشتاء مشكلة حقيقية تتطلّب علاجاً جادّاً في كثير من الحالات وليس مجرّد مشاعر عابرة، ولكن إذا لم تستسلم له وحاولت علاجه لن يشكل أي خطرًا عليك.
قد يهمك أيضا: كيف تتعامل مع شخص يعاني اكتئاب موسمي