دراسة تكشف عن أثر السيلفي عليكي و على الآخرين!

ترجمة وأعداد : أمل كمال 

من منا لم يقع في مصيدة السيلفي يوما ما؟ لقد أصبح الأمر أشبه بموجة جنون تجتاح العالم. فإذا كنت في مكان ما كأحد المولات التجارية أو المحلات المشهورة، ثم تفكر بعد أن تمل من التجول أن تبدأ في ضبط هندامك أو تبدئين في تصليح ماكياجك-إذا كنت امرأة- وتضم شفتيك متخذاً الوضع الشهير بــduck face وتلتقط لنفسك صورة سيلفي تجمد فيها اللحظة الحالية. ولكن انتظر لحظة، هل فكرت يوماً في سبب رغبتك الشديدة في توثيق صورتك الشخصية والمعروفة عالمياً بالسيلفي؟ يعتقد معظم الناس أنها مجرد طريقة للتعبير عن أنفسهم أو شكل من أشكال الاعتداد بالنفس والإعجاب بها.

أيا ما كانت أسبابك، فبدءاَ من اللحظة التي يتم فيها تحميل صورتك عبر الانترنت، الأمر لم يعد ملكك وحدك حيث يمكنك تمرير أكثر من هذاالتأثير الهائل لعالم الإنترنت. ترى دراسة حديثة أجرتها عالمة تدعى سارة ديفنباخ وهي أستاذة بجامعة ميونيخ أنهبينما يظن المرء أن مجموعة صور السيلفي التي يأخذها لنفسه وتتزايد يوماً بعد يوم بإمكانها أن تحبب فيه الآخرين، فإن العكس تماماً هو الصحيح. قامتديفنباخ بدراسة تتكون من 238 شخصاً في كل النمسا وألمانيا وسويسرا لتعرف كم من الأشخاص يلتقطون صور السيلفي ويقومون بتحميلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومارأيهم عندما يفعل الآخرون نفس الشئ.

لم تكن النتائج مفاجأة، حيث تبين أن الغالبية (بنسبة 77%) ممن شملتهم العينة اعترفوا بأنهم يأخذون لقطات السيلفي بانتظام، ولكن الأمر الطريف هو أن 82% من العينة قالوا انهم يودون رؤية عدد أقل من لقطات السيلفي على المواقع المختلفة.تسمي ديفنباخ هذه الظاهرة بإشكالية السيلفي وهي فكرة أننا نحب التقاط الصور الشخصية لأنفسنا بينما لا نحب مشاهدة سيلفي الآخرين على الانترنت.

لم تتعمق الدراسة في مجرد ما إذا كنا لا نرغب في مشاهدة السيلفي فقط، بل تعدت ذلك إلى كيفية مشاهدتنا للقطاتنا الخاصة في مقابل لقطات السيلفي للآخرين. وفقاً للدراسة،  كانت النتائج كالتالي: يميل الناس إلى اعتبار السيلفي الذي يلتقطونه لأنفسهم بمثابة لقطة أصلية وفيها سخرية ذاتية بينما يعتقدون أن سيلفي الآخرين أقل أصالة ويميل إلى استعراض الذات.

باختصار، تؤكد هذه الدراسة أن هناك اختلافاً جذرياً بين نظرتنا إلى السيلفي الخاص بنا ونظرتنا إلى لقطات الآخرين.ترى النتائج أننا نشعر بالارتياح تجاه لقطاتنا الخاصة لأننا نعتفد أنها غير جادة بصورة واضحة بينما ننتقد صور الآخرين معتبرين إياها نوع من الأنانية والغرور. لذلك في المرة القادمة قبل أن تقدم على التقاط صورة لنفسك، تذكر أن المحيطين بك ليسوا في حاجة لمنظر وجهك، بل من الأفضل اعفائهم من هذه اللقطة وأخذ استراحة من هوس السيلفي الذي جعل العالم يتحول إلى مجموعة من النرجسيين.

المصدر : Readers Digest

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.