الشخصية السيكوباتية أحد أنواع اضطرابات الشخصية بما يعرف باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واليوم نتعرف على أعراض الشخصية السيكوباتية وأسبابها وكيفية التعامل معها، وذلك في مقالنا اليوم تحت عنوان الشخصية السيكوباتية.
الشخصية السيكوباتية
تعتبر الشخصية السيكوباتية أحد اضطرابات الشخصية وتعرف باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وتعتبر عبارة عن مرض نفسي يصيب الأشخاص باعتلال في تعاملاتهم مع الآخرين.
فالشخصية السيكوباتية تحتوي على نمطين مختلفين من الشخصية والسلوك يظهر في تلاعبهم بالآخرين وانتهاكهم لهم، وتتعارض أفعال وسلوكيات السيكوباتي مع سلوكيات المجتمع بشكل عام.
ويوجد نمطان للشخصية السيكوباتية هما نمط شخصية المختل عقليًا، ونمط آخر لشخصية المعتل اجتماعيًا، ويولد الشخص المختل عقليًا بوجود خلل في تركيبة الدماغ، أما المعتل اجتماعيًا فحالته تظهر لأسباب اجتماعية كثيرة.
فالشخص الذي يوصف بالمختل عقليًا، يولد هكذا نتيجة لوجود خلل في تركيبة الدماغ، بشكل يجعل لديهم خلل في التعامل والسلوك، فهم لا يتعاطفون مع من حولهم، ولا يشعرون بما يمر به الأشخاص من مشاعر وعواطف في مواقف كثيرة.
والشخص الذي يوصف بالمعتل اجتماعيًا تنتج حالته بسبب أسباب اجتماعية، تحدث نتيجة للتربية الاجتماعية القاسية داخل الأسرة، وتعرض الشخص للعنف الأسري أو مواقف سلبية وسلوكية مؤذية في الصغر، وتعرضه للسخرية أو التنمر مما يؤثر في سلوكياته وتعاملاته.
قد يهمك أيضا: نقاط ضعف الشخصية السيكوباتية
علامات وأعراض الشخصية السيكوباتية
تتعدد وتختلف أعراض الشخصية السيكوباتية من شخص لآخر، وقد تجتمع معظمها أو بعضها في شخص واحد، ومن علاماتها وأعراضها ما يلي:
- ذكاء الشخص السيكوباتي بشكل كبير.
- قدرته على استغلال الآخرين والتلاعب بهم وبمشاعرهم، وانتهاك حقوقهم، ويراقبهم ويوقع بهم ليستغلهم.
- يفتقدون للشعور بالذنب، ولا يمتلكون احساس أو ضمير عند تعاملهم مع المحيطين، فلا يمكن معرفة مدى سيطرتهم وإيذائهم، فقد يصل بهم الأمر إلى تخريب حياة من حولهم دون أي ندم أو شعور بالذنب.
- لديه صعوبة في القدرة على الحفاظ على علاقاته مع الآخرين لوقت طويل، وكثيرًا ما يتلاعب بهم ويؤذيهم، مما يجعلهم يتركونه ويبتعدون عنه.
- سلوكياتهم وتعاملاتهم غير مسئولة على المستوى العام والمستوى الشخصي والأسري.
- اندفاعهم في معظم أمور حيلتهم، وامور العمل، وحتى علاقاتهم الاجتماعية.
- يلقون باللوم على الآخرين، ويحملونهم مسئولية مشاكلهم واضطراب حياتهم.
- تجاهلهم لأي مسئولية وأي مطلب يخص من حولهم، وتجاهلهم لقواعد السلامة والأمان.
- عدم قدرتهم في التعلم من تجاربهم السابقة، وفشلهم في تلاشي الأخطاء السابقة.
- عدم احترامهم للقوانين وتعديهم على القواعد العامة، ويتحايلون بشكل كبير على القوانين وبشكل متقن ومخطط له ويصعب القبض عليهم وعقابهم.
- اعتمادهم على الكذب والخداع للوصول إلى أهدافهم، ولتحقيق مكاسبهم الشخصية.
- عدم قدرتهم على التعامل مع الخطط والمواضيع الطويلة المدى، وعدم قدرتهم على التعامل مع المشاريع والأعمال التي تحتاج لوقت وجهد طويل.
- لجوؤهم إلى الاندفاع والعدوانية في ردود أفعالهم وتعاملاتهم بشكل كبير.
أسباب الاضطراب
لم يتم التعارف على أسباب مؤكدة لاضطراب الشخصية السيكوباتية مثلها كغيرها من اضطرابات الشخصية، ولكن تم التعارف على بعض الأسباب التي تتداخل وتتسبب في ظهور اضطراب السيكوباتية ومنها:
- أسباب وراثية: مثل الجنس فنجد أن جنس الذكور أكثر عرضة للسيكوباتية عن جنس الإناث.
وكذلك الجينات الوراثية التي تنتج عن وجود اضطرابات مشابهه لدى الأهل، والتاريخ العائلي من جهة اضطرابات الشخصية والسلوك، أو حدوث أمراض نفسية وعقلية.
- أسباب بيئية ومجتمعية: مثل التعرض لتجارب اجتماعية سيئة، أو تعرضهم للعنف والصدمات، وحدوث مواقف عنف أسري، والتعرض لأمور مؤذية مثل السخرية والتنمر.
وبسبب تضارب معاملة الأهل لهم من الصغر، والتربية القاسية والعنيفة، وعدم الاستقرار الأسري بسبب مشاكل الأسرة، والتعرض للعقال والعنف.
قد يهمك أيضا: أنواع اضطرابات الشخصية
الشخصية السيكوباتية عند الرجل والمرأة
لا يوجد اختلاف كبير بين الشخصية السيكوباتية لدى الرجل والمرأة، وتتساوى أسبابها وأعراضها لدى الكثير منهم، ويلاحظ على الرجل والرجل السيكوباتين بعض الأمور كما يلي:
- يعتبر جنس الرجال اكثر عرضة لحدوث اضطراب الشخصية السيكوباتية أكثر من جنس الإناث، وتختلف الشخصية السيكوباتية من الرجل للمرأة، ويتصف كلاهما بالغطرسة والتلاعب بالآخرين وبمشاعرهم.
- ويسعى كلاهما للتحكم في الآخرين، ومحاولة امتلاك عقولهم كالعبيد، ويعتبر كليهما شرير بشكل كبير، يجيد كليهما لعب دور الضحية والتمثيل، والسعي لاستغلال من حولهم.
- يضن الشخص السيكوباتي سواء، كان رجل أو امرأة بمشاعره وأحاسيسه، ويستشعروا تفوقهم على غيرهم وأحقيتهم بالنجاح عليهم، ويستغلونهم للوصول إلى أهدافهم ونجاحهم.
- نجد أن الرجل السيكوباتي غير قادر على التواصل العاطفي مع الآخرين، ولا يستطيع الوثوق بشريك، فهو يبحث عن المتعة، ولا يهتم بمشاعر شريكته وقد يتمتع بإيذاء الشريك وألمه.
- يظهر الرجل السيكوباتي بشخصية جذابة وودودة، ويعتمد على سحره وثقته بنفسه كي يحقق أهدافه، ويستغل شريكه لتحقيقها.
- لا يهتم الرجل السيكوباتي بألم أو مشاعر وأحاسيس شريكته، ولا يتعاطف مع مشاعرها أو مشاعر المحيطين به.
- يعاني الطرف الاخر في العلاقة مع الرجل أو المرأة السيكوباتيين، فزوجة السيكوباتي وأبناءه وزوج السيكوباتية وأبنائها يعانون معاناة مختلفة ومستمرة بسبب تعاملاتهم.
كيفية التعامل مع الشخصية السيكوباتية
للقدرة على التعامل مع الأشخاص المصابين بالسيكوباتية ينصح بالاعتماد على عدد من الأمور منها:
- عدم اعطاء الشخص السيكوباتي الفرصة ليقلل من ثقتك بنفسك، ومن قيمتك وقدراتك.
- العمل والسعي بنجاح وقوة لتحقيق النجاح في العمل وتحقيق الأهداف المرغوبة، لإحباط محاولات السيكوباتي للإيقاع بك واستغلالك.
- محاولة التزام الهدوء عند الجدال معهم، والسيطرة على المشاعر.
- عدم اظهار المخاوف أو الضعف أمام السيكوباتيين، وعدم إعطاءهم الفرصة للسيطرة أو الترهيب.
- عدم مواجهة السيكوباتي بعيوبه وأخطاءه، حتى لا يتحول إلى العدوانية والاندفاعية والعنف.
- عدم التعامل معه بشكل مباشر وجهًا لوجه، ومحاولة إيجاد طرق تعامل أقل احتكاك وتقارب مثل التواصل بالرسائل.
- عدم اظهار التعاطف مع قصصهم التي تتسم بالمبالغة، واخذ دور المظلوم والضحية فما هي إلا نوع من مكرهم وسعيهم للسيطرة.
ويمكن التعامل مع الشخصية السيكوباتية بشكل أفضل خاصة عند الاهتمام به وبعلاجه وذلك باللجوء إلى العلاج النفسي والسلوكي، والاعتماد على توجيه ومساعدة الأطباء النفسيين والمعالجين السلوكيين في التثقيف تجاه الشخصية السيكوباتية وما يخصها وكيفية التعامل معها والمساهمة في علاجها.
قد يهمك أيضا: اضطراب الشخصية الحدية
المصادر: