فكرة الندم مفيدة فى حالة واحدة فقط؛ أن تتم ترجمتها فى خبرة ينقلها لك الآخرون، ندم الآخرين مدرسة يدفع الأساتذة مصاريفها الباهظة بينما تتعلم فيها مجانا، قال أحدهم زمان أن الأهم من أن تكون قدوة أن تتفادى أن تكون عبرة، ويتعلم الواحد من ندم الآخرين أشياء كثيرة تستحق الانتباه، أولها الوقت الضائع، والوقت هو أغلى حاجة ببلاش من وجهة نظرى، والخدعة تكمن فى اعتقادك الخاطئ أنك تمتلك منه الكثير، والصدمة تحدث عندما تستنزفك أمور لم تعمل لها حسابا تسرق الوقت الذى كنت تدخره لعمل شىء أهم، عندما تكتشف أن الوقت الذى كنت تدخره للبناء يضيع فى محاولة أثبات ملكيتك للأرض التى كنت ستبنى عليها.
ثانيها تجنب التورط فى علاقات مع العالم: فى محطة ما ستكتشف أنك بلا جار أو صديق حقيقى أو علاقات قوية بأفراد عائلتك، الوقت الذى يسبق هذا الاكتشاف أنت نجمه وبطله الأوحد تدور فى فلك نفسك، وعندما تأفل نجوميتك وتمل نفسك وترى الماء يحيط من كل جانب بالجزيرة المنعزلة التى أصبحتها سيكون الوقت متأخرا، العلاقات الحقيقة كالمعادن كلما مر عليها وقت طويل وهى تتشكل تحت الأرض كلما كانت كنزا حقيقيا، يقول البعض أن الاختلاط بالناس مرهق وكذلك المعادن وهى تتشكل تحتاج لمعاناة الضغط والحرارة وكل ما يجعلها نفيسة.
(الاستعجال) هو ثالثها: هناك قرارات تشبه الطرق التى لا يوجد بها دوران إلى الخلف، وهناك مسئوليات تورط نفسك فيها بنظرة متعجلة ويقول روبرت دينيرو: “لا ترتبط بشىء تحتاج إلى أكثر من 30 ثانية للتخلص منه إذا ما واجهك خطر فى الطريق”، حتى الزواج الذى أحله الله يمكن فى لحظة أن يصبح (حراما) إذا كنت غير قادر على أن تقوم فيه بواجباتك بمختلف أنواعها، ووجهة نظرك فيما يسعدك تتغير كل ثلاث سنوات، فلا تبنى سعادة حياتك على مدى ثلاثين عاما بقرار فى حدود قدراتك الذهنية اليوم، يقول صلاح جاهين: (أندم على الفرص اللى سبتهم ولا على الفرص اللى ماسبتهمش).
الخوف رابعها: وهو يسرق العمر، بالذات لو كان مرضيا مثل أن تعيش فى قوقعة الوسواس القهرى، وهو مرض يقولون عنه أنه ظل كبير جدا لـ (ولا حاجة)، ويتعلم الأطفال العوم أسرع من الكبار لأنهم لا يتوقفون عند الخوف من الغرق، لكن لا تقلق فأحيانا يكون الخوف مفيدا مثل أن تكمل قراءة هذا المقال لأنك تخاف الندم.