نعم، يمكنك أن تدمر عملية الأيض الحيوية (أو التمثيل الغذائي كما هو شائع) في جسدك، فهو ليس مجرد عنوان، على أية حال، يحدث الخلل في الأيض فقط لأولئك الذين يتناولون كمية محدودة جداً من السعرات الحرارية يوميا (أقل من 1000 سعر حراري في اليوم) وذلك مع ممارسة من 2-3 ساعات من التمارين الرياضية المجهدة يومياً. هؤلاء الأشخاص ستكون نسبة الدهون لديهم منخفضة؛ في الأغلب لا تتجاوز 10% ، ولحسن الحظ فإن أغلب الأفراد لا يصلون إلى هذا الحد، لذا على عشاق التمرينات الصعبة ومرضي السكري الانتباه لهذا الأمر.
ما المقصود بالخلل في الأيض؟
بعيداً عن المعادلة الحسابية المبسطة لكم السعرات الداخلة إلى الجسم في مقابل السعرات التي يتخلص منها، فإن الأيض أو ما يعرف بالتمثيل الغذائي هو جميع العمليات الحيوية التي تتم داخل الجسم عندما يقوم ببناء الأنسجة الحيّة من مواد الطعام الداخلة إليه حيث يقوم بتفكيكها لينتج منها الطاقة، فهو أشبه بالثرموستات أو الجهاز المسئول عن إحداث التوازن في الجسم.
تتكون عملية الأيض من عدة مكونات: الجهاز العصبي، جهاز الغدد الصماء، الجهاز الهضمي وأخيراً جهاز المناعة، الأمر يبدو معقداً، أليس كذلك؟ بلي إنه معقد فعلاً، لأن هذه الأجهزة تتداخل مع بعضها البعض لذلك فإن محاولة تسريع عملية الأيض تبدو صعبة. وفقاً لما يقوله كاتب المقال – وهو متخصص في الطب التكاملي- فإن الخلل في عملية الأيض يحدث عندما تتناقص وظائف تلك الأجهزة بسبب تشابكها، وهذا نادراً ما يحدث وإن حدث فيكون تدريجياً كما في قطع الدومينو التي تتساقط الواحدة منها تلو الأخرى وهذا ما سيحدث لك ما لم تغير من نمط حياتك.
يتكون الجهاز العصبي من جانب سيمثاوي (ودي) وجانب باراسيمبثاوي (لا ودي) الجانب الأول هو المسئول عن التعامل مع التوتر والأحداث التي تنطوي على المخاطر، بينما الجانب اللاودي مسؤول عن الفعاليات التي تحدث في وقت الراحة والاسترخاء
القليل من التوتر مسموح به مثل ما تشعر به أثناء تأدية الامتحان، ولكن عندما تضع جسمك في حالة من الضغط العصبي الناجم عن إتباع حمية قليلة السعرات فضلاً عن تمارين شاقة فإن جهازك العصبي يكون عالقاً في الجانب الودي فقط حتى بعد أن تتوقف عن ممارسة التمرينات الرياضية وهذا من شأنه أن يكبح الجانباللاودي ومن ثم يصبح جسمك غير قادر على هضم الطعام جيداً فتصاب بسوء التغذية بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى مثل الاضطرابات في النوم وسرعة ضربات القلب وغيرها.
أما عن وظيفة الجهاز المناعي فهو يمثل الجانب الهرموني في عملية الأيض؛ وتتحكم فيه الغدة النخامية، عندما يكون جهازك العصبي في حالة إجهاد مستمر تبدأ الغدة النخامية في إرسال إشارات إلىالغدة الكظرية والغدة الدرقية والتي تبدأ في إفراز هرمونات أكثر مما يحفز الغدة النخامية لإفراز المزيد من الهرمونات وهذا التدفق الهرموني متى أصبح قوياً وطويل المدة يمكن أن يؤدي إلى أن تفقد خلايا الجسم تقبلها لها وهو ما يسمى بالمقاومة الهرمونية
بعد أن يتوقف كل من الجهاز العصبي والمناعي عن اداء وظيفته، يبدأ الجهاز الهضمي في المعاناه ثم الجهاز المناعي ووراءه الجهاز التناسلي وبمجرد أن تنهار أجهزة الجسم مثل قطع الدومينو تبدأ عملية الأيض في التباطؤ وتعتاد على عدم حرق السعرات الحرارية كما تجد صعوبة شديدة في تلك العملية. يوضح هذا المقال كيف أن انتهى الحال بالفائزين في برنامج “الخاسر الأكبر” إلى مستويات ضئيلة من عمليات الأيض بعد مرور أعوام طويلة من التقيد بعدد محدود من السعرات مما يجعلهم عرضة لزيادة الوزن مرة أخرى.
التعليقات مغلقة.