هل نصاب بالمرض من القلق و الخوف الزائد و التفكير كيفية علاج القلق و الخوف الزائد
سؤال يخطر ببالي كثيرا ، أيهما هو السبب و أيهما النتيجة؟
هل المرض يسبب حالة من القلق و الخوف و التفكير لدي الانسان، قلق من العجز او الموت . أم ان القلق الدائم في الحياة هو سبب كل الامراض العضوية التي تصيبنا؟
و أيهما يجب أن نتقي؛ فكما يقول المثل (الوقاية خير من العلاج) و اذا عرف السبب بطل العجب!
فالقلق و الخوف الزائد عن الحد و الذي ينتج بسبب التدقيق في كل كبيرة و صغيرة من حولك القلق مما أصابك و مما لم يصبك بعد هو قلق مرضي; يتسبب ,بالاضافة لعدد من الامراض النفسية مثل الاكتئاب و الحزن و غيرهما، في امراض عضوية أخري مثل الصداع المزمن و امراض القلب و سوء الهضم و غيرهما الكثير مما كشفت عنه الابحاث و الدراسات في العصر الحديث.
و قد رأيت كثيرا أشخاص من النوعين؛ النوع الذي يتوهم بالمرض لمجرد الاصابة بعرض بسيط، فيذهب للطبيب و ينتظر بالساعات في قاعات الانتظار ، و مثل هذا المريض ، عادة، لا يصدق تشخيص الطبيب و لا يقتنع بعلاجه، انما يلهث وراء الأطباء واحدا تلو الاخر و يستشير الاصدقاء الذين أصابهم أي مرض من قبل عل و عسى يجد عندهم الرد الشافي للهواجس التي تدور بباله بل و يسهر على الانترنت ليجد المضاعفات الخطيرة لما يشعر به , ولا يهدأ باله أبدا ا!
و كم سمعنا عن حالات يتسبب فيها الصداع مثلا الي رفع حالة القلق عند الانسان الي درجة انه يبدأ بالبحث بنفسه علي صفحات الانترنت عن أعراض تتشابه مع ما يشعر به و علاج القلق والخوف والتفكير , أو يتوهم أنه يشعر به, حتي يكاد يتوهم انه مصاب بالسرطان مثلا أو أحد الامراض الدماغية القاتلة لمجرد اصابته بصداع!
و رأيت ايضا اشخاص يبحثون وراء القلق بمنكاش كما يقال، فاذا سمعوا عن مرض ، أو وفاة شخص ما ، لا يعرفونه، أصابهم القلق و الحزن ،و اذا سمعوا عن مجرد ظهور مرض جديد في هذه الدنيا أصابهم الاكتئاب! و توقعوا ان يصابوا بمثل ما أصيب به غيرهم و أشر سبيلا! انهم ذوي عقول مجهزة للقلق، مستعدة له و لو لم يصابوا بأي شر على وجه الارض , فيكفيهم القلق شرا!
و عادة ما يلجأ النوعان للانترنت ليطفئوا من نيران القلق التي تشتعل بداخلهم، و عادة ما تزيد الانترنت من هذه النيران اشتعالا و تأجاجا و يتيهون في جحافل البحث عن علاج القلق والخوف والتفكير كأنهم يتتبعون السراب في صحراء جرداء لا زرع فيها و لا ماء. فرويدا رويدا اصحاب القلق و اصحاب المرض ، فلن يصيبنا الا ما كتب الله لنا . و اتقوا شر المرض , الذي لا حول لنا و لا قوة ان اصابنا , و لا منجي منه الا السكينة و الايمان و الاستبشار خيرا, و اتقوا القلق الذي سيجر عليكم أذيال المرض, عافانا و عافكم الله من كل داء.
نشر : بجريدة روزاليوسف
التعليقات مغلقة.